انتصار جديد للشعب السوري بتوقيت دمشق

انتصار جديد للشعب السوري بتوقيت دمشق
الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٢:٤٠ بتوقيت غرينتش

مشهد جديد كان في انتخابات مجلس الشعب السوري، جسد فكرة إعادة بناء المؤسسات بعد انحسار الحرب العسكرية، وأثناء مواجهة قانون قيصر والعقوبات الاقتصادية، بمشاركة كبيرة ومتعددة من مرشحين وناخبين واقتراع ومراقبين وإعلام وهدوء، كأن الحرب لم تمر من هنا، في إصرار واضح على التعافي من جراح الحرب، ومواكبة إعادة إعمار سوريا. 

العالم - قضية اليوم

أعاد يوم 19-7-2020 الذاكرة الى سوريا قبل الحرب، اختفت كل مشاهد الحرب وأدواتها، وملأت الشوارع صور المرشحين واحتشد المواطنون للإدلاء بأصواتهم، في بلد يشهد ما يشهده من حرب اقتصادية وحصار، وحذر من جائحة كورونا، حيث عادت دمشق عاصمة الدولة الى تألقها، بالتزامن مع اقتراع كثيف في المدن والارياف، أفشل مشروع تقسيم البلاد، تلك الصناديق ضمت اصواتا لاختيار 250 عضواً لتمثيلهم في مجلس الشعب من أصل 1656 مرشحاً بينهم 200 مرشحة عبر 7277 مركزاً انتخابياً في جميع المحافظات، وأكمل السوريون يومهم الانتخابي، حاملين معهم رسائل عديدة، دفعت خصوم دمشق للصمت، كصمت اهل القبور، بعد نجاح اليوم الانتخابي الذي أضيف إلى الانتصارات الميدانية.
المحتوى السياسي العميق لإنتخابات مجلس الشعب، والتي كانت مفصلا مهما في الحراك السياسي الداخلي، اكتسبت أهمية إضافية، كونها تأتي في ظل التحديات الكثيرة ومنها مواجهة الارهاب الاقتصادي الامريكي، بعد هزيمة الارهاب التكفيري عسكرياً، ولتؤكد من جديد على التفاف الجمهور حول وحدة وسلامة أراضي الجمهورية السورية، وصلابة الموقف الوطني حول استقلالية القرار السياسي، من أجل تعزيز الانتصار العسكري، ومن ثم تحويل هذه العقوبات الاقتصادية من محاولة خنق الارادة الشعبية، إلى طاقة لتحديها عبر قوانين وتشريعات لمجلس الشعب تسعى إلى التنمية والتعمير، كون الانتخابات الخاصة بالبرلمان، في معظم النظم السياسية، هي طريق رئيسي لإنتاج التشريعات والقوانين الخاصة بالتنمية والبناء، وانتاج طبقة سياسية، تساعد السلطات التنفيذية، بما يتناسب مع توجهات الشعب والدولة، لذلك، ومن هنا جاءت الحاجة لإجراء الانتخابات بالرغم من هذه الظروف السياسية والاقتصادية والصحية المعقدة، وبالذات في مواجهة هذه الدول التي فرضت قانون قيصر، لتحويل سوريا الى دولة غير قادرة على تنفيذ استحقاقاتها الدستورية، وإنهاء الحراك السياسي فيها، ما يؤدي إلى انهيار المؤسسات التشريعية والتنفيذية ومن ثم القضائية، ونجاح هذه الانتخابات يكشف عورة الدول الداعمة للإرهاب التكفيري والاقتصادي، والتي تدعي الحرص على حقوق الانسان، الذين يدعمون القوى الاكثر تطرفا والتي حاولت منع حق الانتخاب في مناطق تواجدها، والتي تجاوزت الأعراف الانسانية وخرقت القانون الدولي الإنساني، حين منعت انتخاب السلطة السياسية الرئيسية في البلاد، ومنعت الجمهور من التوجه لصناديق الاقتراع، كما حدث في الحسكة وأريافها.
نعم يعتبر الجميع في دمشق نجاح الانتخابات أنه نصر ديمقراطي جديد يحسب للقيادة السورية، ويدرج ضمن سلسلة الانتصارات التي حققت على جبهات عدة، منها العسكري والأمني والسياسي، وذلك يؤكد تطلعات الشعب السوري، في بقاء قرار سوريا حر مستقل.
نعم بتوقيت دمشق ضبط نجاح الاستحقاق الدستوري بمَوعده، لتصل كل الرسائل بوقت واحد للجميع بأن الدولة السورية قوية. وتضع جميع الملفات على طاولة الانجاز وفق ترتيب محكم وخطة واضحة لاستكمال الانتصار على المستوى السياسي بعد العسكري.

حسام زيدان