لبنان والانعتاق من براثن الاستكبار

لبنان والانعتاق من براثن الاستكبار
الخميس ٠٩ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٩:٢٠ بتوقيت غرينتش

بقيت الرسائل التي وجّهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير محل متابعة ورصد ولاسيما من سفارات بعض الدول الغربية والعربية في بيروت، وبخاصة بعد تحذيره الأميركيين من أن تماديهم في حصار لبنان سيؤدي إلى دفع أغلب اللبنانيين للجوء إليه لإنقاذهم اقتصاديّا.

العالم_لبنان

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "البناء" أن واشنطن منشغلة بما بشّر به السيد نصرالله من فرص للسيطرة على تداعيات مسار الانهيار، عبر ثنائية تحرير سوق المشتقات النفطية من الارتباط بالدولار والحفاظ على احتياطات المصرف المركزي لسنوات، تتيح تحرير الودائع تدريجاً، من جهة، ومن جهة موازية تحويل تراجع سعر الصرف لليرة أمام الدولار إلى فرصة لموسم سياحي ونهوض زراعيّ وصناعي قرّر حزبُ الله قيادتَه، كما قال السيد نصرالله، والقلق الأميركيّ من تجاوز لبنان خطر السقوط الذي يجب أن يخضعه للشروط الأميركية، تخطى ذلك للقلق من خطر أن يتحقق الإنقاذ عبر العلاقة مع إيران، التي لن تمرّ بالضرورة بقرارات حكوميّة بل بفتح الحكومة الباب لشركات تجارية للاستيراد الحر في سوق المحروقات، وقيام شركات جاهزة للمجازفة بالتعرّض للعقوبات الأميركية، ولا تعتمد المعاملات المصرفية، بعملية استيراد المشتقات براً وبحراً من إيران، بالليرة اللبنانية وتسديد موجبات المالية العامة عليها من ضرائب وجمارك وبيعها بسعر منافس لشركات التوزيع والمحطات الراغبة مقابل التعامل النقدي، ما يجعل عملية التتبع وإنزال العقوبات أشد تعقيداً، وهو ما أثار غضب وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، ليتحدّث عن نية تقديم المساعدة الأميركية للبنان في مواجهة الضائقة المالية، وعدم ترك لبنان يتحول تابعاً لإيران في إشارة لكلام السيد نصرالله، بصورة بدا خلالها أن كلمات نصرالله قد حققت هدفاً جانبياً هو استدراج بومبيو إلى ملعب التنافس مع حزب الله وإيران، وهو ما قالت مصادر متابعة إنه كان موضوع ترقب من المعنيّين للردّ الأميركي على طروحات نصرالله، وتوقعت أن يلحق وزراء ومسؤولون في الخليج الفارسي بمواقف تشبه موقف بومبيو.

وكشفت مصادر لـ "البناء" أنّ الخطاب الأخير للسيد نصر الله تضمّن رسائل حاسمة باتجاهات عدة لا سيما للولايات المتحدة الأميركية التي تمادت في اعتداءاتها على لبنان على الصعد الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والمالية وصلت حد الخنق الكامل للمجتمع اللبناني وللدولة اللبنانية»، ولفتت الى أن "كلام السيد شكل خريطة طريق ردعية لمواجهة الحرب الاقتصادية والمالية الأميركية عبر إعلان مقاومة اقتصادية مضادة عمادها تنمية القطاعات الإنتاجية كالصناعة والزراعة وبالتالي تحقيق اكتفاء ذاتي يقلص حاجة لبنان للاستيراد من الخارج ويخفف الضغط على عملة الدولار". وأضافت أن "أميركا تريد انهيار المجتمع بالكامل الأمر الذي يتطلب رداً مباشراً من قبل أحزاب وقوى المقاومة وكل الشعب اللبناني الذي بات مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بأن الأميركي هو أساس الخراب ليس في لبنان فقط بل في المنطقة ككل».