سفير سوريا بلبنان يكشف تفاصيل جديدة عن المواجهات مع الامريكيين

السبت ٢٥ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

اكد السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم ان لدى امريكا سجل حافل بانتهاكات القوانين الدولية، وان بلاده لا تتعاطى مع قانون قيصر باستخفاف، لكنها لا تعتبره قدرا بعدما انتصرت في الحرب الكونية، مشيرا الى ان هذا القانون لا يطال سوريا فقط بل يمتد الى لبنان ودول الجوار والحلفاء.

العالم - برامج

وقال السفير عبد الكريم في حوار مع قناة العالم عبر برنامج (ضيف وحوار) ان المضايقة الامريكية لطائرة الركاب الايرانية المدنية بالاجواء السورية ليس الحدث الاول من نوعه نظراً لحجم التجاوزات الامريكية على الشرعية الدولية وان محاولتها سترتد عليها كما تكشف عن مدى حالة الارباك التي تعيشها.

اليكم نص اللقاء كاملا...

س. كيف تقرأون اختراق طائرة امريكية للاجواء السورية واعتراضها لطائرة مدنية ايرانية ؟

ج. الترهيب والتشويش متوقع دائما من الادارة الادارة الامريكية، وان سوريا لم تثق يوماً بالسياسة الامريكية لا قديماً ولا حديثاً ولا تتعامل معها ابداً . وهذه المحاولة قد ترتد عليهم وهم قبل ذلك اغتالوا الشهيد قاسم سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس في مخالفة صريحة للقانون الدولي وانتهاك للسيادة العراقية، واليوم اقدمت الادارة الامريكية او المخابرات الامريكية بالتعدي على طائرة مدنية وتعريض حياة المدنيين للخطر.

الأمريكيون والاسرائيليون يعيشون حالة ارباك

س. هل هو الحدث الاول من نوعه ام حدث سابقا؟
ج . الانتهاكات الامريكية متواصلة ولديهم سجل حافل بالانتهاكات ولذلك لا يمكن القول انه الحدث الاول من نوعه لان امريكا لديها سجل حافل بالتجاوزات والافتراء على الشرعية والقانون وهو بالتاكيد ليس الحدث الاول من نوعه ولن يكون الاخير.

س. هل يحمل هذا الاعتداء في طياته اضافة الى الاختراقات الاسرائيلية المتكررة على الاجواء والاراضي السورية تهديدا او استفزازا لفتح جبهة عسكرية شاملة في المنطقة؟

ج . ان الاستهداف الامريكي والاسرائيلي المتكرر للمواقع والرادات السورية انما يعكس حالة التوتر التي يعيشها الامريكيان وكانوا يتذرعون باعتداءاتهم ضد سوريا بمسميات من انهم استهدفوا مواقع ايرانية ، بالتالي سواء اخذ العدوان عنوانا امريكيا مباشرا او تحت الغطاء الاسرائيلي فهو ضمن اعتداءات المستمرة والغير مفاجئة وتكشف عن حالة الارباك التي يعيشونها لانهم قاموا بالتعرض لطائرة مدنية رغم انهم لم يضربوها. وكان هدفهم ان تخدع وسائل الدفاع السورية لتطلق باتجاه الطيران المعادي فتصيب الطائرة المدنية الايرانية لكن هذه اللعبة لم تنطلى على الدفاعات والرداردات السورية ولذلك فان الغاية من هذه اللعبة القذرة الخطيرة ارتدت سلبا على المخططين وسواء كانت الطائرات امريكية او اسرئيلية فهي من خانة واحدة.

هكذا ستواجه سوريا قانون قيصر الامريكي

س. مرحلة حبلى بالتحديات من قانون قيصرفي سوريا الى اشتداد الازمة المالية والاقتصادية في لبنان تحت تاثير الضغوط الامريكية.. هل يمكن اعتبرها المرحلة الاكثر خطورة في تاريخ البلدين؟

ج . سوريا طول اكثر من 9 سنوات كانت تواجه حربا بالغة الشراسة والتعقيد وهي حرب مركبة بعناوين خادعة استخدم فيها الاعلام لقلب الحقائق والمال السياسي لتجنيد الاشخاص والاستخبارت الكونية لاستحضار الارهاب من مختلف البلاد ووظفت الفتنة لتشويه سوريا من داخلها رغم انها كانت اكثر بلد في المنطقة اكتفاءا وفي مقدمة الدول في النهوض فلم يكن فيها جائع وكان بها نسبة الامان الاجتماعي الاعلى بين دول العالم وتعيش كل المكونات سويا مسلم او مسيحي ولم يكن هناك تفرقه بينهم ولذلك لا يمكن اعتباره الظرف الاخطر و انه بعد احباط المخططات الامريكية والغربية بفعل صمود سوريا وقيادتها وجيشها ودعم حلفاءها قاموا بهذا الاستهداف الان في محاولة لتعويض الفشل في اسقاط سوريا من داخلها.

س. كيف تقدر دمشق هذه المرحلة والى اي مدى هي في استعداد لمواجهة هذا المخطط؟
ج . سوريا منذ بداية هذه الحرب المعقدة والخطرة بغايتها وادواتها وقيادة سوريا والرئيس الاسد خصوصا كان يعي ويشخص هذه الحرب البالغة التعقيد. وهذا القانون على ما فيه من خطوة كونه يستهدف تجويع المواطن السوري واللبناني وترهيب الجوار والاشقاء لسوريا ولبنان عبر هذا القانون يجب التصدي له بالاعصاب الواثقة وتفعيل الموارد الاقتصادية وتفعيل المناعة الاجتماعية لدى المواطن السوري في المواجهة ودون التهوين من اثار هذا القانون والتعاطي بمرآة اوسع كون هذا القانون وهذه العقوبات تطال لبنان بالقدر ذاته كما تطال سوريا ويصيب روسيا والصين وايران والعراق وبالتالي جلاء الحقيقة قد يسهم في رسم المخارج لمواجهة هذا القانون. لذلك هذا القانون لا نهون منه ولا نتعامل معه باستخفاف لكنه ليس قدرا فسوريا صمدت في الحرب الكونية وانتصرت بنسبة كبيرة جدا رغم انه ماتزال هناك بنية تحتية تحتاج الى اعمار والاقتصاد الذي اصابة دمار كبير والجوع الذي بات يهدد عدد كبير من المواطنين في سوريا وجوار سوريا لذلك التصدي لهذا القانون يحتاج الى قراءة عميقة وهو ما يحدث ويعيه السوري واللبناني والعراقي والايراني وكذلك الحلفاء في روسيا والصين كما ان الدول التي هي رأس حربه في استخدام هذا القانون بدات تدرك انعكاسات هذه الاجراءات على الداخل الامريكي والاوروبي وكل هذا يجب قراته معا.


س. كيف يمكن ان يؤثر قانون قيصر على الوضع اللبناني في ظل اشتداد الازمة وتفاقم الوضع المالي؟
ج. المراد من قانون قيصر الايحاء للدولة اللبنانية والحكومة والمؤسسات اللبنانية ان المستهدف سوريا والدولة السورية ومؤسساتها للفصل ولاضعاف البنية والخطة لمواجهة هذا القانون، ولكن نسبة الوعي كبيرة لدى عدد من القوى السياسة والفاعليات الهامة في لبنان ان سوريا هي الرئة الاساسية للبنان اقتصادا وامنا، وبالتالي التكامل تفرضه مصلحة البلدين ومصلحة لبنان بشكل اكبر لان سوريا هي الشقيق الاكبر وحدود لبنان هي سوريا والبحر والارض المحتلة، لذلك مواجهة هذا القانون تفرضه وتقتضيه مصلحة لبنان وما عبرت عنه الحكومة اللبنانية وان كان بصيغ متفاومته وما عبر عنه شخصيات وطنية كبيرة وفي مقدمتهم السيد حسن نصرالله الذي قال بان الانفتاح والتعاون عبر ومع سوريا مع دول مجلس التعاون والعراق وايران ومع الشرق هو مخرج تفرضه الحقائق فهو لم يلغي المخارج الاخري ولكن سوريا هو المخرج الاقرب للسلامة وتلبيه المطلوب ولاجهاض هذه العقوبات وافراغها من محتواها. وقد تمكنت سوريا ما انجاز الكثير خلال الايام القليلة التي تفصل بين تفعيل هذا القانون فتمكنت من تثبيت اسعار الصرف وخفضه والتحكم باسعار المنتجات في الداخل وتهيئة وتقوية بنية المواجهة لدى المواطن السوري والمؤسسات والوزارات ولذلك تعلوا القناعة لدى الحكومة اللبنانية والمعنيين لضرورة التكامل وهو ما اجبر الامريكان على ارسال الاشارات عن البحث في استثناءات من هذا القانون. وهو ما يعني ان قانون قيصر بدأ يفقد فاعليه التخويف والتهويل الذي ارادها.

العلاقات بين سوريا ولبنان وتبعات قيصر

س. هل يمكن ان تضع واشنطن فعلا استثناءات على هذا القانون ؟
ج. هذا ليس هدفا بالنسبة لنا ولا اراه حاجه للبنانيون فالاتفاقات الناظمة للعلاقة بين البلدين يجب ان يعمل بها وحينها التخويف والوعيد الامريكي سيبحث عن صيغة للنزول عن المكابرة والتهديد. لان حجم التخبط الذي تعانية الادارة الامريكية في الداخل لا يسمح لها بهذا الطرف في فرض العقوبات على الدول وتنفيذها.

س.هناك فريق من اللبنانيين منذ صدور قانون قيصر ترافق معه وحتى قبل ذلك صوب باتجاه سوريا وشدد الحملات على سوريا ، هل يؤثر هذا على تفعيل العلاقات الناظمة بين البلدين؟
ج .هذا التصويب ليس جديدا وبعض الاشخاص والاصوات التي تمثل جهات معنيه وتدعوا للمقاطعة واغلاق الحدود اثروها ليس الاثر الكبير، فالمواطن اللبناني محاصر بالجوع بفعل قانون قيصر وكورونا وهو بحاجة الى مخرج كما حدث بزيارة وفد عراقي اقتصادي للبنان وهو ما سيساهم في ايجاد مخرج لكن لا يمكن الوصول لهذه المخارج دون التكامل بين سوريا ولبنان.

س.ما هي نسبة التعامل والتمثيل الرسمي بين البلدين؟ وهل لبنان سيتجاوز الضغوط الامريكية من اجل تفعيل هذه العلاقات على اعلى مستوى؟
ج. لا يمكن الاجابة نيابة عن المسؤولين في لبنان، ولكن بقراءة المشهد فان الضغط الاجتماعي والاقتصادي على الحكومة البنانية والقوى الفاعلة في هذا البلد بالاضافة الى النوايا الطيبة التي لمست من رئاسة الحكومة اللبنانية واعضاءها ومن الرئاسة اللبنانية ومع الرؤيا الواضحة التي عبرت عنها قيادات كبيرة في لبنان يجعل هناك امل اقرب الي اليقين بانه سيتحقق التكامل.

س. ما هي التسهيلات التي يمكن ان تقدمها سوريا فيما لو تجاوز لبنان كل التحديات الداخلية والخارجية؟
ج . هذه المسألة سيدرسها المسؤولون عند عقد اللقاءات بينهم. وسوريا لم تكن يوما ضمينة بالتسهيلات فهي ترى في الشعب اللبناني وكل المكونات اخوة وشعب شقيق وحتى ردود الافعال الخاطئة تتعامل بها لتجاوزها وليس الوقوف عندها.

مصير النازحين

س. كيف تنظر دمشق الى ملف النازحين؟
ج . سوريا تريد عودة كل ابناءها وعندما يتم اعادة اعمار ما هدمته القوى الارهابية والدول المعتدية والراعية للارهاب فانها تحتاج ابناءها واخوتها في كل الاماكن . ورغم ان هناك بعض القوى التي تحرض السوريين على عدم العودة وتنقل صورا غير صحيحة لكن السوريين الان اصبحوا اكثر وعيا بالحقائق، كما ان السوريين يعانوا في كل اماكن اللجوء ويريدون العودة والعقوبات الاقتصادية وقانون قيصر لايعاقب الدول السورية بل الشعب السوري واللاجئين في مختلف البلاد.لذلك سوريا مطمئنة بان الكل يريد العودة الى وطنهم لانها كانت الاكثر امانا وتوفيرا للحاجات كما انها تحتاج من وقف معها في الانتصار على الارهاب ان يستمر في الوقوف معها للتصدي لكل الاستحقاقات القادمة اقتصادية امنية واجتماعية. وما نراه الان من التعاون السوري الايراني والروسي والصيني ومع دول امريكيا اللاتينية والعراق والدول عربية ولذلك على البعض اعادة مراجعة مواقفهم لان الارهاب صار خطرا حتى مموليه وداعميه ويجب التعاون مع سوريا كرافعة اساسية في الانتصار والتصدي على هذا الارهاب وبالتالي يجب النظر بعين التفاؤل والحذر معا لما هو قادم .