الى كل من يدعو الى إسقاط الحكومة اللبنانية التي يرأسها الدكتور دياب..

الى كل من يدعو الى إسقاط الحكومة اللبنانية التي يرأسها الدكتور دياب..
الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢٠ - ١٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

في الأيام القادمة، حيث من المتوقع صدور الحكم في قضية مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليتّهم ظلماً وعدواناً خلية تنتمي الى فريق من اللبنانيين بقتله، سيرتفع الصوت وتعلو النبرة لإسقاط الحكومة من قبل كل هؤلاء المتضررين من المسار الصحيح الذي تسلكه، وإن ببطء، لتجعلهم يدفعون ثمن تقصيرهم وفسادهم.

العالم - لبنان

في الأيام القادمة، حيث من المتوقع صدور الحكم في قضية مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليتّهم ظلماً وعدواناً خلية تنتمي الى فريق من اللبنانيين بقتله، سيرتفع الصوت وتعلو النبرة لإسقاط الحكومة من قبل كل هؤلاء المتضررين من المسار الصحيح الذي تسلكه، وإن ببطء، لتجعلهم يدفعون ثمن تقصيرهم وفسادهم.

سيعمد هؤلاء الفاسدون من السياسيين ومن يدور في فلكهم من فعاليات دينية واقتصادية واجتماعية... لتبرير دعوتهم كالعادة بتحميل هذه الحكومة تداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان التي أوجدتها أمريكا منذ الخريف الماضي بالتعاون معهم، وسيمنّون الناس بحكومة أفضل ليغروهم ويوقعوهم في حالة الفراغ الذي يُخشى معه من الفوضى مع اشتداد في الأزمة وإطالة في أمدها، فيتنفس الفاسدون معها الصعداء ويشترون جزءاً من الوقت ترقباً لتغيّرات يتمنونها لصالحهم في البيئة الإقليمية.

إن مقارنة بسيطة بين حال الفوضى التي عشناها في الحرب الأهلية في السبعينات، حيث لا نظام آنذاك، وحالنا اليوم تضيء بقوة على ما ذكرناه من خطورة حال الفراغ وتداعياتها على الصعد كافة لا سيما منها الاقتصادية والأمنية.

نعم هذه حكومة تحاول السير على النهج القويم لكن ليست المثلى التي نحاول بناءها، كلبنانيين حريصين على مصلحة بلدهم، لتكون أقوى فعالية وأكثر كفاءة.

لذلك لترميم تلك الفجوة في المعايير، نحاول أن نشدّ على أيدي أصحاب القرار فيها لنشجعهم وندفعهم الى مزيد من الجرأة والسرعة والحزم في اتخاذ القرار للخروج من الأزمتين الاقتصادية والصحية.

والغالبية منهم إذا ما نظرنا بموضوعية وتجرّد يصدقون في نواياهم، لكنهم في الوقت نفسه يواجهون تركة كبيرة آثمة، ألقتها عليهم كل عمليات الفشل وسوء الإدارة والسرقة والنهب والإفساد والظلم، التي مارستها معظم الحكومات السابقة، المنبثقة بغالبيتها العظمى من رحم الحريرية السياسية، التي أوجدتها ودعمتها أمريكا والسعودية، الى أن ظهر المخطط لسلب سوريا سيادتها ولبنان مقاومته.

فحصل ما حصل من أن استجلبت هذه الحريرية وسيدها الأكبر الأمريكي الحرب الإسرائيلية على لبنان، لضرب مقاومته وتطويع أحراره، وحاولت بعدها التعاون مع المخطط الأمريكي الآخر لنفس الهدف وهو الحرب التكفيرية.

يجب أن لا ننسى أن أي عملية تغيير في الدولة، في منطق علم الإدارة، ستواجَه بمقاومة عنيفة من المفسدين الذين عششوا وباضوا وفرّخوا وربت فراخهم ودرجت في أحضانها أثناء فترة حكمهم لها.

هؤلاء أدوات لكل المافيات التي تواجهها هذه الحكومة، بدءاً من مافيات القضاء والمصارف وانتهاء بمافيات المازوت ...

تلك الأدوات ومن أوجدها مؤتمرة من الخارج، في مؤامرة شبيهة بما تمارسه أمريكا من حرب نصف صلبة على الدول التي تمرق عن عبوديتها لتكون حرة، فتسميها بهتاناً مارقة.

إن إعطاء فرصة للحكومة للسير بخيارات سيادية تخرجها من الطوق الأمريكي، هو أمر مُجدٍ وجديرٌ بالعمل عليه.

ويقع على رأس الخيارات السيادية خيار التوجه شرقاً للتخلص من هيمنة الدولار اعتماداً على مبدأ المقايضة والتحول التدريجي الى الاقتصاد المنتج.

وما يفيد ذكره أن الأمريكي محرج من هامش المناورة الضيق المتبقي له، ليتفرّغ لانتخاباته الرئاسية القادمة في أيلول المقبل، مما سيوقعه بالتسرع وحرق المراحل اللذين سيساهمان مشفوعين بحماقة مسؤوليه في إفشال مخططه في لبنان.

لذلك ما هو مطلوب هو القليل من الصبر والتحمّل والعزيمة والثبات فإن مع الصبر نصراً.

* علي حكمت شعيب


أستاذ جامعي