العالم - مقالات
رغم ضراوة العقوبات واشتدادها وتوسيع قائمة العقوبات الاميركية من خلال قانون قيصر الذي تم تطبيقه مؤخرا الا ان دول محور المقاومة تمتلك امكانيات ومقومات استراتيجية لا تمتلكها اي قوة او تحالف في المنطقة
فمحور المقاومة بكل امتداده بدءاً من ايران فالعراق واليمن فسورية ولبنان وفلسطين المحتلة يمتلك قيادة حكيمة صلبة قادرة على مواجهة اعتى الظروف واتخاذ التدابير بحكمة ورعاية مصالح شعوبها وهذا ما لا يمتلكه احد في المنطقة
ناهيك عن قدرة التحمل والصبر الاستراتيجي الذي تمتلكه شعوب المحور والذي لا يمكن تصور مدى فاعليته وخاصة من خلال ثقة هذه الشعوب بقيادتها وايمانها المطلق باحقية قضاياها وهو ما تعول عليه قوى الاستكبار امالها وتحلم في نجويع الشعوب لاجبارها على الخروج لاسقاط حكوماتها وطلب مساعدة امريكا وبالتالي تحقق الحلم الصهيواميركي وتحويل حكومات المنطقة لتوابع لسياسة قوى الاستكبار
كذلك قوة توازن الضغط التي يمتلكها المحور على مستوى المنطقة باقل تقدير وبكافة الاوراق عسكريا وسياسيا واقتصاديا والتي اذا ما دُفع لاستخدامها فسيولد ضغطا كبيرا معادلا للضغوط الاقتصادية وسينقلب السحر على الساحر وسيتحول الحصار لنقطة قوة لمحور المقاومة كما كان حصار ايران على مدى اربعة قرون الدافع الاستراتيجي لرفع قدراتها العسكرية وحملها نحو التقدم العلمي وتحقيقها انجازات مهمة في كافة الاصعدة
فاقتصاديا ايران التي تمثل قيادة محور المقاومة تمتلك خبرة طويلة في تجاوز العقوبات والالتفاف على الحظر منذ اربعة عقود وهذا يعني انها لن تقف مكتوفة الايدي ولن تسمح لامريكا وحلفائها بخنق سورية ولبنان وستقف الى جانبهم وربما تعطيهم الخبرة والوسيلة لتجاوز العقوبات والانتصار عليها وعلى نهج ايران وبمساعدة الحلفاء ستصمد سورية ولبنان
اما عسكريا فالضغط الشديد ربما يولد انفجارا وفتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط وحينها سنشهد هرولة دول الاستكبار والشر لتهدئة الوضع وتجنب فتح حرب شاملة من الممكن ان تضع نهاية للوجود الاميركي في المنطقة وتنهي حقبة الضغوط الاقتصادية وسياسة تجويع الشعوب وهذا ما شهده الجميع عندما هرولت اميركا لطلب الوساطات لدى ايران بعد اغتيالها الشهيدين المهندس وسليماني حيث بدت ترتجف خوفا من رد مزلزل لمحور المقاومة
ان حصار محور المقاومة واجباره على استخدام كل هذه الامكانيات والاوراق سيخلق نهاية مخيبة لتلك الضغوطات الاقتصادية في الافق القريب وسينذر بانتصار كبير لمحور المقاومة سيقلب الطاولة ويعيد المنطقة والعالم الى زمن المتغيرات، المتغيرات ليست التي تصنعها اميركا و"اسرائيل" بل التي تصنعها شعوب المنطقة والعالم بارادتها وعزمها على تقرير مصيرها وتمسكها بسيادة ارضها وموقفها
* غيث علاو