راية الاخوان المسلمين بتونس وليبيا و..خفاقة ولكن..

راية الاخوان المسلمين بتونس وليبيا و..خفاقة ولكن..
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٤:١٦ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم - الخبر واعرابه

الخبر: بعد شهور من الصراع السياسي في تونس نجح راشد الغنوشي اليوم في كسب ثقة البرلمان مجددا، في الوقت الذي تعودت فيه آذان المتلقين على سماع انباء عن المكاسب التي يحققها أنصار الفكر الاخواني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

التحليل: ففي الوقت الذي سعى فيه المعارضون لتيار النهضة في تونس ومن أبرزهم "عبير موسى" الذين يتلقون دعما خاصا من السعودية والامارات، الى إبعاد تيار النهضة من جديد عن الساحة، أو في اسوأ الأحوال تهميش مكانة راشد الغنوشي وخفض تأثير تياره على البرلمان، الا أن أصوات البرلمان التونسي مساء يوم الخميس 30 يوليو/تموز برهنت على أن جذور تيار النهضة أقوى من التحديات التي تواجهها.

- الهجمات التي تصاعدت ضد تيار النهضة بعد لقاء الغنوشي باردوغان قبل شهرين، هذه القضية بحد ذاتها تبين أن جذور الاعتراض ضد هذا التيار قبل ان تكون داخلية فانها تشير الى خارج الحدود والى التيارات الوهابية والسلفية المعارضة للاخوان المسلمين، غير أن مستجدات المشهد التونسي خلال الأونة الأخيرة تشير الى وجود مساع حثيثة "مدفوعة سعوديا واماراتيا" بل واصرار كبير على انهاء وجود الأخوان في تونس خلال جلسة البرلمان اليوم.

- ومع أن حزبي "النهضة" و "الكرامة" قاطعوا اجتماع البرلمان اليوم ليعلنوا بذلك وبشكل عملي رفضهم لسحب الثقة عن رئيس البرلمان، الا أن تصويت 97 نائبا ضد الغنوشي يمكن أن يوجه انذارا حقيقيا لحركة النهضة خاصة في الظروف الحالية التي تمر بها تونس وقرار رئيس الجمهورية قيس سعيد بتكليف رئيس جديد للحكومة، اذ لم تعد النهضة كما كانت في السابق يدها مطلقة في البلاد، فعلى ما يبدو أن النهضة في الوقت الراهن لم تعد تملك ذلك الدور المؤثر في ترشيح رئيس للحكومة، مما يستدعي منها أن تحافظ على خندق رئاسة البرلمان المهم.

- في ظل هذه الظروف وفي ليبيا فان حكومة الوفاق الاخوانية تتمتع أيضا باليد العليا في هذا البلد، فالتحالف بين الوفاق وتركيا، قبل كل شيء ترجمة لمسايرة تركيا لهذه الحكومة مما يعني الاشتراك في الصراع على الساحة الايدلوجية، وهذا بحد ذاته يضاعف من حجم الاعتراض والعداء لهذه الحكومة، وهو الحد الأدنى للاصطفاف الاقليمي بين السعودية والامارات ومصر وبعض حلفائهم الذين يؤمنون بالايدلوجية السلفية والوهابية ضد حكومة الوفاق من جهة وضد اردوغان من جهة أخرى.

- وبينما تبدو تركيا منشغلة هذه الأيام بتوسيع وجودها ونفوذها الخارجي في العديد من المناطق ومن بينها سوريا وليبيا واذربيجان وكردستان العراق و..الا أنها لا يبدو منتبهة الى قضية استراتيجية وهي انه كلما اتسعت جغرافية المعركة والصراع والتواجد المتعدد خارج الحدود، فانه في نفس الوقت يؤدي الى ضعف المعدات والقوات والقدرات المالية، وليس من المستبعد أن يكون هناك اتفاق غير معلن ومدون بضرورة أن يتحول مصير تركيا الحالية الى تركيا العثمانية أي الى "الرجل الأوروبي المريض".
-اليوم، يواجه الاخوان في مصر مضايقات شديدة، كما أن الأردن حظر مؤخرا نشاطهم و.. وهذه الاجراءات وغيرها التي لا تغيب عن عيون المحللين السياسيين الا انها تشير ايضا الى أن انصار الفكر الاخواني وخاصة في تركيا وقطر يجب أن يكونوا أكثر حساسية من قبل تجاه تحركاتهم وسياساتهم، رغم أن راية الأخوان في هذه الايام خفاقة للغاية.