الاحتلال الاميركي في الشرق السوري والمخططات الفاشلة

الاحتلال الاميركي في الشرق السوري والمخططات الفاشلة
الجمعة ١٧ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٦:٤٤ بتوقيت غرينتش

بمتابعة الأحداث التي تحصل في الشرق السوري، والمناطق الخاضعة لسيطرة مجموعات ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وداعمها الاساس الاحتلال الاميركي في تلك المناطق، يتبيّن جليا حجم الرفض الشعبي الواسع لهذه المجموعات وممارساتها ضد الشعب السوري في تلك المناطق.

العالم - كشكول

فمع ارتفاع وتيرة الجرائم والقمع وازدياد حالات الاقتحامات والخطف التي تنفذها "قسد" بحق الأهالي في القرى والمدن التي تيسطر عليها، ترتفع في المقابل حدة الاحتجاجات الشعبية على هذه الجرائم، حيث شهدت بعض هذه المناطق في الجزيرة السورية توترا كبيرا مؤخرا بين الأهالي وجماعات "قسد"، بعد اختطاف الاخيرة العشرات من المواطنين، واقتيادهم إلى إلى جهات مجهولة.

الممارسات التي تقوم بها "قسد"، تأتي مدعومة من قوات الاحتلال الاميركي في المنطقة الشرقية لسوريا، وتهدف على ما يبدو إلى فرض واقع اللا أمن في المنطقة، وبالتالي اثارة الأرضية الشعبية على القوات المتواجدة في المنطقة، ما يمكن القوات الاميركية من السيطرة على المنطقة بشكل أكبر، عبر فرض نفسها كقوة من شأنها اعادة الأمن والاستقرار للأهالي، وتقديم الخدمات بناءا على ضغط أميركي على قوات "قسد"، لتروج لنفسها على أنها المخلص للأهالي في تلك المناطق كبديل للحكومة السورية.

كما تهدف إلى فرض التجزءة والتقسيم واقتطاع الجزيرة السورية عن دمشق، وقطع الطريق على الدولة السورية لإعادة الجزيرة إلى الحضن السوري، من خلال اقناع الأهالي بعدم العودة إلى الوطن الأم، لتحقق الهدف الاميركي الأكبر وهو ضرب سوريا اقتصاديا بعد الحرب العسكرية، من خلال زيادة الضغط الاقتصادي على الحكومة السورية بحرمانها من موارد الشرق السوري الكبيرة، سواء القمح أو النفط؛ الهدف الذي عملت عليه مؤخرا وتمثل في احراق عدد كبير من المحاصيل الزراعية التي كانت تصل إلى الدولة السورية، ما من شأنه اضعاف موقف دمشق في تأمين الموارد المعيشية اللازمة للشعب السوري، وكذلك منع دمشق من استيراد ما تحتاجه في ظل قانون قيصر التجويعي.

الأهداف الاميركية يبدو أنها لن تتخطى مرحلة التخطيط، فعلى المقلب الأخر، بدأت تتشكل نواة مقاومة شعبية ضد الممارسات التي تقوم بها "قسد"، وتخطى الأمر "قسد" ليصل إلى مقاومة الوجود الأميركي في المنقطة. حيث شهدت الأشهر والاسابيع القليلة الماضية، احتجاجات عديدة ضد الوجود الاميركي، وخرج أهالي منطقة الجزيرة الذين ضاقوا ذرعاً بممارسات “قسد” وداعمهم الاحتلال الأمريكي، وشملت العديد من البلدات والقرى في أرياف الحسكة ودير الزور مطالبين بخروج قوات الاحتلال ومجموعات “قسد” من مناطقهم.

كما لا يمكن اغفال وجود الجيش السوري في بعض هذه المناطق، واعتراضه لأكثر من قافلة لقوات الاحتلال الاميركي، وفرض وجوده بقوة على الأرض في تلك المناطق، ما أعطى دفعا معنويا كبيرا لهذه المقاومة، وأعطى تحركاتها فاعلية أكبر في المواجهة.

على ما يبدو فإن طاولة الاميركي في الشرق السوري انقلبت عليه، والحفر التي حفرها للحكومة السورية بدأ يقع فيها، في ظل الرفض الشعبي الواسع لوجوده على الأرض السورية، وانقلاب الأرضية الشعبية التي كان يعوّل على تماهيها لأهدافه، والسير معه في مخططه هذا،ولا نستبعد بدء مرحلة جديدة أكثر تنظيما من المقاومة للوجود الاميركي وجماعات "قسد" في شرق الفرات، لابد أنها ستكون أكثر إيلاما للاحتلال الاميركي.