كالامار تتعهد بتدفيع إبن سلمان ثمن قتل خاشقجي

كالامار تتعهد بتدفيع إبن سلمان ثمن قتل خاشقجي
الإثنين ١٣ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ما كان يتصور ولو للحظة واحدة عندما اصدر اوامره لفريق القتلة الذي ارسله الى اسطنبول لقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ان يتحول الاخير الى كابوس ينغص عليه حياته ويهدد آماله في الوصول الى عرش السعودية.

العالم - كشكول

يعود الفضل في مقاومة ابن سلمان موجة الغضب الدولية التي اثارتها جريمة قتل خاشقجي، الى شخص الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي وقف حتى امام حزبه الجمهوري لانقاذ ابن سلمان من مصيره المحتوم، وهو مصير ارتبط بشكل عضوي بمصير ترامب الذي تشير كل استطلاعات الراي في امريكا انه بات على كف عفريت، بعد الانتكاسات الكبرى التي تعرضت لها امريكا بسبب الرعونه السياسية والادارية لترامب في التعامل مع جميع الملفات الداخلية والخارجية.

اليوم تلقى ابن سلمان صفعة قوية اخرى اعادته الى مشهد القنصلية السعودية بكل تفصيله، وهو مشهد حاول ابن سلمان بكل ما يملك من اموال محوه من ذاكرة العالم، حتى انه أمر ببيع مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول ومحو اثار الجريمة والى الابد، وهذه الصفعة جاءت من قبل المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامار، بعد ان اكدت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو "المشتبه به الرئيس" في جريمة قتل خاشقجي.

كالامار رشت الملح على جرح ابن سلمان وبكثافة عندما قالت تصريحات صحفيه: "أعتقد أنه من السذاجة وعدم الفطنة أن نفكر في أن محمد بن سلمان قد يواجه القضاء غداً، فلن يحدث هذا وخصوصاً في المستقبل القريب، سيستغرق الأمر بعض الوقت ويجب علينا المحاربة في سبيل التوعية بذلك، علينا أن نذكر الحكومات بأن الشخص الذي أمر بقتل خاشقجي لا تزال يداه ملطختان بالدماء". وتابعت: "يجب علينا أن نعمل على فرض كلفة سياسية لجريمة مقتل خاشقجي. فإذا لم تكن لجريمة القتل هذه كلفة قانونية (حقوقية)، فنحن بحاجة إلى التأكد من أن لها كلفة سياسية، وهنا يلعب المجتمع المدني دوره، كما يمكن لوسائل الإعلام وبعض الحكومات حسنة النية أن تلعب دوراً هاماً هنا".

تصريحات كالامار هذه جاءت تعليقا على المحاكمة الغيابية التي شرع بها القضاء التركي في 3 يوليو/تموز الجاري للمتهمين العشرين بقتل خاشقجي داخل قنصلية السعودية بمدينة إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018.

يبدو ان تأكيد كالامار على ان ابن سلمان سيقف يوما امام القضاء وان هذا اليوم سيأتي لا محالة ، يعتبر اشارة ضمنية الى ان "حصانة" ابن سلمان ستنتهي بانتهاء رئاسة ترامب، وعلى ابن سلمان اما ان يدفع هو ثمن فعلته او يُدفّع السعودية وشعبها الثمن في حال بقي في منصبه.

ليس هناك من عدو لبن سلمان الا ابن سلمان نفسه، فجنون العظمة والغرور وعدم التسامح وحس الانتقام والاندفاع في اتخاذ القرارات دون التفكير بتداعياتها، تعتبر من الصفات المهيمنة على شخصية ابن سلمان، فالرجل لا يتعظ بتداعيات القرارات اللاعقلانية التي يتخذها، حتى لو كانت كارثية على السعودية ومكانتها في العالم، فلهذا نراه يكرر الاخطاء وبشكل تصاعدي، دون ان تظهر عليه علائم ندم تدفعه لضبط نفسه وعدم الانجرارتحت ضغط النزوات الصباينة.

كالامار على حق عندما تطارد ابن سلمان، فالرجل خطر ليس على السعودية فقط بل على المنطقة ايضا، فلم يمر سوى وقت قصير جدا على ظهوره على المشهد السياسي في السعودية حتى اعلن الحرب على اليمن، وفرض الحصار على قطر واراد احتلالها، واخذ رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري رهينة واجبره على تقديم استقالته وهو في الرياض، وامر بقتل خاشقجي بتلك الطريقة البشعة والمروعة، واعتقل اعمامه وابناء عموته والقى بهم في غياهب السجون ونهب اموالهم، وخير السلطة الفلسطينية بين القبول بصفقة القرن او قطع التمويل عنها وتجويع الشعب الفلسطيني، حتى اصبح اكثر خطرا على الشعب الفلسطيني من نتنياهو نفسه، وهو ما دفع العديد من مراقبي المشهد السعودي الى التلميح ان ابن سلمان ليس سوى صنيعة صهيونية تم رفعها الى قمة الهرم القيادي في السعودية من اجل تمرير مخططات صهيونية وعلى راسها "صفقة القرن" وضرب استقرار الدول العربية وتشتيت شعوبها لصالح الكيان الاسرائيلي، وهي اهداف كانت الصهيونية تعتقد ان بالامكان تحقيقها في الولاية الاولى لترامب او في اكثر تقدير في ولايته الثانية، ولكن اليوم باتت ولاية ترامب الثانية اقرب الى الحلم، وهو ما يعني ان ورقة ابن سلمان ستحترق فور خروج حاميه ترامب من البيت الابيض.