رئيس مجلس ملك الأردن يدخل خط التفاوض مع المعلمين

رئيس مجلس ملك الأردن يدخل خط التفاوض مع المعلمين
الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢٠ - ١٠:٣٣ بتوقيت غرينتش

انخرط ثلاثة رؤساء وزراء على الأقل في أزمة المعلمين مع الدولة منذ أيلول الماضي. الهدف من تدخلهم كان أن ينجزوا اتفاقا ينهي أزمة متفاقمة.

العالم - الأردن

آخر المنخرطين اليوم هو رئيس مجلس الملك فيصل الفايز والذي يبدو انه يحاول استغلال التوقيت الانتخابي لإنجاح وساطة من خلال كتلة الإصلاح البرلمانية (ذراع الاخوان في غرفة التشريع الأولى) عوضاً عن جماعة الاخوان المسلمين، والتي فشلت معها وساطات قادها خلال الجولة الأولى من الأزمة كل من رئيسي الوزراء السابقين الدكتور عبد الرؤوف الروابدة وطاهر المصري.

في الجولة الأولى (أيلول- تشرين أول 2019) كثّفت الدولة عبر الروابدة والمصري وجهات أمنية وازنة جهودها في الاستثمار بالتفاوض مع شخصيتين بصورة أساسية، هما مراقبي الجماعة السابقين الشيخين همام سعيد وحمزة منصور باعتبار الأخيرين يمثل كل منهما تيارا (الأول صقوري والثاني حمائمي في التصنيفات الاخوانية). رفض الشيخان التدخل في حينها وكانت جملتهما الشهيرة “احبسونا واحظرونا”، والتي اعتبرتها الجهات الأمنية بمثابة تحدٍّ للدولة، رغم ان الحقيقة انهما لا يملكان النقابة أصلاً ولا يستطيعان حلّ أي شيء في الأزمة، وفق أحد أعضاء مجلس النقابة نفسها.

خطأ سياسي بصري إذن من الطرفين (الدولة والاخوان) يتضمن محاولات لتسييس الملف، في حين يشدد معلمون قياديون في النقابة ان الطرفين يتحركان في الاتجاه الخاطئ وان ما اسماه احدهم “جعجعة” من الإخوان المسلمين في الملف لن تأتي بطحين مهما حاولوا.

أما اليوم، فيدخل رئيس مجلس الملك الفايز على الملف، والذي (أي الفايز) بات يحظى بزخم أكبر بعد تكرار تسريبات عن كونه المرشح الأوحد لحكومة انتقالية تجري الانتخابات في البلاد، اذا ما حصل وتطلب الامر رحيل رئيس الوزراء الحالي الدكتور عمر الرزاز.

دخول الفايز تضمّن شكلا جديدا من الوساطة، حيث مكالمات بينه وبين رئيس كتلة الإصلاح البرلمانية الدكتور عبد الله العكايلة والذي بالمعنى التنظيمي لا ينتمي للاخوان المسلمين، ولكنه محسوب عليهم. هنا التدخل مزدوج اذ يريد العكايلة عمليا ان يحرز تقدما بالملف وكذلك الفايز، ومجددا لا يملك الرجلان النقابة، ولكن العد التنازلي للانتخابات يجعل الدكتور العكايلة متحمساً للوصول لتسوية أو ان يكون جزءا منها، في وقت يبدو فيه ان الاخوان المسلمين يستبعدونه وعدد من زملائه في المجلس الحالي من تشكيلة القوائم الجديدة للترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة.

ومن جهته، يريد الفايز فعلا انهاء الأزمة وهو دور يحب ان يقوم به بحكم مركزه وخلفيته العشائرية، ولكن دون انخراط حقيقي مع الاخوان المسلمين ولا تكرار لما يعتبره “خطأ الروابدة والمصري”.

بهذا المعنى تنشط الاتصالات ولكن ليس بالضرورة الحلول، فالدولة تتشبث عبر الفايز وغيره بفض الاعتصام، بينما يتشبث الاخوان ومن ينوب عنهم بالإفراج عن المعلمين، وهنا طرفي نقيض قد يطول امد الازمة قبل لقائهما.