ليتأمل العرب .. "إسرائيل" تنتظر ضربة لـ"قتلها لبناني"

ليتأمل العرب ..
الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠٢٠ - ١١:٣٢ بتوقيت غرينتش

تتوارد الانباء وتزدحم التحليلات والنقاشات هذه الايام على الفضائيات وكبريات الصحف العربية والغربية والصهيونية بغض النظر عن توجهاتها ومشغليها، عن "رد حزب الله المحتوم" على جريمة قتل "اسرائيل" للمقاوم اللبناني الشهيد علي محسن "جواد" في غارة بالقرب من مطار دمشق، وعن "استعدادات اسرائيل" لتلقي ضربة حزب الله التي قد تقع في اي لحظة.

العالم كشكول

جانب من "الاستعدادت الاسرائيلية" الني نقلتها وسائل اعلام صهيونية، كانت تفقد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس أمس الأحد قيادة المنطقة الشمالية لقواته، برفقة رئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي، وقائد المنطقة الشمالية الجنرال أمير بارعام، ورئيس هيئة الاستخبارات الجنرال تامير هايمان، ورئيس شعبة العمليات الجنرال أهرون حليوا.

رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اصدر اوامره للوزراء بمنعهم من الادلاء بإي تصريحات حول ما يجري على الحدود الشمالية، كما كشفت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (مكان)، فيما كشفت وسائل اعلام "اسرائيلية" عن نشر جيش الاحتلال عدة بطاريات "قبة حديدية" المضادة للصواريخ على الحدود الشمالية تحسبا لأي محاولة لإطلاق الصواريخ باتجاه الكيان الإسرائيلي.

كل هذا "التأهب" الاسرائيلي لتلقي ضربة حزب الله، جاء فقط بمجرد "اعلان" الحزب استشهاد احد مقاوميه في سوريا، وهو "تأهب" لا للرد بل لتقليل خسائر الضربة، ورد حزب الله الذي لا يشكك في وقوعه لا نتنياهو ولا غانتيس ولا كوخافي ولا بارعام، لماذا؟ لانه التزام بتعهد قطعه على نفسه رجل لا يكذب وخبر الصهاينة والعالم صدقه، انه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، بالرد على أي جريمة قتل لمقاومي الحزب وقادتهم في اي مكان في العالم.

حتى زيارة الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الى الكيان الاسرائيلي ولقائه على عجل بنتياهو وقادة الكيان العسكريين، ربطها المحللون السياسيون العارفون بخفايا العلاقة بين الكيان الاسرائيلي وامريكا، بالرد المنتظر من جانب حزب الله على جريمة استشهاد المقاوم علي محسن، حيث يرى هؤلاء المحللون ان ميلي دعا الاسرائيليين الى ابتلاع ضربة حزب الله وبصمت خوفا من تدحرج الاوضاع الى ما لا تحمد عقباها نظرا للاوضاع الصعبة التي يمر بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الداخل وكذلك الوضع الهش داخل كيان الاسرائيلي بسبب سياسات نتنياهو.

كمسلم يغمرني شعور بالكبرياء والغرور والعزة والكرامة الى ابعد الحدود وانا اقرأ واستمع وارى ، "الاسرائيليين" وهو يتحدثون عن ضرورة ان يلتزم حزب الله بقواعد الاشتباك، اي الا يتجاوز ردهم تلك القواعد، بعد ان كانوا يدفنون الجنود في الجيوش العربية احياء في الصحراء، ويدخلون غزاة للعواصم العربية، امام مرآى ومسمع العالم، الذي لم يكن ينظر فحسب الى جرائم الصهاينة بل كان مؤيدا وناصرا وداعما.

كمسلم اقف اكبارا واجلالا لحفيد النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم سماحة السيد حسن نصرالله ورجاله الرجال الذين فرضوا على اعتى العصابات الاجرامية في العالم، وهي العصابات الصهيونية، وعلى اعتى قوة متوحشة في العالم، وهي القوة الامريكية، هذه المعادلة، معادلة الدم بالدم، والتي حفظت للمسلمين كرامتهم وانسانيتهم، عندما كانت دماء السلمين من ارخص الدماء.

أخيرا، أتمنى ان يتأمل العرب واللبنانيون، من الذين جرفتهم الطائفية والمصالح الحزبية والدولارات النفطية والضغوطات الامريكية بعيدا عن الحق والموضوعية والانصاف، في هذا المشهد الاسرائيلي المخزي، وهو مشهد فرضه على الكيان الاسرئيلي وامريكا والغرب والعالم ، فتية لبنانيون آمنوا بربهم فزادهم هدى، وليرفعوا رؤوسهم بعد ذلك عاليا امام كل شعوب الارض، فالانسان العربي اليوم دمه اغلى من دم "الاسرائيلي" والامريكي والغربي، وستبقى رؤوسهم مرفوعة مادام بينهم رجل من صلب أسياد العرب ورجاله الذين هزموا الموت.