تاريخ امريكا المخزي.. هذا ما فعلته بالسود!

تاريخ امريكا المخزي.. هذا ما فعلته بالسود!
السبت ٢٥ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٢:١٩ بتوقيت غرينتش

يعترف الامريكيون أنفسهم ان العنصرية متأصلة فيهم، وأنهم فشلوا في إستئصالها، وان الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب والفريق المحيط به ليسوا شواذا ولا يغردون خارج السرب العنصري الامريكي، والفرق الوحيد  بين ترامب وباقي الرؤساء الذين سبقوه، هو ان الرجل لا ينافق ويقول ما يعتقد ويؤمن به بعيد عن الدبلوماسية وبدون لف ولا دوران.

العالم – كشكول

المستعمر الاوروبي الابيض إباد اكثر من 20 مليون من سكنة امريكا الاصليين، واختطف مئات الالاف من ابناء الشعوب الافريقية ونقلهم الى امريكا للعمل كعبيد في مزاع البيض، وارتكب افظع الجرائم بحقهم، واستمر مسلسل الظلم حتى يومنا هذا دون ان اي تغيير جذري في نظرة البيض الى مواطنيهم من السود.

قيل الكثير عن الفظاعات التي تعرض لها السود في امريكا، الا ان اكثر هذه الفظاعات وحشية كان البرنامج الذي تم تطبيقه على السود الامريكيين بدءا من عام 1929 وحتى عام 1974، تحت ذريعة "تحسين النسل" ، بينما كان البرنامج يؤدي الى العقم لدى المواطنين السود من اجل خفض اعدادهم.

هذه الحقيقية المخزية كشفت عنها دراسة حديثة نشرت في امريكا ، حيث وثقت الكيفية التي تم فيها تنفيذ هذا البرنامج في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة، والذي استهدف بشكل واضح الأميركيين السود، بذريعة تحسين النسل!!.

وأفادت الدراسة بأن ما يقرب من 7600 شخص، من رجال ونساء وحتى أطفال لا تتعدى أعمارهم العشر سنوات، خضعوا لعمليات تعقيم جراحية في إطار برنامج وضع لخدمة "المصلحة العامة"!!، من خلال منع الأشخاص "الضعفاء عقليا" من الإنجاب!!، وتم إجراء معظم العمليات الجراحية بالإكراه.

وليام داريتي جونيور الأستاذ في جامعة ديوك الذي شارك في إعداد الدراسة، كشف عن أن عمليات التعقيم ازدادت مع ارتفاع عدد السكان السود العاطلين عن العمل، من دون أن تستهدف بالنسبة نفسها العاطلين البيض أو الأشخاص المتحدرين من أصول أخرى، واصفا الاستخدام غير المتكافئ للتعقيم في تحسين النسل في كارولينا الشمالية على المواطنين السود بالابادة الجماعية.

دراسات سابقة أظهرت أن البرنامج كان يستهدف السود بشكل غير متكافئ، لكن هذه الدراسة الجديدة سلّطت الضوء على الآليات المتبعة ودوافعها، حيث أشارت المعدة المشاركة في الدراسة روندا شارب، من معهد المرأة للعلوم والإنصاف والعرق، إلى أن "التحكم في الأجسام السود وخياراتها الإنجابية ليس جديدا.. الا ان دراستنا تظهر أن ولاية كارولينا الشمالية قيدت حرية الإنجاب باستخدام تحسين النسل لحرمان السكان السود من حقوقهم".

هذه الفظائع لم تقع في امريكا قبل مئات السنين، بل قبل عقود قليلة فقط، وان ما نشاهده اليوم من حركات احتجاجية واسعة شملت جميع الولايات الامريكية ضد عنصرية الرئيس الامريكي ترامب وعنصرية الشرطة والعنصرية في امريكا بشكل عام، هي ردود افعال طبيعية ضد الثقافة الامريكية البيضاء المبنية على العنصرية.

اللافت ان هذه الثقافة العنصرية حتى عندما تريد ان تعوض السود عما اصابهم من مظالم، نراها تتعامل بفوقية بغيظة وتكبر، وكمثال على ذلك انه وبعد ان أنشأت الدولة مؤسسة وصندوقا لتعويض ضحايا البرنامج المذكور من الذين ما زالوا على قيد الحياة عام 2010، تم إرسال شيكات بمبلغ 20 ألف دولار لكل واحد منهم!! ، وفقا لصحيفة "ذي نيوز أند أوبزرفر" المحلية، وهي مبالغ زهيدة تعتبر اهانة اكثر منها تعويضا.