تهديد الاستقرار والامن الدوليين عبر الترويج لادبيات استهداف المراكز النووية

تهديد الاستقرار والامن الدوليين عبر الترويج لادبيات استهداف المراكز النووية
السبت ٠٤ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

الحادثة التي تعرضت لها يوم الخميس الماضي أحدى الصالات المسقفة التي يجري تشييدها في موقع الشهيد احمدي روشن النووي "نطنز" والتي اسفرت عن اضرار جانبية ضئيلة ، بمنأى عن اسباب حدوثها ، اعادت الى الواجهة ضرورة ايلاء المجتمع الدولي اهتماما اكبر بصيانة وامن المنشات النووية .

العالم - كشكول

بناء على اعلام المسؤولين الايرانيين وتاييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية فان هذه الحادثة التي طالت الصالة لم تسفر عن اي تسرب لاي مواد نووية ، ولكن وقوع اي حادثة غير متوقعة في المنشات النووية في كافة انحاء العالم ، تؤدي فورا الى بلورة نوع من القلق الجاد في المجتمع الدولي حيال احتمال تسرب المواد النووية .

بعد وقوع هذه الحادثة في موقع نطنز النووي ، حاولت وسائل الاعلام الغربية العبرية العربية الايحاء بان هذه الحادثة تكشف عن القدرات السايبرية للكيان الصهيوني ، كما حاولت الايحاء بان هذه الحادثة دليل على تحقق وعود المسؤولي الصهاينة بشان الاستفادة من جميع الخيارات لوقف البرنامج النووي الايراني .

رغم ان مسؤولي ومصادر الكيان الصهيوني ومنذ اللحظة الاولى لهذه الحادثة اعتمدوا سياسة الصمت حتى لا يتخذوا اي موقف انفعالي حيال هذه الحادثة ، ولكن من الطبيعي ان التوجه الاعلامي للكثير من الوسائل الاعلامية المعروفة بصلتها المباشرة او غير المباشرة مع الكيان الصهيوني ، سيوجه اصابع الاتهام لهذا الكيان ويحمله تداعياته .

حساسية واهمية هذا الموضوع تتكشف اكثر حين يتم التركيز على الكيان الصهيوني هو قوة نووية ولكن منشاته النووية ضعيفة وهشة امام اي رد فعل متبادل وهو امر ثابت عمليا .

من الطبيعي انه حين تتخطى مجالات المواجهة الخطوط الحمراء وتنتقل الى مرحلة تشكل خطرا على الامن والسلامة على الصعيدين الاقليمي والدولي ، فانه في مثل هذه الظروف لا يمكن خداع المجتمع الدولي بنماذج وهمية مثل " مسلسل طهران" .

قد يكون استغلال الوسائل الاعلامية للايحاء باقتدار الكيان الصهيوني الذي يعاني من مشاكل سياسية وامني واجتماعية داخليا وازمة الشرعية دوليا ، يحقق بعض المصالح الانية لزعماء هذا الكيان ولو لفترة قصيرة ، ولكن القفز على القوانين والقواعد المعترف بها دوليا ووضع مفاهيم وادبيات خاصة فيما يخص الاضرار بالمراكز النووية سيكون له تداعيات على السلم والامن الدوليين لا يمكن التعويض عنها.

للاسف فان بلورة صورة عقيمة وانتهازية بين بعض صانعي القرارت المتطرفين في امريكا والكيان الصهيوني بشان الاستمرار في ممارسة المزيد من الضغوط عبر استغلال الاليات السياسية – الاعلامية ضد ايران واستغلال طاقات بعض المنظمات الدولية في هذا المجال ، قد يكون لها تداعيات لا تحمد عقباها وتضر بالسلم والامن الدوليين ، وقد تؤدي الى فجوة في القواعد المعمول بها على صعيد مراقبة وصيانة المنشات النووية .

من الطبيعي انه في حال عدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وعدم التصدي السربع والحاسم لهذه البروباغاندا الاعلامية والانتهاكات الخطيرة ، وترجيح التوجهات السياسية على الالزامات الحقوقية والامنية ، فانذاك لا يمكن التوقع بان تبقى هذه الاجراءات حبيسة ادمغة معتوهين مثل قادة الكيان الصهيوني وترامب والا تتحول الى توجه مقلق على الصعيد الدولي .