الراعي يجدد دعوته لـ"حياد لبنان الإيجابي"

الراعي يجدد دعوته لـ
الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠٢٠ - ١١:٤٩ بتوقيت غرينتش

أكد البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ ​، اننا اليوم اصبحنا فقراء وشحادين وعالة على المجتمع العالمي.

العالم_لبنان

و اوضح الراعي اليوم الثلثاء في تصريح له من مقره الصيفي في منطقة الديمان شمال لبنان الى ان لبنان الحياد انطلق من مؤتمر فرساي، ولبنان الدولة المدنية​، وجاء لبنان 1943 ليكرس الميثاق هذا الموضوع، ولبنان سويسرا الشرق في الخمسينات والستينات اين هو اليوم؟ ونحن كنا منفتحين على كل دول العالم شرق وغرب ما عدا اسرائيل التي كنا في هدنة معها في الخميسينات واصبحنا اليوم بعداوة لا خلاف عليها بعد ان احتلت ارضنا.

واوضح الراعي في تصريح له من الديمان، اللبناني ليس هكذا، ونحن نريد ارجاع اليوم دورنا الاساسي وهويتنا الاساسية.

اضاف نحن لا نخلق شيء جديد بل نطلب بلبنان الحيادي الملتزم بالسلام والعدالة والجسر بين الشرق والغرب، ولبنان لا يجلس بعيدا وهو يتحمل المسؤوليات.

ولفت الى انه لا يمكن ان نتغنى بأن لبنان هو ارض الحوارات والثقافات ونحن معزولين عن الدول العربية والغربية والاميركية، ونحن مع الحياد البناء وهذه الارض لم تعرف الا اللقاءات والثقافات مع الناس، وهل نحن اليوم نريد معادات كل الناس؟ نحن نريد العودة الى طبيعتنا، نحن لسنا مرتبطين باحد بل مرتبطين بأنفسنا، ونحن جعلنا لبنان سويسرا الشرق سويا اسلام ومسيحيين، ونحن نريد اعادته سويا.

وفيما يتعلق بالمواقف الاخيرة للراعي، كتبت صحيفة الجمهورية اللبنانية اليوم تحت عنوان بعبدا (عون) في مواجهة بكركي (الراعي) ومعراب (سمير جعجع) وما بينهما، "حاول البطريرك الماروني ان يكون الصوت المدافع عن رئيس الجمهورية، على رغم من الأزمات الوطنية المتلاحقة ودخول رئاسة الجمهورية في تناقضات عدة مع معظم القوى السياسية التي انتخبته".

وأضافت الصحيفة: "ولكن، عندما وجد الراعي انّ كل مساهمات البطريركية المارونية منذ ما قبل لبنان الكبير وما بعده على المستويات كافة، المالية والاقتصادية والتربوية والاستشفائية والسياحية والوطنية والسياسية، وصلت الى حدّ التهديد الوجودي وتغيير وجه لبنان، كما الخشية الكبرى من هجرة مسيحية واسعة بفعل سوء الاوضاع، فما كان من البطريرك إلّا ان رفع الصوت بمواقف وعناوين، تتناقض في الشكل والمضمون مع خطاب رئيس الجمهورية وممارسته على ارض الواقع".

ونوهت "حيال هذا التناقض المعلن والمكشوف بين رئيس الجمهورية ميشال عون و رئيس الحزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والمضمر والمستور بين عون وبكركي، يكون رئيس الجمهورية، حسب الاوساط المسيحية إيّاها، قد فقد، ومن خلال ممارسته، دعامتين مسيحيتين اساسيتين شكّلتا له غطاء مسيحياً واسعاً، بالاضافة الى خسارته ايضاً لمظلات وطنية وفّرتها له قوى ايضاً ساهمت في انتخابه وفي طليعتها تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، فيما العلاقة بين حركة أمل و»التيار الوطني الحر تتقدّم وتتراجع، الاّ انّ جوهرها يبقى غياب عامل الثقة بين الطرفين".

ورأت الصحيفة "يبقى انّه من المعلوم تاريخياً، تقول الاوساط المسيحية، انّ رئاسة الجمهورية عندما تفقد غطاء البطريركية المارونية فإنّها تفتقد الى شرعية معنوية على رغم شرعيتها الشعبية، لأنّ للبطريركية ثوابت ومنطلقات واستمرارية وموقعاً تاريخياً يعطيها دوراً معنوياً ويجعلها دائماً، وفي المنعطفات الاساسية، في موقع المتقدّم على موقع رئاسة الجمهورية".

وختمت بالقول: "فكيف لعون ان يتعامل مع هذا الواقع المستجد، في ظلّ التناقض بينه وبين بكركي، والخلاف بينه وبين جعجع، والذي يُضاف الى تناقض بينه وبين اكثر من فريق سياسي، ادّى ويؤدي الى محاصرة دور رئاسة الجمهورية وإضعاف تأثيرها في المعادلة الوطنية؟"، بحسب تعبير الصحيفة.