دبلوماسيون صهاينة يكشفون..

السيسي يفضل تطوير علاقته مع 'إسرائيل' بدلا عن فلسطين

السيسي يفضل تطوير علاقته مع 'إسرائيل' بدلا عن فلسطين
الأربعاء ٠٨ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٨:٠٧ بتوقيت غرينتش

صرح خبراء ودبلوماسيون إسرائيليون ان سكوت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إزاء خطة الضم الإسرائيلية؛ جاء بسبب اهتمامه بتطوير علاقاته مع الكيان الصهيوني.

العالم - الاحتلال

وأضافوا في تحقيق مطول أعده أهارون بوكرمان، ونشره موقع "زمن إسرائيل"، أنه قبل 3 أسابيع، وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في زيارة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برام الله، كما تمت دعوة نظيره المصري سامح شكري، وكان من المفترض أن تظهر صورة للوزيرين الاثنين بجانب عباس، لتأكيد معارضتهما للضم، لكن ما حصل أن الصورة شملت الوزير الأردني فقط، دون المصري.

ونقل عن جبريل الرجوب، أحد كبار قادة فتح، أن شكري ألغى اجتماعه بسبب قضايا ملحة أخرى على جدول الأعمال المصري، مع أن غيابه قد يكون مؤشرا على موقف الحكومة المصرية المتناقض تجاه خطة الضم، فرغم أن مصر أعربت عن قلقها بشأنها، لكن الموضوع الفلسطيني لا يبدو أنه أولوية لديها.

أوفير فينتر، خبير الشؤون المصرية بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قال إن مصر تواجه اليوم أزمات أكبر بكثير: وباء كورونا، وعواقبها الاقتصادية، والدور التركي في الحرب الليبية، وسد النهضة الإثيوبي، ولذلك جاء انتقاد القاهرة حذرا تجاه خطة الضم؛ لأنها وهي تتعامل مع تفشي وباء كورونا الحاد في الداخل، وبعض الأزمات على حدودها، لا يمكنها أن تبتعد عن حلفائها المقربين، الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة.

وأضاف: انتقاد المسؤولين المصريين لخطة الضم جاء بعبارات عامة، دون تهديد علني بتوتير العلاقات مع كيان الاحتلال، المصريون يريدون أن يروا حلا يضمن الحقوق الفلسطينية، ولكن بطريقة تتوافق مع مصالحهم، وبعكس الملك الأردني عبد الله، فلم يعلق عبد الفتاح السيسي علنا على الضم، رغم أنه يدعم صفقة القرن، لأنه في حال تنفيذها، فستتلقى مصر مساعدات بقيمة عشرة مليارات دولار.

ممثل الكيان الصهيوني السابق في مصر، إسحاق ليفانون، قال إن السيسي يجلس بهدوء من وراء الكواليس، يستمع، وينتظر أن يرى الضم الذي سينفذه الاحتلال، ويبدو أنه في قمة كهنوته، فمنذ وصوله للسلطة عام 2013، عزز العلاقات مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" ودول الخليج (الفارسي)، وأصبحت مصر تحظى بمساعدة صندوق النقد الدولي.

السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، حاييم كورين، قال إن مصر لا ترغب بالمشاركة في المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة حول خطة الضم الإسرائيلية، لأنه منذ عام 2013، سعى السيسي لعلاقات أوثق مع الكيان، واصفا علاقات البلدين بأنها أفضل ما لديهم منذ اتفاقية السلام.

التنسيق الأمني

وأكد أن الكيان الصهيوني ساعد مصر في الحصول على اعتراف أمريكي بحكم السيسي، ودفع لتجديد المساعدات الأمريكية، لأن إدارة أوباما لم تعترف بالحكومة المصرية الجديدة حتى العام التالي، وكان من الصعب على الأمريكيين قبول التغيير الحاصل في مصر.

وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين "إسرائيل" ومصر تعززت، ففي يناير، وقعتا ودول أخرى في المنطقة على اتفاق بشأن خط أنابيب شرق المتوسط، الذي يعزز التعاون في مجال الغاز الطبيعي، وبدأت مصر استيراد الغاز الطبيعي من كيان الاحتلال.

معاداة حماس

ولفت الكاتب إلى أنه بالتزامن مع تنامي علاقات "إسرائيل" مع مصر، فقد تدهورت علاقات الأخيرة بالفصائل الفلسطينية، خاصة حماس، كما قام بقمع النشاط المحلي المؤيد للفلسطينيين، وألقى القبض على رامي شعث، منسق حركة المقاطعة معارضة الصهيونية في مصر، بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية.

وأضاف أنه إذا تم تنفيذ الضم الإسرائيلي، فعلى القاهرة الرد بطريقة ما، لكن من المشكوك فيه أن يتجاوز أكثر من مجرد خطاب، فالنظام لا يعتبر الأمر مصلحة رئيسية، ستكون بعض البيانات الدبلوماسية للتعبير عن عدم موافقتهم، ولكن يبقى السؤال: هل سيكون الضم "فوطة" صغيرة يمكن للمصريين ابتلاعها، أم سيواجهون صعوبة في مضغها وخنقها؟.

هذا وقد كشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، عن اتفاق سري بين الموساد والمخابرات المصرية لتضعيف المواقف العربية بشأن الخطة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية.

وجاء أيضًا أنّ هذه التحركات ترمي إلى بلورة تفاهم خاص حول نوايا رد فعل هذه الدول العربية، ولاسيما مصر والأردن، التي تربطها بإسرائيل اتفاقات تسوية.

وبحسب مصادر عربية تحدّثت لصحيفة “يسرائيل هيوم”، فإنّ الاتصالات مع الدول العربية تجري عبر أجهزة الاستخبارات والأمن على أرفع مستوى وبدرجة عالية من السرية، وتحديدًا بين رئيس “الموساد” (الاستخبارات الخارجيّة)، يوسي كوهين ورئيس المخابرات المصرية كمال عباس، اللذيْن التقيا في الفترة الأخيرة عدة مرات وتوصلا إلى تفاهم يسمح بإعلان السيادة الإسرائيلية من جهة ومعارضته رسميًا من قبل الدول العربية من جهة أخرى.