هل ترتد سياسة إبن زايد في المنطقة الى الداخل الإماراتي؟

هل ترتد سياسة إبن زايد في المنطقة الى الداخل الإماراتي؟
الأربعاء ٢٩ يوليو ٢٠٢٠ - ١٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

لا يختلف اثنان على ان الامارات تحت قيادة محمد بن زايد تتصرف وكأنها دولة عظمى، فلا تجد أزمة لا في المنطقة الا وهناك دور كبير او صغير للامارات فيها، بدءا من الانتخابات الامريكية والاوروبية مرورا بالازمات التي تعصف بدول المنطقة مثل اليمن وليبيا والعراق وسوريا ولبنان، وانتهاء بإسقاط الحكومات والاحزاب والشخصيات السياسية كما حصل في السودان ويحصل الان في تونس، والتي ترى فيهم الامارات تهديدا لمصالحها!!.

العلم - كشكول

ترى امارات بن زايد ان المال ، السلاح الامضى لتحقيق اهدافها التي تكاد خيالية في اغلبها ، كالسيطرة على سياسات في دول مثل امريكا وفرنسا ودول كبرى اخرى، وكذلك السيطرة على سواحل الدول والموانىء والمنافذ البحرية في المنطقة ، وايصال واسقاط حكومات في دول عربية مساحتهاا الجغرافية اكبر من امارة ابو ظبي بمئات بل بالاف المرات.

اللافت ان رؤية الامارات، الى سلاح المال في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العديد من الدول، صحيحة ولكن في جانب واحد فقط ، وهو جانب التدمير وليس البناء، حتى لو اخذنا هذا البناء وفقا لرؤية الامارات، فالامارات تدخلت في شؤون اغلب دول المنطقة من اجل السيطرة على موانئها واخراج من تعتقد انهم اعداؤها من المشهد السياسي فيها، الان الذي الوقع هو ان الدمار والفوضى حل بكل تلك الدول مثل ليبيا والسودان والعراق والصومال واليمن و..

بعض الدول تحاول ان تجد طريقها نحو الاستقرار بعد مرحلة طويلة من الفوضى، اصبحت هي ايضا هدفا للمال الاماراتي المخرب، ومن هذه الدول تونس التي ينشط فيها احزاب وتنظيمات سياسية ترى فيهم امارة ابن زايد تهديدا لمصالحها في الاقليم والعالم!!، من هذه التنظيمات حركة الاخوان المسلمين، حيث يعتقد ابن زايد ان "العناية الالهية" اختارته لمحاربتها ، وليس له من مهمة اقدس من هذه المهمة في الحياة.

يبدو ان التونسيين كانوا واعين للمال الاماراتي الذي بدا يتسلل الى ديارهم، فقد كشف رئيس كتلة حركة النهضة ذات التجهات الاخوانية، في البرلمان التونسي نور الدين البحيري عن ضغوط تُمارس من داخل البلاد وخارجها بأموال إماراتية توزع على النواب من أجل سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي خلال جلسة التصويت المقررة الخميس القادم.

وأضاف البحيري ، في تصريح لإذاعة محلية يوم امس الثلاثاء أن هذه الخطوة تأتي ضمن ما وصفها بخطّة إماراتية لتدمير المنظومة السياسية التونسية، تنطلق بإحداث فراغ بالبرلمان عبر تنحية رئيسه وتعطيل تزكية الحكومة المقبلة؛ مما سيدفع البلاد نحو الفراغ.

التجربة التاريخية تعتبر اكبر دليل على ان لا مستقبل للسياسة التي تمارسها الامارات، عبر التدخل في شؤون البلدان الاخرى، اعتمادا على اموالها وشرائها اصحاب النفوس المريضة والذمم الرخيصة، فالنتائج الكارثية لمثل هذه السياسية ارتدت وبشكل كبير على داخل الدول التي مارستها على مر التاريخ، والامارات ليست باستثناء، بل ستكون ارتدادات هذه السياسية اكثر كارثية على الامارات، لعوامل عدة منها وضعها الجغرافي وامكانياتها البشرية والسياسية، وتراجع دور النفط في اقتصاديات الدول المنتجة له بسبب ظهور منتجين كبار وتدني اسعاره والبحث عن بدائل للنفط، ومن اشد هذه الارتدادات خطورة على الامارات الارتداد الذي سيهدد وبقوة وحدة الامارات العربية نفسها.