العراقيون والدرس اللبناني  

العراقيون والدرس اللبناني  
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

لا نعتقد ان السياسيين العراقيين يمرون مرور الكرام من امام التطورات التي يشهدها لبنان هذه الايام، سواء المناهضون منهم للسياسة الامريكية أو المتيمون بها والمعروفون في العراق بـ"الجوكرية" وايتام المقبور صدام.

العالم - كشكول

الفريق الاول من اجل استخلاص العبر والوقوف على الاسباب التي جعلت امريكا تتدخل بهذا الشكل السافر بالشان اللبناني، ولمنع العراق من الوصول الى الحالة اللبنانية، والفريق الثاني من اجل استخلاص العبر ولكن من اجل ايصال الاوضاع في العراق الى ما وصل اليه لبنان، حيث تعتبر السفيرة الامريكية نفسها الحاكم المطلق في لبنان.

العراقيون يرون كيف تتصرف سفيرة امريكا في لبنان دوروثي شيا، حيث تتدخل وبكل وقاحة في كل صغيرة وكبيرة في الشأن اللبناني، و وصل بها الصلف انها خيرت اللبنانيين بين الموت جوعا او تشكيل حكومة بدون حزب الله، بل انها اخذت تهدد حتى رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب في حال واصل سياسته في تجاهل "أوامرها".

اللافت ان الاهانات التي توجهها شيا الى سيادة واستقلال لبنان واللبنانيين بشكل عام، تلقى ترحيبا واسعا من "الجوكرية" اللبنانيين، الذين يخرجون بعد كل اهانة توجهها شيا لهم ليبرروا اهاناتها ويضعوها في اطار المصلحة اللبنانية، ويحملوا رفاقهم في الوطن مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع في لبنان.

يبدو ان سفيرة امريكا ومن خلال ما يترشح عنها من مواقف وتصريحات كارثية، ليست في وارد تهدئة الاوضاع في لبنان ، بل على العكس تماما، لن ترضى الا بحرقه عبر تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض ، لسواد عيون الكيان الاسرئيلي ، الذي تعتبر شيا عينه ويده في لبنان.

العراقيون الشرفاء من الاحزاب الوطنية والدينية الاصيلة وابناء الحشد الشعبي، يجب ان يقرأوا الدرس اللبناني بكل دقة وان يقفوا امام كل سطر وكلمة فيه ، فجوكرية العراق سيستخدمون كل الامكانيات التي وضعتها امريكا والكيان الاسرائيلي والسعودية في تصرفهم لإستنساخ سفير امريكي مثل شيا في العراق، وهو استنساخ في حال نجاحه يعني دخول العراق في نفق مظلم لا يعلم الا الله متى يخرج منه، لذا المطلوب من العراقيين الشرفاء ان يحولوا دون تمكن الجوكرية من تحقيق هدف امريكا في العراق، عبر شرح الدرس اللبناني للعراقيين، وعبر توحيد الكلمة والتصرف بمسؤولية وحكمة، وعبر العمل على تنفيذ قرار البرلمان العراقي باخراج القوات الامريكية من العراق قبل ان يشتد عود جوكرية العراق كما هو عود جوكرية لبنان.