نتنياهو يفكر بالإطاحة بحكومة الوحدة الحالية وتشكيل حكومة يمينية

نتنياهو يفكر بالإطاحة بحكومة الوحدة الحالية وتشكيل حكومة يمينية
الإثنين ٠٣ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٩:١٢ بتوقيت غرينتش

تتزايد التقديرات اليمينية في الكيان الاسرائيلي، بأنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يفكر بجدية كبيرة بالإطاحة بحكومة الوحدة الحالية وحلها بشكل نهائي، ومن ثم محاولة تشكيل حكومة يمينية مكونة من 61 عضوًا.

العالم-صحف عبرية

شهد الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، مواجهة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي هاجم المتظاهرين ضده، ووزير الأمن بيني غانتس الذي طالب بالسماح بالتظاهر وحماية المتظاهرين. ووصف نتنياهو التظاهرات المتصاعدة أمام مقر إقامته بالقدس بأنها محاولة للدوس على الديمقراطية.

وأضاف: لم يحاول أحد الحد من التظاهرات التي هي حاضنة لـ(فيروس) كورونا، بل يحدث العكس، يؤججون تلك التظاهرات ويسمحون بشل الأحياء وإغلاق الطرق في تناقض صارخ مع كل ما كان معمولا به في السابق. واتهم نتنياهو معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتواطؤ ضده وتأجيج التظاهرات وعدم تغطيتها إعلاميًا، بل المشاركة فيها.

إلى ذلك، تتزايد التقديرات اليمينية في "إسرائيل"، بأنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يفكر بجدية كبيرة بالإطاحة بحكومة الوحدة الحالية وحلها بشكل نهائي ولكن هناك العديد من المحللين الذين يؤكّدون أنّ الدويلة العبريّة في طريقها إلى انتخابات جديدة إذا لم يتّم الاتفاق على ميزانية الكيان حتى الـ25 من شهر آب (أغسطس) الجاري، لأنّه في حال عدم إقرار الميزانيّة، فإنّ الكنيست ستحّل نفسها أوتوماتيكيًا، وستذهب لانتخابات عامّة جديدة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، وستكون هذه الجولة الرابعة خلال أقّل من سنتيْن، على حدّ تعبيرهم.

ووفقًا للتقديرات، بحسب صحيفة (معاريف) العبرية، فإنّ نتنياهو سيلجأ لأنْ تكون حكومته الجديدة مشكلة من أحزاب الحريديم المتطرفين، وأحزاب كتلة (يمينا) بزعامة نفتالي بينيت، وبعض أعضاء الكنيست المؤيدين له بعد معارضتهم لسياسات بيني غانتس زعيم حزب أزرق – أبيض، والذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة تحت قائمة حزبه.

وأكّدت مصادر في الليكود، أنه خلال الأسابيع الأخيرة كان هناك محاولات لجذب بعض أعضاء الكنيست من حزب غانتس، للانضمام لحكومة جديدة يقودها نتنياهو. ويرجح أن يلين موقف وزير الأمن السابق بينيت تجاه نتنياهو بعد الأزمات الأخيرة في أوساط كتلة اليمين بسبب سياسات زعيم الليكود.

ولا تستبعد بعض المصادر من الليكود أن يذهب نتنياهو لانتخابات جديدة مع إعادة تنظيم صفوف كتلة اليمين من جديد، وبعد تشتيت قوة حزب أزرق – أبيض، التي كان فيها حزب هناك مستقبل بزعامة يائير لابيد، وبتواجد موشيه يعلون.

وينمو هذا التفكير في ظل استمرار المأزق المتعلق بإقرار الميزانية العامة، والتي قال غانتس الليلة الماضية أنه متمسك بشروطه لإقرارها لمدة عامين، بينما يتمسك نتنياهو بإقرارها لعام واحد فقط، وسط خشية من غانتس بأن ذلك سيعني عدم تنفيذ الاتفاق القاضي بتوليه للحكومة في العامين الأخيرين من مهلتها.

في سياق متصل، تناول كاتب إسرائيلي، أسباب فشل حكومة بنيامين نتنياهو في مواجهة الأزمة الصحية الكبيرة التي تسبب بها فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، مؤكّدًا أنّ “الأداء السياسي لنتنياهو يظهر أن النجاح الذي يتباهى به إنما كان فشلا ذريعا”.

وقال المحلل المخضرم بن كاسبيت في مقال نشرته صحيفة “معاريف” إن “هذا يؤكّد أنه لا يوجد في "إسرائيل" زعيم يحب (الدويلة)، بل يحب نفسه، ويقتنع بأن وجوده أمر أساسي لمستقبل (الدويلة)، لكن سوء حظه هذه المرة، أنه ليس لديه من يلومه في هذا الإخفاق”.

وأضاف أن “القائد الذي يحب "إسرائيل" وجب أنْ يقاتل ضد كورونا، ويفوض كل سلطاته، ويمنح كل الوسائل المتاحة، ويشكل مجلس وزراء مستقل لمواجهة الوباء، بصلاحيات كاملة”، مستدركًا بأنه “للأسف لا يوجد مرشحون لهذا المنصب، فجميعهم مفقودون، لأن القائد الحقيقي يتجاهل الاعتبارات السياسية والمنافسات الشخصية، والاضطرابات الداخلية”.

ورأى أن “نتنياهو كان جزء رئيسيا من النجاح النسبي لـ"إسرائيل" بمحاربة كورونا في الموجة الأولى، بفضل إغلاق الحدود وفرض حالة الطوارئ، فانحسر منحنى الوباء”، مشيرًا إلى أن “نشوة نتنياهو جاءت مصحوبة بالتعجرف، والشعور القائل (أنا ولا شيء أكثر)، والتركيز على خطة الضم، وحصول عائلته على مزيد من الامتيازات المالية”.

واستدرك: “لكن فيروس كورونا لا ينتظر أحدا، فلم تستفد الحكومة من مرحلته الأولى، رغم توفر عدد كافٍ من العاطلين، الذين يصلون لإنشاء دائرة خاصة بمواجهة الوباء، بدلا من بيروقراطية وزارة الصحة”. وأعرب كاسبيت عن استغرابه من إطلاق تل أبيب قمر التجسس الفضائي، وفي الوقت نفسه لا تستطيع إغلاق دائرة الإصابة بفيروس كورونا، مرجئا ذلك إلى غياب بديل مدني لمواجهة الوباء، وظهور حاجة ماسة لاستغلال قدرات جهاز الأمن العام (الشاباك) وتوسيع صلاحياته على حساب وزارة الصحة”.

*رأي اليوم