العميد رسول يكشف للعالم مصير القوات الأمريكية في العراق

الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

استضافت هذه الحلقة من برنامج ضيف وحوار على شاشة قناة العالم العميد يحيى رسول المتحدث بإسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيث تناولت التطورات حول إنسحاب القوات الأمريكية من العراق.

العالم - ضيف وحوار

واليكم نص مقابلة قناة العالم مع العميد يحيى رسول:

قناة العالم: خلال الأيام الأخيرة شهد العراق عدة تفجيرات في بعض معسكرات تابعة للجيش والحشد والشرطة العراقية من بينها معسكري صقر وسبايكر، ما هي طبيعة هذه التفجيرات وأسبابها؟

يحيى رسول:حقيقة أن التفجير الذي وقع في معسكر صقر في جنوب بغداد نتج عن سوء الخزن وإرتفاع درجات الحرارة الموجودة لدينا والتي هي اكثر من 50 درجة مئوية لهذا السبب ولد إحتكاك وصارت تفجير في عتاد هذا المعسكر، لكن الحمدلله لم يتسبب بأي خسارة بشرية في صفوف القوات الأمنية وايضا المدنيين لأن قوات الشرطة الإتحادية و قوات الحشد الشعبي تتواجد في معسكر.

اعتقد بأن يجب اعادة النظر في موضوع خزن الأسلحة لأن كما تعلمون كل سلاح وعتاد لديه طريقة خاصة بموضوع الخزن خاصة بعدما شهدنا من ارتفاع درجات الحرارة حيث تصل الى نصف درجة الغليان اي 50 درجة مئوية، كقيادة عسكرية وكل اخواننا في الشرطة الإتحادية واخواننا في الحشد الشعبي نهتم بموضوع إعادة النظر في موضوع خزن الأسلحة وطريقة خزن كل سلاح ، وايضا درجات الحرارة والإعتداء الذي قد يحصل عبر مدافع هاون وصواريخ. الخزن وطرق الخزن وتأمين هذه المناطق مهم جدا لأن في حال انفجرت هذه القذائف قد تتسبب بإصابات بين المدنيين والقوات الأمنية.

قناة العالم: في أي جانب حصلت هذه التفجيرات، بالجانب التابع للشرطة او الحشد الشعبي؟

يحيى رسول: بجانب الشرطة الإتحادية ولم يتضرر الحشد الشعبي، الخزن وإرتفاع درجات الحرارة هي التي اثرت على هذا الإحتكاك ومن ثم حصل الإنفجارات والحمدلله تمت السيطرة عليها بشكل تام من قبل فرق الإطفاء والقوات الأمنية الموجودة هناك.

قناة العالم: ماذا عن معسكر سبايكر؟

يحيى رسول: هي بنفس الطريقة وهو موضوع الخزن، لنكون واقعيين كما تعلمون بموضوع الخزن يجب ان تكون درجات الحرارة لبعض الأسلحة والعتاد خاصة بها لذلك نركز على ان تكون طرق الخزن فنية ودقيقة.

قناة العالم: لكن بعض شهود العيان يقولون بأن مروحيات أمريكية حلقت في أجواء المنطقة آنذاك وشوهدت مسيرات كذلك؟

يحيى رسول: لم یثبت هذا الكلام الى الآن لأن هناك لجان تحقيقية تحققت بالموضوع يعني عندما ينفجر كدس العتاد لا نتوقف عند انها انفجرت وانتهى الموضوع، هناك لجان وتحقيق للوصول الى كيفية حدوث هذا الإنفجار وتفجيرات وايضا هذه اللجان مختصة، فعندما يكون هناك انفجار عبر قصف او طائرة مسيرة على سبيل المثال، انفجار وطريقة الإنفجار تختلف عن الإنفجار الذي يحدث بإحتكاك وارتفاع درجات الحرارة وهذا الأمر ليس بجديد، في كثير من الدول تحدث سوء الخزن او احتكاك معين مثل تماس كهربائي او اي شيء آخر.

قناة العالم: لكن كثير من النواب والقيادات وقيادات بالحشد الشعبي تعتقد بأن المؤشرات كلها تدل على انه كان استهداف خاصة أن هذه المعسكرات منها معسكر صقر تم استهدافها العام الماضي من قبل أمريكا؟

يحيى رسول: الى هذه اللحظة التحقيقات مستمرة، ولنعطي فرصة لهذه اللجان لتصل الى النتيجة.

قناة العالم: هناك لجان تحقيقية؟

يحيى رسول:اكيد هناك لجان تحقق وهي لجان فنية كذلك وليس مجرد تحقيق، فهناك خبراء في مجال الهندسة والأسلحة والعتاد وهذا مهم جدا، عندما يكون لك لجان فنية من اختصاصيين يستطيعون يأتون بنتائج حقيقية بعد انتهاء اعمال اللجان التي تتواجد في موقع الحادث.

قناة العالم: شهدنا في الآونة الأخيرة انسحابات للقوات الأمريكية والأجنبية من بعض المواقع التي كانت تشغلها في العراق آخرها كان معسكر بسماية وهو السابع من قبل القواعد التي تم اخلائها من قبل القوات الأجنية، ما هو البرنامج لتخلية هذه القواعد والانسحابات ومتى تنتهي ؟ كيف ستكون الصورة النهائية لهذه الإنسحابات؟

يحيى رسول:من ضمن التفاهمات التي وقعت مع قوات التحالف هو موضوع تقليل تواجد قوات التحالف، نحن قلناها سابقاً ونرجع نقول للمرة الثانية، حتى في معارك التحرير عندما خاضتها قطعاتنا المشتركة العراقية وتقديم دماء وتضحيات كثيرة سواء من قبل الجيش والحشد الشعبي والداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب وفرقة الرد السريع وحتى أبناء العشائر وكل الأجهزة، اعطينا دماء وحررنا الأراضي العراقية، لم ننحتاج الى اي جندي اجنبي ليقاتل الى جنبنا ولا نحتاج الآن ايضا الى جندي أجنبي ليقاتل الى جنبنا لمحاربة باقي عصابات داعش الإرهابية، نحن لدينا القدرة، قطعاتنا لديها القدرة، اليوم نحن مستمرون ببناء قدراتنا سواء الجوية والبرية والبحرية وكل القدرات، ممكن يكون هناك تنسيق بيننا وبين حلف الناتو وبعض الدول في موضوع التدريب لأن كل الدول العالم لديها تفاهمات ومذكرات تدريب وتفاهم مع عديد من البلدان سواء بلدان صديقة او جوار او بلدان بمناطق آخرى، مهم جدا ان تثب القوات المسلحة ومؤسساتها التدريبية قوتها بأحدث وسائل التدريب والتجهيز والتسليح وأعتقد بأن هذا العمل مهم بالنسبة للقوات العراقية والقوات المسلحة العراقية بإستكمال بناء قدراتها بشكل تام. لهذا هذه الإنسحابات مستمرة ومتتالية لكن ننتظر ان شاءالله الى أن نقول النتيجة النهائية لترك هذه المعسكرات وتسليمها للقوات العراقية، ممكن ان نحتاج الى حلف الناتو في موضوع التدريب والتسليح والتجهيز وهذا الأمر مهم جدا لقواتنا لبناء قدراتها العسكرية في وقت الحالي والمستقبل.

قناة العالم: ما هي الخطوة التالية ؟ هناك حديث عن انسحاب من معسكر التاجي؟

يحيى رسول: اكيد هناك خطوات آخرى بعد الإنسحاب من معسكر بسماية للقوات الإسبانية ضمن قوات التحالف حيث كانت هذه البعثة مختصة بتدريب القوات العراقية حيث تدربت اكثر من 50 الف من هذه القوات سواء بالجيش والشرطة وشرطة الإتحادية وحقيقة كان دورها جيدا بموضوع التدريب، كما تعلمون في معارك تحرير الأراضي العراقية كنا نحتاج الى قطعات متدربة، بالبداية لم تكن قواتنا متدربة على حرب الشوارع لهذا كنت اشاهد شخصيا وزرت معسكر بسماية وعدة معسكرات استطعنا خلال فترة اثناء معارك ان ندرب الوية كاملة وبعد التدريب يتم تجهيزه بكافة معدات وآليات والأسلحة.

قناة العالم: الآن انتهت هذه المعارك واثبتت القوات العراقية من الجيش والحشد وشرطة الإتحادية جدارتها في دفع هذا الهجوم الداعشي، للعراق تاريخ طويل في الدفاع، هل هناك فعلاً حاجة لوجود هذه القوات؟

يحيى رسول: انا ذكرت سابقا بأننا لا نحتاج لأي جندي ليقاتل الى جانبنا، في معركة التحرير رغم أن التحاف الدولي قدم لنا إسناد جوي جيد وكان إسناد واسع واستهدف عديد من قدرات عصابات داعش خلال معارك التحرير لذلك انا اعتقد موضوع تبادل الخبرات، الإستشارة والتدريب والتسليح مهم جدا لتستكمل قدرات القوات المسلحة العراقية.

قناة العالم: هل هذه الإنسحابات هي إعادة تموضع ام انسحاب نهائي وهناك بعض الحديث تقول بأن هذه القوات ستنسحب في الختام الى قاعدة عين الأسد وقاعدة في شمال العراق، كيف ستكون الصورة النهائية؟

يحيى رسول: نحن الآن ننتظر استكمال هذه الإنسحابات

قناة العالم: كم خطوة باقية لتستكمل؟

يحيى رسول:ان شاءالله في المرحلة القادمة هناك بعض القواعد من ضمنها التاجي ومن بعدها سنلاحظ كيف سيكون الوضع بترتيب الأمور بين قوات التحالف وقيادة العمليات المشتركة بخصوص هذا الموضوع.

قناة العالم: متى سيتم الإنسحاب من التاجي؟

يحيى رسول: سنعلن عن ذلك ان شاءالله بعد ان تستكمل كل الإجراءات.

قناة العالم: يعني أسابيع او أيام؟

يحيى رسول: ممكن، حسب التنسيق بين التحالف الدولي وقيادة العمليات المشتركة وهو في نهاية حتى هذه القطعات الموجودة والمستشارين لتقديم التدريب والتجهيز والتدريب ما بيننا وبين قوات التحالف الدولي، هم فقط مستشارين وليسوا مقاتلين على الأرض ونحن لا نحتاج اي مقاتل اجنبي على الأرض حتى الأن رغم وجود بقايا للعصابات الداعشية الإرهابية في مناطق الصحراء او سلسلة جبلية او ببعض مناطق الآخرى، رغم كل ذلك قطعاتنا البطلة تحققت ضربات موجعة لهذه العصابات، لكن لم يزول خطر الإرهاب والدليل على ذلك بأن هذا التنظيم لا يزال لديه القدرة على إستهداف القطعات العسكرية سواء بنيران مباشرة او غير مباشرة لكن لا يملك القدرة على المواجهة.

قناة العالم: في المقابل هناك قرار للبرلمان العراقي يلزم الحكومة بإنهاء الوجود الأمريكي الأجنبي على الأراضي العراقية، وحسب قولكم هناك حاجة للإستشارات وغير ذلك لكن هناك قرار ملزم من قبل البرلمان، يجب ان ينتهي الوجود الأمريكي الأجنبي على الأراضي العراقية، كيف تتعامل الحكومة العراقية مع هذا الأمر؟

يحيي رسول:التحالف الدولي جاء بقرار الحكومة وبموافقة البرلمان وعندما يراد ان يخرج التحالف من المؤكد بأن يجب ان يتم من خلال البرلمان العراقية، نحن نحترم كل قرارات البرلمان العراقي والذي هو ممثل الشعب، هذا الحديث حقيقة يبقى بعد ان يصوت على انسحاب قوات التحالف من العراق ، اكيد الحكومة لديها خطط آخرى في موضوع التعاون مع حلف الناتو او دول إقليمية او دول الجوار، هذا الموضوع بناء واستكمال القدرات القوات المسلحة العراقية، مهم جدا ان تكون لدينا قدرات عسكرية متكاملة، لا نريد ان نقع في نفس الخطأ الذي حدث اثناء سقوط مدن عديدة ووصول الإرهاب الى حدود مدينة بغداد.

قناة العالم: الشعب العراقي بشكل عام والقوات المسلحة برمتها يعتقد بأن هذه القوات الأجنبية لم تساعد العراق عندما غزى داعش العراق من الشمال والغرب واحتل مناطق شاسعة، هذه القوات لم تساعد وقتها أمريكا والتحالف الدولي لم يساعد العراق، فيما قامت قوات الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية صدت هذا الهجوم الداعشي، وتأخرت القوات الاجنبية آنذاك ولم تثبت جدارتها في التعاون مع التهديد الذي حدث في تلك الأيام؟

يحيى رسول: عندما تتعرض اي دولة للخطر، الذي يدافع عن الدولة هو الجيش والأجهزة الآخرى بشكل عام لكن في العراق ما حصل هو تلاحم كل أطياف الشعب العراقي وكل الأجهزة الموجودة من الجيش وشرطة الإتحادية والرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب، وبهذا التلاحم ومن خلال التنسيق وتوزيع الأدوار ورغم كل المأسي التي مرت علينا، استطعنا ان نحرر هذه المحافظات التي سقطت.

قناة العالم: القوات الأجنبية والأمريكية لم تفي بوعدها؟

يحيى رسول: في البداية الوضع كان مربك بشكل كبير جدا، حدود الإرهاب وصلت الى العاصمة بغداد حيث كان يبعد اقل من 50 كلم من العاصمة وكانت بغداد مهددة بالسقوط وحقيقة لا يمكن ان ننسى فتوى الإمام السيد علي السيستاني دام ظله بجهاد الكفائي وابناء الشعب العراقي حملوا السلاح وقاتلوا مع القوات الأمنية وهناك إنهيارات حدثت في صفوف القوات المسلحة من بينها الجيش وقطعات الوزارة الداخلية، بعد ما شكلت قيادة لعمليات المشتركة وبدأت كل هذه القطعات بالتنسيق وإشراف هذه القيادة بدأنا بعمليات التحرير من ثم حدث أنه بموافقة الحكومة جاء التحالف الدولي حيث قدم إسناد لقطعاتنا لكن نحن لا ننسى كل الذين وقف الى جانبنا، كل الدول من ضمنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بداية دخول داعش ووصوله الى اطراف مدينة بغداد كما وقفت عدة دول الى جانبنا لكن من حقق النصر هو الشعب العراقي بكل أطيافه وفي نفس الوقت الممثلة بالقوات المسلحة العراقية لتشمل الدفاع والداخلية والحشد الشعبي والعشائري وجهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الإتحادية وفرقة الرد السريع، انا كنت موجود في كل معارك التحرير وشاهدت بعيني حقيقة مدى التلاحم والبطولة والفداء من قبل القوات المسلحة العراقية بكل المحافظات، هناك تسابق هناك روح معنوية كبيرة لإستئصال هذا السرطان من ارض العراق واستطعنا خلال 3 سنوات تحرير كل الأراضي العراقية وفي بعض المعارك التحرير خاصة في معركة موصل سافرت الى الولايات المتحدة الأمريكية حيث ذهبنا بوفد ولازلنا نفتخر بأننا حققنا النصر على هذا التنظيم رغم صعوبة المعارك التي خاضتها قطعاتنا بمناطق مدنية حيث يتواجد المدنيين هناك وعناصر داعش مختبئ مع المدنيين ويستخدمهم دروع بشرية لكن استطعنا ان نحقق النصر الإنساني قبل ان نحقق النصر العسكري لأننا كنا نؤكد على الإنسان والدفاع عن الإنسان وحققنا ذلك، انا اتذكر بأن بأحد مراكز البحوث في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا يتوقعون لتحرير هذه المدن يحتاج العراق من 8 الى 13 سنة او اكثر وتفاجئوا كيف استطعنا ان نحقق ذلك، سألوا منا ماذا عملتم انتم؟ نحن عطينا للعالم رسالة قوية أنه العراق ممكن ان يمرض لكنه لا يموت لأن فيه شعب حي وفيه رجال شجعان وفيه قوات مسلحة قادرة على حماية الأرض وسيادة العراق.