جون بولتون.. تفكك العراق يخدم المصالح الاميركية

جون بولتون.. تفكك العراق يخدم المصالح الاميركية
الخميس ٠٦ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٧:٢٦ بتوقيت غرينتش

صرح المستشار السابق للأمن القومي الأميركي جون بولتون، في لقاء تلفزيوني، ان تفكك الدولة العراقية يخدم المصالح الاميركية وعلى الاكراد، إلى انتظار إجراء الانتخابات الأميركية.

العالم - الامريكيتان

وأجرت القناة التلفزيونية الكردية رووداو حواراً للمرة الأولى مع جون بولتون المستشار السابق للأمن القومي الأميركي وأهم الشخصيات في أميركا قبل أن تسوء علاقاته بدونالد ترامب، قام بتأليف كتاب يكشف فيه أسرار البيت الأبيض.

ورد بولتون على سؤال بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاة الاكراد في العراق قال: "إن أميركا ليس لديها سياسة فاعلة بخصوص الكرد. عندما تراجع التاريخ تجد أنه توفر للكرد فرص لاتخاذ خطوات كبيرة باتجاه إقامة دولة، وكانت هناك مرات تم فيها إيقاف وعرقلة تلك الخطوات لجرها إلى الوراء. منذ فترة طويلة، أصبحت مقتنعاً بأن تفكك العراق شيء نافع. على أميركا على الأقل أن تعترف بدولة كردية في هذا الجزء من كردستان الذي يقع ضمن إطار العراق. لكن المسألة أصعب فيما يتعلق بالكرد في الدول الأخرى بالمنطقة. أنا أرى أن هذا أمر يجب على أميركا أن تتعامل معه بصورة استراتيجية. لأنه يمكن أن تكون نتيجته مهمة جداً وإيجابية" حسب تعبيره.

واضاف بولتون أن ترامب لم يساند استفتاء كردستان العراق 2017 لانه كان متأثراً جداً بوزارة الخارجية الأميركية والأشخاص الذين لم يؤيدوا قط الاستفتاء. كما أن هؤلاء لا يؤيدون تقسيم العراق. جرت حينها نقاشات كثيرة حول كون الاستفتاء سيزيد من قوة الأوراق التي في يد المناهضين لانفصال الكرد.

وتابع ان "الإدارة الأميركية عموماً، وضمنها الكونغرس الأميركي على أساس الإجماع، متعاطفون بنسبة كبيرة مع الكرد. لكن هذا الشعور ليس منظماً تنظيماً جيداً. مازال هناك شعور بأمل قوي عند البعض في أن لا ينقسم العراق. ولا توجد طريقة فعالة تضمن أن يظهر في العراق مرة أخرى حكومة كتلك التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى وانتهت مع سقوط صدام حسين. أنا أرى أن الأمل في ظهور هكذا حكومة ليس واقعياً، وأعتقد أن سبب هذا هو أن هؤلاء لا يدركون أهمية انفصال الأمر الواقع الكردي في شمال العراق على مدى أكثر من خمس وعشرين سنة" حسب زعمه.

واشار الى ان ترامب اخطأ في تصريحه ان البيشمركة لاذوا بالفرار من امام داعش لولا طائرات F16. مؤكدا أن الكل يستطيع القتال بصورة أفضل بوجود F16 . لكن تم تزويد ترامب بتحليلات خاطئة عن دور الكرد في العراق وسوريا في محاربة داعش وربما سمعه من اردوغان او غيره لكن ذلك كان من الأمور التي دخلت رأس ترامب، الذي إن اقتنع بشيء يصعب إقناعه بخلافه.

وعن سبب احترام ترامب للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قال بولتون: "لا اعرف سبب هذا الاحترام ولا أعتقد أن لهذا علاقة باستثمارات ترامب في تركيا أو بشيء من هذا القبيل. أعتقد أن عمل ترامب هذا شبيه بعلاقاته مع فلاديمير بوتين، وشي جي بينك، وكيم جونك أون، والزعماء الشموليين الآخرين. تفسير هذا صعب جداً. حتى أن ترامب نفسه قال إنه لا يجد لهذا تفسيراً، لكن المؤكد أن هذا يشكل خطراً كبيراً على أميركا وحلفائها، وتثبته الأحداث التي شهدنا تكرارها مرات في شمال شرق سوريا".

واضاف جون بولتن: أرى أن من المهم جداً أن يحافظ الكورد على علاقاتهم مع وزارة الخارجية الأميركية ومع الكونغرس والبنتاغون. مضيفا: لا أعتقد بأن يكون هناك خطر على الكورد في الأيام المائة القادمات. حيث لا أعتقد بأن أميركا ستقدم على أي تغيير ذي شأن قبل الانتخابات. في هذه النقطة، لا يريد ترمب الإقدام على أي عمل يسبب له مشكلة في يوم الانتخابات. أنا أرى بأن عليكم أن تستعدوا لما بعد الانتخابات الأميركية. سواء أفاز فيها جو بايدن أم ترمب. في كانون الثاني سيباشر الرئيس الجديد مهامه. بعد ذلك ستزيد احتمالات حدوث تغيير في السياسة الأميركية سواء نحو الأفضل أو نحو الأسوأ. استمروا في التشاور مع الدول الأوروبية، للكورد أصدقاء جيدون جداً في أوروبا. ابذلوا جهوداً سياسية ودبلوماسية مكثفة للَفْت الأنظار إلى أهمية هذه المنطقة، التي هي مهمة جداً بشكل خاص بالنسبة إلى أميركا.

وبشأن احتمال فشل ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة في امريكا، قال جون بولتن: لا أعرف الجواب على هذا السؤال، والوقت مبكر لأجزم بخسارة ترمب. الديمقراطيون خسروا انتخابات 2016 أمام ترمب، لكني لا أقول إن ترمب هو الذي فاز، بل أعتقد أن هيلاري كلينتون أدارت حملة انتخابية فاشلة. مازال هناك مائة يوم قبل أن تجري الانتخابات الأميركية، وهذه مدة طويلة بالنسبة إلى السياسة الأميركية. كتابي عن أداء ترمب كرئيس كان له الكثير من القراء. يستطيع الناس أن يقرأوه ويستنتجوا منه بأنفسهم.