نبض السوشيال..

ما هي خفايا استقالة وزير الخارجية اللبناني وتوقيتها؟

ما هي خفايا استقالة وزير الخارجية اللبناني وتوقيتها؟
الإثنين ٠٣ أغسطس ٢٠٢٠ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان باهتمام بالغ مع خبر استقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي، والذي اصدر بيانا بعيد تقديمه الاستقالة لرئيس الوزراء حسان دياب يوضح فيه أسباب ودوافع الاستقالة.

العالم - نبض السوشيال

وفي البيان قال حتي انه "لم يكن قراري بتحمل هذه المسؤولية الكبيرة شأناً عادياً في خضم انتفاضة شعبية قامت ضد ​الفساد​ والاستغلال ومن اجل بناء دولة العدالة الاجتماعية، فيما يشهد ​لبنان​ أزمات متعددة الاشكال في الداخل أو في الاقليم".

وتابع حتي في بيان الاستقالة :"ما أصعب الاختيار بين الاقدام والعزوف عن خدمة الوطن حتى ولو تلاشت احتمالية ​تحقيق​ اليسير في نظام غني بالتحديات المصيرية وفقير بالارادات السديدة، حملت آمالا كبيرة بالتغيير والاصلاح ولكن الواقع أجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة، لا لم ولن أساوم على مبادئي وقناعاتي وضميري من أجل أي مركز أو سلطة". وراى حتي أن "لبنان اليوم ينزلق للتحول الى دولة فاشلة".على حد وصفه.

وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم (#ناصيف_حتي) مع اعلان وزير الخارجية ناصيف حتي الاستقالة وقال "الصحفي نضال حمادة" في تغريدة تحت الهاشتاغ "استقالة ناصيف حتي اتت بضغط فرنسي حسان دياب رفض تطبيق ما وقعت عليه حكومة الحريري في الاتفاق حول مؤتمر سيدر".

وتحت اسم "ثورة المستضعفين" نشرت تغريدة جاء فيها "طق وموت.... هيهات منا الذلة راح لبنان الذليل، لبنان الحريري، هلاء لبنان العز والانتصار، لبنان نصر الله، لبنان قاهر اسرائيل... ولى زمن الهزائم".

بينما رحبت "Nazar Najarian" في تغريدة لها بخطوة حتي قائلة "عدت الى مناقبيتك و ثقافتك و وطنيتك. عدت الى ذاتك. الحمدالله على السلامة".

ورأت "ديما جمالي" في تغريدة تحت الهاشتاك "قد يكون الوزير #ناصيف_حتي الوحيد الذي يستحق صفة التكنوقراط، وعندما إكتشف أن حكومة #حسان_دياب ليست إلا واجهة لتمرير مخطط تدمير لبنان، عمد إلى الفرار منها. #عقبال_البقية".

Karim Awada علق على استقالة حتي بتغريدة قال فيها "اعمل مؤتمر صحفي و أفضح لي صاير بالحكومة و مين مصادر رأيها و صارح اللبنانيين. او بتكون استقالتك ما الها طعمي و هروب من المسؤولية و شعبوية. #ناصيف_حتي".

يبدو انه بعد فشل المحاولات الأميركية و الغربية المدعومة من قوى المعارضة في الداخل للاطاحة بحكومة حسان دياب تأتي استقالة وزير الخارجية ناصيف حتي اليوم الاثنين لتشكل اداة ضغط اضافية على الحكومة اللبنانية، وبحسب معلومات خاصة لصحيفة الاخبار اللبنانية اليوم فان حتي كان عرضة لضغوط من سفير لبنان السابق بالنيابة عن الأميركيين اضافة الى ضغوط فرنسية مباشرة.

مصادر مطلعة أكدت أن السبب الذي الذي تذرع حتي لتقديم استقالته انزعاجة من تنامي الدور المعطي دبلوماسيا للواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام في التواصل مع بعض الدول على حساب وزير الخارجية، مضيفة أن حتي تذرع ايضا بخلافه مع طريقة تعاطي رئيس الحكومة في السياسية الخارجية الأمر الذي بات يستنزف رصيده المهني و الدبلوماسي.

وبحسب المراقبين فان رئيس الحكومة و بالتشاور مع رئيس الجمهورية و البرلمان سيعمل بسرعة على تعيين وزير بديل علما أن ردود الفعل من جانب القوى السياسية الرئيسية لم تعلن بعد.

وقالت "tala" في تغريدة لها "اذا اعتبرنا ان #ناصيف_حتي صادق وضد الفساد، اخلاء الساحة للي عكس هيك هو الحل؟ الاستقالة وترك المعركة بنصها عمل بطولي؟ لمين عم بيترك؟ انتو فكركن التنظير من الخارج بيعمل نتيجة؟ او انتظار تنحي كل الطبقة الفاسدة هو الحل وقريب جداً لحتى ننتظره؟ استقالة الادمي هدية للفاسد بهيك نظام".

"فؤاد امين قبطان" تفائل باستقالة حتي وقال "ما اضيق العيش لولا فسحة الامل ..استقالة #ناصيف_حتي اول الغيث و ان كان تأثيرها ضعيف".

صحيفة الاخبار اللبنانية كتبت حول هذا الموضوع وقالت "القرار الأميركي متّخذ. المطلوب إسقاط حكومة حسان دياب، لكن التنفيذ لا يزال متعثراً. أهل السراي يعدّون ثلاث محاولات لإسقاطها، كان آخرها يوم التعيينات وما رافقها من تحركات في الشارع، أضيف إليها سعي لتعويم اسم محمد بعاصيري مرشحاً لرئاسة الحكومة، استدعت حينها كلاماً واضحاً من دياب عن رفضه الضغوط الآتية من السفراء، وفي مقدمهم السفيران الأميركي والسعودي". واليوم تتجدد محاولة إسقاط الحكومة، لكن هذه المرة قد تكون الضربة أقوى. باستقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي.

"ibrahim sharbo" رأى في استقالة حتي انها "جاءت أميركية متكاملة الأركان خطوة حتّي تكشف حجم الضغط الأميركي، فبعد ثبات حكومة دياب أمام الضغوطات المتعددة لاسقاطها، كان ينبغي لواشنطن أن تبدأ بالحكومة من الداخل، وهذا ما فعلته، ذرائع حتي واهية، في حكومة عُرفت بصلابة رئيسها أمام الضغوطات الداخلية والخارجية".

ونختم مع تغريدة "Liliane Hamze" التي قالت فيها ان "إستقالة وزير الخارجية #ناصيف_حتي موقف محترم؛ المناصب ليست شكلية؛تكون إما لتأدية مهام وفق الأصول الدستورية بشكل كامل أو ينسحب حفاظًا على كرامته.وإن وجد الفسادَ أقوى منه، الإستقالة شرف. حبذا لو يستقيل الوزراء الذين فشلت وزاراتهم في الإصلاح ويتخلون عن عشقهم للكرسي والتنفيعات،وهم كثر..".

خطوة حتّي كان مهّد لها في اللقاء التلفزيوني مع مرسال غانم، الذي راح بدوره يعدّد مآثر ضيفه، فيما الأخير بدا في مواقفه أقرب إلى ١٤ آذار التي تعمل السفارة الأميركية على تجميع مفاصلها مجدداً، إعلامياً وسياسياً. فهل تكرّ سبحة هذه القوى بالسعي مجدداً إلى استعمال الشارع في معركتها مع الحكومة، بعد أن تجمعت خلف البطريرك بشارة الراعي في دعوته إلى حياد لبنان؟