وخلُدْتَ طوداً يا بهشتي ظافرا

وخلُدْتَ طوداً يا بهشتي ظافرا
السبت ٢٧ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش

قصيدة تخليد لمقام آية الله الدكتور السيد محمد حسين حسيني بهشتي (رضوان الله عليه) وهو فيلسوف ومجتهد ومفكر اسلامي كبير وكان من حواريي الامام الخميني (قدس سره الشريف) وكان رئيس السلطة القضائية ورئيس مجلس قيادة الثورة الإسلامية في ايران ومجلس الخبراء وكان ثاني أقوى الشخصيات في الثورة والدولة ، وقد استشهد في تفجير غادر لمقر الحزب الجمهوري الاسلامي بوسط طهران يوم ٢٨ حزيران ١٩٨١ ومعه ٧٢ شخصية دينية وسياسية ونيابية مهمة ، وقد ظن اعداء الثورة بأن اغتياله ومن معه من قيادات البلاد ستؤدي الى انهيار الجمهورية الاسلامية وزعيمها ، ولكن هذه الظنون ذهبت ادراج الرياح :

قم يا (بهشتي) مِن ضريحِكَ ناظرا
كيف ابتنَتْ إيرانُ صرحاً عامرا

يا سيدَ الشهداءِ يومَ تواطأَتْ
عُصَبٌ عليكَ وكنتَ وجهاً ناضِرا

فَسقَتْكَ بالبغضاءِ وهي حَقُودةٌ
ورمَتْكَ بالشَّنآنِ مَجداً ظاهرا

فسَبقْتَ بالترحالِ نحوَ حدائقٍ
في جنةٍ طلَبَتْكَ عبداً صابِرا

وغَدَتْ شهادَتُكْ الكبيرةُ ضامِناً
لِعظيمِ مُلحمةٍ تُزلزلُ ناكِرا

وتألقَتْ بِدماكَ رايةُ اُمّةٍ
عظُمَتْ بقائدها إماماً ثائرا

وتشرَّدَ العادُون كَلْمى ذِلّةٍ
وخلُدْتَ طوداً يابهشتي ظافرا

يا بنَ الشهيدِ بكربلاءَ مُحاصَرَاً
يومَ الطفوفِ وكان سبطاً طاهرا

حُزناً ليومِكَ إذ صُرِعْتَ مدافعاً
عن ثورةٍ كبرى وكنتَ الناصرا

قد جُدْتَ بالنفسِ الزكيةِ ذائِداً
وبَذلْتَ مجتهداً دِماكَ مصابرا

ها قد غدتْ إيرانُ قلعةَ صامدٍ
ومعاقلُ الأحرارِ صِرْنَ مَنائرا

بدمِ الشهادةِ أشرقَتْ راياتُنا
وتساقَطتْ فِتَنٌ وَقَدْنَ نوائِرا

بفداءِ أفذاذٍ تخلَّدَ ذِكرُهُم
بجهادٍ استوفى الحقوقَ مُثابِرا

للهِ درُّكَ يا بهِشتي سيداً
مَلأ الوُجُودَ مَكارِماً ومَفاخرا

بكَ أينعَتْ أثمارُ نهضةِ دولةٍ
هي بالفقيهِ غَدَتْ بِناءاً فاخرا

بالخَامِنائي قائداً لمسيرةِ
لا ينثني أبداً ويرفضُ جائرا

هو والخُمينيُّ العظيمُ محجةٌ
للرُّشْدِ لم يرِدا سبيلاً خاسرا

وفداءُ سيدِنا البهِشتي نهضةٌ
هَتفتْ بها إيرانُ صوتاً هادرا

وأذلَّتِ الطاغي المَليءَ تعجرُفاً
وتَغطرُسَاً ولَقد توقَّحَ سافِرا

لقَمَتْهُ إيرانُ المَهانةَ خاسئاً
فغدا "ترمبُ" من المَهانةِ خائرا

هو ذا إباءُ الصِّيدِ وُلْدِ محمدٍ
أبناءِ حيدرَ والتُّقاةِ سرائِرا

بالطيِّبينَ مِنَ الكُماةِ سنرتقي
ونضالِ مَن جعلَ الفداء بصائرا

إنّ الشهادةَ للشريفِ هديةٌ
تسعى إليهِ وتستهِلُّ تفاخُرا
_______________

بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي