تعبئة وتأهب لمواجهة وباءين: كورونا و"إسرائيل"  

تعبئة وتأهب لمواجهة وباءين: كورونا و
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠٢٠ - ١٠:١٥ بتوقيت غرينتش

توزّعت الاهتمامات أمس الثلثاء بين الشأنين الصحي والأمنيي، حيث تقرر في جلسة المجلس الأعلى للدفاع، ثم في مجلس الوزراء، تقديم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن جرّاء الأعمال العدوانية الصهيونية، وتمديد التعبئة العامة حتى آخر شهر آب ضمن مواجهة فيروس كورونا.

العالم_لبنان

فغداة التصعيد على الحدود الجنوبية، وإعلان "إسرائيل" أول أمس (الإثنين) تعزيز قواتها بمنظومات نيران متطوّرة وقوات خاصة على الحدود مع لبنان، قرّر مجلس الوزراء تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة احتجاجاً على الاعتداء الإسرائيلي. أما المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد في بعبدا، فاستهله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بإدانة اعتداء العدو الإسرائيلي في الجنوب، واعتبر ذلك تهديداً لمناخ الاستقرار في جنوب لبنان خاصة أن مجلس الأمن سيبحث قريباً بتجديد مهام قوات اليونيفيل في الجنوب. أما رئيس الحكومة حسان دياب فلفت إلى أن ما حصل في الجنوب، اعتداء إسرائيلي كامل الأوصاف على السيادة اللبنانية. وقد انكشف سريعاً كذب الحجج التي قدمها العدو لتبرير عدوانه، وبالتالي ما حصل في الجنوب هو تصعيد عسكري خطير وتهديد للقرار 1701. وأضاف "يبدو أن العدو يحاول تعديل مهمات اليونيفيل بالجنوب، وتعديل قواعد الاشتباك مع لبنان. لذلك، يجب أن نكون حذرين جداً في الأيام المقبلة، لأن العدو يكرر اعتداءاته، والخوف من أن تنزلق الأمور نحو الأسوأ في ظل التوتر الشديد على حدودنا مع فلسطين المحتلة".

أمّا صحياً فتقرر فرض إغلاق كلي بين غد الخميس و3 آب المقبل، تزامناً مع عطلة عيد الأضحى، على أن يُعاود فتح البلاد جزئياً ليومين فقط، ثم بفرض إغلاق تام جديد لمدة 5 أيام.

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "الأخبار" أن ما تقوم به الحكومة للجم ارتفاع إصابات "كورونا" يُشبه ظاهريّا ما قامت به أيام الوباء الأولى، لجهة مراقبة الإصابات لأسبوعين قبل حسم أي مصير يتعلّق بالإقفال التام. إلا أن الإبقاء على المطار مفتوحاً يحتّم فرض نوع من الحزم على الوافدين منعاً لتضييع الجهود، فيما تشخص الأنظار الى جاهزية المُستشفيات في ظلّ توقع استمرار تسجيل المئات من الإصابات.

أما صحيفة "البناء" فكتبت أنّ القرار الحكومي المتعلق بإقفال البلد أثار عاصفة من الانتقادات، إذ "لم يعرف اللبنانيون مغزى عدم الإقفال المتواصل لأسبوعين، طالما هي المدة المتعارف عليها طبياً للحجر الصحي في ظل وباء كورونا، ومن أين جاءت المعادلة المستجدّة التي تحدثت عنها وزيرة الإعلام، إقفال خمسة أيام وفتح يومين ثم إقفال خمسة أيام، وسمتها معادلة 5-2-5 وهو ما تحوّل لموضوع تندّر على وسائل التواصل بتشبيهها بتشكيلات فرق كرة القدم، ومن أين جاء الاستنتاج غير المقنع أيضاً عن كون التفشي ليس ناتجاً عن فتح المطار، ولماذا لا يشمله الإقفال، والجواب معلوم وهو الحرص على تدفق الدولارات، لكن لماذا فتح المطار والتسبب بالمزيد من التفشي للوباء وتبرير ذلك بحجج واهية، طالما أن البديل لتأمين دخول الدولارات موجود كما في كل بلاد العالم وهو تحرير التحويلات من قبضة مصرف لبنان الذي يصادر تحويلات اللبنانيين ويدفع نصف قيمتها الفعلية لأصحابها بالليرة اللبنانية، بصورة غير قانونية، والتراجع عن هذا التسلط كفيل بتأمين تدفق نقدي بالدولار يزيد عن ذلك الذي يؤمنه فتح المطار؟".