الوجه الآخر للغرب..

أمريكا تهدد من يساعد فنزويلا وبريطانيا تسطو على ذهبها

أمريكا تهدد من يساعد فنزويلا وبريطانيا تسطو على ذهبها
الأحد ٠٥ يوليو ٢٠٢٠ - ٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش

أصدر القضاء الأميركي أمرا بمصادرة شحنات أربع ناقلات إيرانية تنقل النفط إلى فنزويلا، بذريعة إنتهاك هذه السفن للحظر الامريكي المفروض على ايران وفنزويلا.

العالم - كشكول

امريكا تزعم ان ايران تدعم "الارهاب" من خلال الارباح التي تحصل عليها من بيع البنزين، ولكن ليس هناك من يسأل امريكا، من الذي سمح لها بان تعمم احكام قضاءها على الدول الاخرى الاعضاء في منظمة الامم المتحدة وتمنع من اقامة علاقات تجارية بينها؟ وماذا يمكن ان نسمي محاولتها مصادرة حمولات ناقلات النفط التي تعود للدول الاخرى؟، هل هناك ما هو الصق من وصف "الارهاب" و "السطو" بهذه المحاولات الامريكية؟.

اللافت ان هذه المحاولات الامريكية التي تتنافى مع ابسط معايير القوانين الدولية، لم تلق اي استنكار من الغرب فحسب، بل على العكس تماما وقف هذا الغرب موقفا داعما ومساندا لامريكا في جرائمها التي ترتكبها ضد الشعب الفنزويلي، لمجرد ان الحكومة في هذا البلد ترفض ان تكون فنزويلا حديقة خلفية لامريكا.

بريطانيا الذيل الامريكي في اوروبا، انخرطت وبشكل فج في محاولات امريكا لاسقاط النظام الشرعي في فنزويلا من خلال سطوها على الذهب الفنزويلي المودع في بنوك بريطانيا، وذلك بعد يوم واحد من اعتبار قاض بريطاني!! زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو "رئيساً بالوكالة" للبلاد، وهو قرار اعتبرته بريطانيا يحول دون استعادة كاراكاس 31 طناً من ذهبها البالغ قيمته مليار دولار.

اللافت ان فنزويلا التي تواجه وباء كورونا بحاجة ماسة الى الوقود والى ذهبها المودع في بنوك بريطانيا لمواجة الوباء الذي بات يهدد ارواح الشعب الفنزويلي، والذي يزعم الغرب الوقوف الى جانبه عبر دعمها لعميلها غوايدو الذي ايد عمليات السطو البريطانية لذهب فنزويلا ، وكذلك تاييده حرمان الشعب الفنزويلي من الوقود الذي تحاول ايران ايصاله اليه للحد من موت الابرياء بسبب تفشي كورونا.

قد تكون بريطانيا نجحت في السطو على ذهب الشعب الفنزويلي وهو في أمس الحاجة اليه الان، ولكن من الصعب جدا على امريكا ان تسطو على الوقود الايراني، فامريكا حاولت في الماضي وفشلت، ولا نعتقد انها ستنجح في المستقبل ايضا، فايران ليست بالبلد الذي يتعرض للابتزاز ويلوذ الى الصمت، بل يرد على الصاع بصاعين، وامريكا جربت ذلك من قبل، ولكن ما تتعرض له فنزويلا من ظلم كبير يكشف الوجه المتوحش للغرب الذي يتستر كذبا ونفاقا وراء شعارات حقوق الانسان والحرية والعدالة والكرامة الانسانية.