ما وراء التعرض الأمريكي لطائرة الركاب الإيرانية

ما وراء التعرض الأمريكي لطائرة الركاب الإيرانية
السبت ٢٥ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

القرار الايراني في اعتبار القوات الامريكية في غرب اسيا، قوات ارهابية هدفها ضرب استقرار المنطقة وانتهاك سيادة الدول وترويع شعوبها، كان قرارا صائبا يعتمد على معطيات ميدانية وتجربة تاريخية مريرة لشعوب المنطقة مع الوجود الامريكي العدواني، ولم يكن شعارا جاء كرد فعل على جريمة اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني، من قبل هذه القوات بينما كان يحل فيها ضيفا على الحكومة العراقية.

العالم يقال ان

تعرض طائرتين حربيتين امريكيتين لطائرة مدنية ايرانية فوق الاجواء السورية وهي في طريقها الى بيروت، والتي كانت ستؤدي الى كارثة انسانية كبرى لولا حرفية قائد الطائرة الايرانية، تعتبر من أصدق مصاديق صفة الارهاب، الذي بات عنوانا للقوات الامريكية ليس في غرب اسيا فحسب بل في العالم اجمع.

التبريرات الامريكية المضحكة لخطوتها الارهابية، مثل "مرافقة" طائرة إف-15 امريكية لطائرة ركاب ايرانية "إقتضتها المعايير الدولية"، بهدف إجراء "فحص بصري روتيني" للطائرة الايرانية، وبعد " أن حددت هوية الطائرة بأنها طائرة ركاب، ابتعدت إلى مسافة آمنة"، لم تكن سوى ذر للرماد في العيون، بهدف التغطية عن الاسباب والاهداف الحقيقة وراء "ارهاب الدولة" الامريكي الذي بات علنيا وبشكل سافر.

يبدو ان امريكا هي اول من ضحك على ما اسردته من تبريرات لجريمتها الارهابية، فلا وجودها العسكري في سوريا ولا في العراق قانوني ولا حتى تحليق طائراتها الحربية في سماء البلدين ، كما ان "الفحص البصري" لطائرت مدنية تحلق في خطوط ملاحية دولية معروفة، من قبل طائرت حربية معتدية، لو تحول الى "سُنة" فاننا سنشهد كوارث جوية لا تنتهي.

من الواضح ان امريكا ما كانت لتُقدم على هذا العمل الارهابي فقط من اجل ان "تفحص بصريا" فيما اذا كانت هذه الطائرة مدنية او حربية، مع وجود الرادارات والاجهزة التي تحدد نوعية الطائرات وهي على ارتفاع الالاف الكيلومترات، فهناك اسباب واهداف امريكية وراء هذه الجريمة الارهابية، باتت تتوضح فور الاعلان عنها من قبل السلطات الايرانية.

-محاولة الانتقام من محور المقاومة الممتد من طهران الى بيروت مرورا ببغداد ودمشق، وضرب التلاحم الاسطوري بين اركانه، بعد ان افشل المخطط الامريكي الاسرائيلي السعودي الرامي لتقسيم سوريا والعراق وشرذمة شعبيهما خدمة للصهيونية العالمية.

-كلما تجد امريكا نفسها عاجزة عن تركيع ايران عبر الحظر والعقوبات واساليبها الاجرامية الاخرى تلجأ الى الكشف عن وجهها الارهابي القبيح، من خلال ارتكابها جرائم ضد الانسانية، كما فعلت عام 1988 عندما اسقطت طائرة الركاب الايرانية فوق الخليج الفارسي واسفرت الجريمة عن استشهاد اكثر من 300 شخص، وكذلك جريمتها الجبانة في اغتيال القائد سليماني وسط بغداد.

-ما كشف عنه ​السفير السوري​ في ​لبنان​ ​علي عبد الكريم من ان الجريمة الامريكية كانت محاولة لخداع وسائل الدفاع السورية لتطلق النار باتجاه الطيران المعادي وتصيب طائرة مدنية ايرانية، جاء ليكشف بدوره عن محاولات امريكية خبيثة لاظهار عدم فاعلية الدفاعات الايرانية التي قررت ايران تزويد سوريا بها خلال زيارة رئیس هیئة الأرکان العامة للقوات المسلحة الإیرانیة اللواء محمد باقري الى دمشق مؤخرا.

-فشل الحرب النفسية التي شنها الكيان الاسرائيلي خلال السنوات الماضية على محور المقاومة، عبر الترويج لكذبة مفادها ان الكيان الاسرئيلي حال دون وصول الاسلحة الايرانية الى حزب الله، او أضعف تواجد المستشارين الايرانيين الموجودين في سوريا بطلب من الحكومة السورية، من خلال شنه "مئات" الغارت الجوية، وهي كذبة أكدتها الجريمة الامريكية الاخيرة التي كانت تستهدف طائرة الركاب الايرانية، حيث إنبرى الامريكي وبشكل مباشر لضرب العلاقة بين اركان محور المقاومة بعد ان فشل نتنياهو في المهمة.

-اخيرا، ان ارهاب الدولة الذي تمارسه امريكا بهذا الشكل الفاضح، يدعو العالم الى اليقظة قبل فوات الاوان، فعندما تهدد دولة تعتبر نفسها اكبر قوة عسكرية في العالم، خطوط الملاحة الجوية الدولية وتهدد الطائرات المدنية وحياة الركاب، دون اي رادع اخلاقي او قانوني، فهذا يعني ان منطق الغاب سيحكم العالم ، عندها سيكون بامكان اي دولة ان تعريض حياة المدنيين والامنين للخطر، بذرائع سخفية كالتي سطرتها امريكا وهي تبرر جريمتها المخزية والجبانة بحق طائرة الركاب الايرانية، من اجل سواد عيون نتنياهو وكيانه المزيف.