نتنياهو للخلف در.. مخطط الضم لن يمر!

نتنياهو للخلف در.. مخطط الضم لن يمر!
الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

انكسرت احلام رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية ومنطقة غور الاردن الاستراتيجية الى "سيادة" الاحتلال، على صخرة صمود المقاومة الفلسطينية التي اعتبرت ذلك بمثابة إعلان حرب، ما دفع نتنياهو الى الحديث عن إمكانية تأجيل الخطة المقرر تنفيذها في الاول من يوليو/تموز.

العالم - كشكول

وقبل يوم من الموعد المحدد، قال نتنياهو في محادثة مع أعضاء من حزب الليكود إن موعد الضم لن يكون في الأول من تموز/ يوليو. تصريحات نتنياهو جاءت عقب اعتبار وزير الحرب بيني غانتس إن الأول من يوليو ليس تاريخا مقدسا للضم.

يبدو أن الصفقات والمخططات والوعود هي بمنزلة حبل نجاة يتمسك بها نتنياهو للبقاء في سده الحكم وانقاذ نفسه من المحاسبة على جرائم الفساد التي تلاحقه، نتنياهو الذي يعول على الرئيس الامريكي دونالد ترامب وجد نفسه هذه المرة مضطرا للتراجع عن حلم مخطط الضم.

ويمكن ارجاع ذلك الى عدة اسباب ومنها ان الرئيس الاميركي وضعه مهتز الآن ومأزوم وهو يحتاج الى مساعدة للخروج من الازمات السياسية التي يعاني منها في داخل الولايات المتحدة لذلك فإن ملفاته الداخلية بدءا من ازمة جائحة كورونا ومرورا بالمظاهرات الشعبية المناهضة للعنصرية ووصولا الى اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي من المحتمل ان يخسر فيها ترامب لن تخوله للوقوف الى جانب حليفه نتنياهو.

كما ان للصراع الداخلي في كيان الاحتلال الاسرائيلي تاثيرا على قرار الضم، فزعيم حزب "أزرق أبيض" وزير الحرب بني غانتس قال في لقائه وفدا أميركيا بأن "الأول من تموز/يوليو ليس تاريخا مقدسا لتنفيذ خطة الضم" ليعلق نتنياهو على ذلك ويقول إن القضية لا تعتمد على حزب "أزرق أبيض"، ما يكشف عن وجود خلافات حاده بين الطرفين.

بالاضافة الى تحذيرات اجهزة امن الاحتلال وعلى راسها "شاباك" من هذه الخطة حيث اكد ان الضم سوف يقوض الوضع الامني داخل كيان الاحتلال، وحذر جيش الاحتلال من انفجار الاوضاع في الضفة الغربية وتزايد العمليات الفلسطينية التي ستستهدف قوات الاحتلال.

كما كان للإدانات الدولية لمشاريع الضم الإسرائيليّة، سواء من الأمم المتحدة، أو الحكومات الأوروبية، دور في تأجيل وتعطيل تنفيذ هذا المشروع في هذه المرحلة.

اما السبب الاخر والذي ستكون له كلمة الفصل في هذه المسألة هو رفض المقاومة والشعب الفلسطيني للمخطط الاسرائيلي، فالمظاهرات الشعبية التي نظمتها فصائل المقاومة والقوى الفلسطينية في مختلف المناطق والمدن الفلسطينية ومنها قطاع غزة قد تحولت الى كابوس للمسؤولين الاسرائيليين، حيث أصبح شعار "لا لمشروع الضم" العبارة الأكثر تداولاً بين الفلسطينيين التي يسمعها نتنياهو في هذه الايام.

وفي سياق متصل، توعد الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بان الاحتلال الاسرائيلي سيعض اصابع الندم اذا نفذ قرار ضم اجزاء جديدة من الاراضي الفلسطينية. وأكد أن المقاومة تعتبر قرار ضم الضفة والأغوار بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، وإن المقاومة في هذه الحرب، ستكون الحارس الأمين والوفي للدفاع عن الشعب وأرضه ومقدساته.

ورغم ذلك، يرى بعض المحللين انه يجب الاخذ في الحسبان بان خطة الضم هي سياسة اسرائيلية لا تزال قائمة وان تأجيل موعدها لا يعني تعطيلها بشكل نهائي، فيجب على الفلسطينيين اخذ الحيطة والحذر في هذه المسألة واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة مخططات الاحتلال عبر المقاومة حتى استعادة جميع الأراضي المغتصبة.