بعد تهديد ترامب بتمديد الحظر التسليحي 

ماهو السلاح الذي حصّن إيران على مدى أربعة عقود؟

ماهو السلاح الذي حصّن إيران على مدى أربعة عقود؟
الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٩:٥٧ بتوقيت غرينتش

مازال اعضاء ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب وفي مقدمتهم ترامب الارعن ورجل الامن الفاشل مايك بومبيو، يرعدون ويزبدون ويهددون بتفعيل آلية الزناد وأعادة الحظر الاممي على ايران، اذا التزمت باقي الدول الموقعة على الاتفاق النووي ورفعت الحظر المفروض على ايران لشراء الاسلحة التقليدية في شهر تشرين الاول القادم وفقا لما جاء في القرار الاممي 2231.

العالم - كشكول

اللافت ان ترامب الذي يطالب بتمديد الحظر على بيع الاسلحة التقليدية الى ايران الى اجل غير مسمى، ويهدد بتطبيق الية الزناد ، وهي آلية يضعها القرار امام الدول الاعضاء الموقعة على الاتفاق النووي والتزمت ببنوده كخيار للتعامل مع ايران في حال لم تلتزم ببنود الاتفاق، نسي او تناسى انه لا يملك اي حق في الطلب بتمديد الحظر ، ولا حتى تطبيق الية الزناد، لانه ببساطة لم ينسحب من الاتفاق فحسب بل استخدم كل الوسائل من اجل الضغط على باقي الاعضاء للانسحاب منه وقام بفرض عقوبات ظالمة واحادية الجانب على ايران.

الذي نود التوقف امامه في هذه السطور هو الضجة التي تثيرها ادارة ترامب هذه الايام والتي يقودها البائس بومبيو، حول تمديد الحظر التسليحي على ايران، هي ضجة مفتعلة، وامريكا تعرف قبل غيرها ان قوة الردع الايرانية لم ولن تكن يوما تستند الى السلاح المستورد، فكل ما تريد امريكا تحقيقه من وراء هذه الضجة تحريض الدول التي مازالت تحتفظ بتوقيعها على الاتفاق على اتخاذ مواقف قريبة من موقف ترامب من الاتفاق للتقليل من وطأة الفشل المخزي الذي يلاحق ادارته بسبب سياسته العقيمة ضد ايران، والتي باتت احدى نقاط ضعفه في حين لا تفصله عن موعد الانتخابات الرئاسية سوى اربعة اشهر، وهو الذي وعد ناخبيه انه سيركع ايران خلال اشهر قليلة تعد على اصابع اليد الواحدة.

العالم كله يعرف وخاصة ادارة ترامب ان الحظر الامريكي الغربي الظالم المفروض على ايران منذ اربعة عقود كان هدفه تركيعها واعادتها الى الحظيرة الامريكية،ا لا ان صمود الشعب الايراني وحكمة قيادته وشجاعة رجاله، حولوا الحظر الى فرصة ، وفرصة عظيمة جدا، حيث نجح العلماء الايرانيون في توفير كل ما تحتاجه ايران لتحصين نفسها امام عدوانية وغطرسة امريكا وذيلها الكيان الاسرائيلي، فوصلت ايران الى الفضاء ، ووضعت الاقمار الصناعية في مدارات حول الارض، وارسلت كائنات حية الى الفضاء، وقامت بتصنيع انظمة الدفاع الجوي المتطورة التي حولت درة الصناعة الامريكية في مجال الطائراتن المسيرة الى خردة على ارتفاع 20 الف متر، وبنت الغواصات والسفن الحربية التي حمت ناقلات النفط الايرانية وهي تكسر الحصار الامريكي الظالم ضد الشعب الفنزويلي والشعب السوري، وشيدت مدنا للصواريخ تحت الارض دكتب بها اكبر قاعدة امريكية في العراق دون ان يجرأ ترامب على الرد، كما دكت معسكرات عصابات "داعش" الامريكية في سوريا، وزودت القوات المسلحة بما تحتاجه من الرصاصة وحتى الطائرة المقاتلة "كوثر".

ترامب الغبي ومستشاره الاغبى بومبيو يعلمان جيدا ان السلاح الذي حصنت به ايران نفسها ، ومنعت معتوه مثل ترامب وبلطجي مثل نتنياهو حتى من التفكير، مجرد التفكير، بالتعرض لها، ليس السلاح الغربي او الشرقي، بل السلاح الذي صنعه علماء ايران، والرجال الذين يحملون هذا السلاح ، وارادة هؤلاء الرجال هي اقوى من كل سلاح.