'اسرائيليون' يغلّفون رعبهم من صواريخ حزب الله بقلة الملاجئ

'اسرائيليون' يغلّفون رعبهم من صواريخ حزب الله بقلة الملاجئ
الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٨:١٣ بتوقيت غرينتش

كشف تقرير مراقب الكيان الاسرائيلي، الذي نُشِر أمس الاثنين، كشف النقاب عن أنّ ما يزيد عن 2.6 ملايين إسرائيليّ لا يملكون وسائل وقاية من الصوّاريخ بالقرب من منازلهم، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ 20% من الملاجئ العامّة في "إسرائيل" غير صالح للاستخدام.

العالم - الاحتلال

وفي تعقيبه على هذا المعطى، قال الجنرال في الاحتياط، غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القوميّ سابقًا، إنّ العدوّ الأوّل والأخطر على كيان الاحتلال هو الصواريخ الدقيقة التي يعمل جيش الاحتلال على تدميرها ومنع وصولها إلى حزب الله، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ حزب الله سيستخدِم هذه الصواريخ في “حرب الشمال الأولى” لضرب المنشآت العسكريّة والمدنيّة الإستراتيجيّة، ومن هنا تكمن خطورة هذه الصواريخ، علمًا أنّ هذه المواقع غيرُ محميةٍ من الصواريخ المُتقدّمة والمُتطورّة، التي يملكها أوْ لا يملكها حزب الله، على حدّ تعبيره.

وتابع قائلاً في معرض ردّه على سؤال بالقناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ إنّ الصواريخ الدقيقة تُشكّل خطرًا إستراتيجيًا كبيرًا على الكيان الاسرائيلي، بما في ذلك الوجوديّ، أكثر بكثير من الصواريخ العاديّة التي يمتلكها حزب الله، مُشدّدًا على أنّ "إسرائيل" لا تمتلِك الجواب الدفاعيّ على هذه الصواريخ، ومُضيفًا أنّ إيجاد الردّ المُناسِب سيستغرق سنوات طويلة، على حدّ قوله.

إلى ذلك، أوضح المؤرّخ أوري بار يوسف، أستاذ العلاقات الدوليّة في جامعة حيفا، أوضح أنّه يتعيَّن على نتنياهو أنْ يعرف أيضًا بأنّه خلافًا للتهديدات الأمنيّة التي واجهتها "إسرائيل" طوال سنوات وجودها، فإنّها اليوم، ليس لديها أيّ ردٍّ عسكريٍّ جيّدٍ على تهديدات مئات أوْ آلاف الصواريخ الثقيلة، جزء منها موجودة بيد حزب الله وموجّه نحو العمق الإسرائيليّ، مُضيفًا أنّه أمام تهديدٍ كهذا لم نقف في يومٍ ما في الماضي، ومن المعقول أنّ مئات الصواريخ في الحرب القادمة لن تُصيب المنشآت الإستراتيجيّة لـ"إسرائيل" فحسب، بل ستتجاوزها وتصل إلى العديد من الأبراج السكنيّة في تل أبيب، مُشيرًا إلى أنّ “عقيدة الضاحية” التي تمّ وضعها في الكيان الإسرائيلي، ولكنّ حزب الله يستطيع أيضًا أن يطبقها تحت عنوان “عقيدة وزارة الأمن”، كما قال.

على صلةٍ، يسرائيل هارئيل، من غلاة المُستوطنين في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والذي شغل منصب رئيس ما يُطلق عليه مجلس المُستوطنات لمدّة 15 عامًا، قرر الخروج عن الصّف والتغريد خارج السرب، ونشر مقالاً في صحيفة (هآرتس) تناول فيه مناعة العمق الإسرائيليّ، وفي ردٍّ على ما تحاول القيادة في تل أبيب تصويره عن مناعة قومية لدى الإسرائيليين، لفت هرئيل إلى أنّ ردود الفعل الإشكالية للمدنيين في الشمال في ضوء الهجمات الصاروخية خلال حرب لبنان الثانية، والهرب الجماعي لسكان النقب في ضوء قصف حماس خلال عملية “الجرف الصامد”، أثبتت أنّ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة تتمتع بقدرة منخفضة ومقلقة على المواجهة.

وهكذا تمكّن هرئيل من تجريد القيادة السياسيّة الإسرائيليّة التي تحاول التخفيف من وطأة امتناعها عن المبادرة بفعل قيود الردع المضاد، وخاصة أنّه رأى أيضًا أنّ أداء صنّاع القرار في تل أبيب ينطوي على اعتماد سياسة الاحتواء، بعد التخلّي عن سياسة الهجوم المضاد والمبادرة منذ حرب عام 1967، بكلمات أخرى، جزم هرئيل قائلاً إنّه منذ حرب الأيّام الستّة (عدوان حزيران 1967)، توقّفت "إسرائيل" عن المبادرة، وانتقلت إلى مرحلة التلقّي، وهذه النظرية تتطابق مع تصريح وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، أفيغدور ليبرمان، الذي أكّد أخيرًا أنّه منذ العام 1967 لم تنتصر "إسرائيل" في أيّ حربٍ خاضتها.

هرئيل وصف تباهي قائد سلاح الجو الإسرائيليّ السابق أمير إيشل، بأنّ "إسرائيل" نفذت في السنوات الخمس الماضية نحو مائة هجوم في سوريا، بأنّه فرح الفقراء، إذْ لم تمنع هذه الهجمات من نقل نحو 150 ألف صاروخ آخر إلى حزب الله.

وأراد هرئيل بذلك، تسليط الضوء على الجانب المظلم من عقيدة “المعركة بين الحروب”، التي أعلنتها "إسرائيل" والهادفة إلى منع تعاظم قدرات حزب الله، باعتبار أنّ معيار نجاحها يكمن في نتائجها وتداعياتها على مستوى القدرات، ومن أهّم تجليات هذه النتائج، الصراخ والتهويل الذي يعلو في الداخل الإسرائيليّ، بفعل التعاظم النوعيّ والكميّ الهائل في قدرات حزب الله.

على صلةٍ بما سلف، أكّدت صحيفة “هآرتس” العبرية، أنّ الجبهة الداخليّة وقواعد جيش الاحتلال الإسرائيليّ، غير جاهزةٍ للمعركة القادمة، وقال عاموس هارئيل، المحلل العسكريّ في الصحيفة إنّ صور الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو في القواعد التي غمرتها المياه، تشير إلى أنّ الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة ليست وحدها غير الجاهزة للمعركة القادمة، بل قواعد جيش الاحتلال الإسرائيليّ، هي الأخرى أقل استعدادًا، على حدّ تعبيره.