من اراد المصالحة كاستراتيجية عليه ان لا يعد العصى 

من اراد المصالحة كاستراتيجية عليه ان لا يعد العصى 
الأحد ١٢ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

المصالحة الفلسطينية تعني تقارب فتح وحماس  وفتح جبهة جديدة في الضفة الغربية ، هكذا قرات دوائر القرار الامنية والسياسية الاسرائيلية المؤتمر الصحفي الذي عقده جبريل الرجوب وصالح العاروري وأعلنا خلاله توحيد جهود الحركتين لمواجهة عملية الضم المنتظرة ،

العالم - قضية اليوم

جاكي خوري في صحيفة هارتس ادعى ان المصالحة بين الطرفين مستحيلة نتيجة اعتماد كلاهما على مصادر دعم متناقضة اقليميا ودوليا ومهما اعلن الطرفان اللقاء فانهما سيقترقان قريبا، لكن هذه التقديرات وغيرها لا تعني شيئا بالنسبة لجهاز الامن الاسرائيلي الذي يرى ان المتقاربين هذه المرة يختلفان عمن حاولوا الاقتراب في السابق، سواء بقوتهما داخل حركتيهما او ما يملكانه من شعبية في الشارع الفلسطيني، فاللواء جبريل الرجوب اليوم هو صاحب الحظوة في داخل حركة فتح وتصدره لمواجهة عملية الضم وقدرته على الحشد الشعبي جعلته يظهر بمظهر القائد القادر على تحريك القاعدة الجماهيرية بقرار منه، دون اسقاط الاحترام الذي يملكه داخل الاجهزة الامنية الفلسطينية بوصفه جنرالا سابقا اسس وقاد اهم جهاز امني، اما العاروري فابناء حماس يعرفونه اكثر من غيرهم فالرجل هو الاخر يحظى بشعبية كبيرة في الحركة وتاريخه في السجون الاسرائيلية جعله يرتقي الى المقعد الثاني في حماس ويتجاوز قادة تاريخيين من قادة الخارج، اضف الى ان الرجل محسوب على الجناح العسكري لحماس بوصفه مؤسسا له في الضفة الغربية قبل اكثر من ثلاثين عاما، اذا الرجلان يملكان من القوة السياسية والجماهيرية ما يمنحهما قدرة على التقدم نحو انهاء الصراع المستمر منذ اكثر من ثلاثة عشر عاما وهذا ما قرأته اجهزة الامن الاسرائيلية بشكل جيد واقدامها على اعتقال قياديين من حماس في مدينة رام الله هما جمال الطويل و حسين ابو كويك لم يكن الا رسالة للطرفين بان تل ابيب لن تسكت على هذا التقارب، لكن وحتى لا نفرط بالتفائل فان الطريق ليست معبدة بالورود و اذا كانت تل ابيب وقحة ومباشرة في عملية التخريب وستدفع بكل امكانياتها لافشال اي تقارب او اتفاق بين الطرفين فان صدور بعض الدول العربية لا يواتيها هواء المصالحة الفلسطينية وهذه الدول هي ذاتها التي اججت في السابق الخلاف بين الطرفين وحرضت الاحتلال على قطاع غزة ، الكل يدرك ان اللواء الرجوب يريد المصالحة لانه يعلم ان مواجهة منفردة مع الاحتلال دون حماس تعني الهزيمة والرجل يحاول ان يكون قاسما مشتركا على الجميع وقائدا فلسطينيا ليس حزبيا فقط وتقاربه مع حماس سيوفر له ذلك، اما صالح العاروري فهو بالمقابل يريد ان يجد سبيلا للعمل في الضفة الغربية التي يمثلها داخل المكتب السياسي لحركة حماس ودون التقارب مع فتح او مع تيار منها سيبقى ابناء حركته في الضفة ملاحقين ومحاصرين، وقد يكون تفكير العاروري اليوم اكثر سياسيا ويرى ان تخفيف الضغط عن ابناء حركته بحد ذاته انجاز يحتاجه في هذه المرحلة، بكل حال من الاحوال الشارع الفلسطيني وان بدا متلهفا لاي اذابة لجبل الجليد الذي تعاظم بين الحركتين الا انه متخوف دوما من النتائج التي تأتي مغايرة تماما لبداية المشهد وعليه فإن على الطرفين التأكد من قدرتهما على الاستمرار واليات تنفيذ اي اتفاق بالاضافة الى عمل الطرفين على تجنب الالغام الإسرائيلية التي بدأت حكومة الاحتلال بزرعها في الطريق وستطال الكثير من القيادات وقد تصل الى مرحلة عقاب للشعب الفلسطيني كما حدث في حكومة الوحدة عام ٢٠٠٧ كل ذلك يجب ان يقابله ارادة سياسية لم تكن متوفرة في السابق لاسباب داخلية وخارجية وحقيقة ان لم تتم المصالحة في هذه الظروف الحساسة فانها لن تتم ابدا .

فارس الصرفندي