من طهران..

"كورونا" وتوقعات إيران حول اللقاح ومستقبل الفايروس

الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

ضيفنا لهذه الحلقة من برنامج "من طهران" رئيس اللجنة العلمية في المقر الوطني الايراني لمكافحة فايروس كورونا الدكتور "مصطفى قانعي"، للحديث عن المرحلة التي وصل اليها الفايروس في ايران والتوقعات المستقبلية له وحجم الطفرة الجينية التي وصل اليها بالنظر الى اعداد المصابين به في العالم يوميا، إضافة للحديث عن المرحلة التي وصلت اليها ايران في البحث العلمي المتعلق باكتشاف اللقاح الخاص به.

العالم _ برامج

اليكم فيما يلي نص اللقاء كاملا:

س- الى ماذا تستند التخمينات المتعلقة بأعداد الايرانيين المصابين بكورونا وماذا عن مستقبلهم؟

ج- للإجابة الدقیقة علی هذا السؤال یجب أن نکون علی علم ومعرفة بالإختبار الذي قاموا به للتعرّف علی هذا المرض. یوجد إختباران حالیان للتعرّف علی المرض الآنف الذکر. الإختبار الأوّل یسمّی "بي سي آر" أو "تفاعل البولیمیر المتسلسل"، وهو اسلوب جزیئي، حیث یتمّ أخذ عیّنة من حلق المریض ومن ثمّ یتمّ التأکید من وجود فیروس یسمّی "کورونا" في حلق المریض. حینما ندرس حالات الأفراد من خلال هذا الإختبار، فأنّ الإحصائیات هي نفسها التي تعلنها وزارة الصحّة بصفة یومیة، أي أنّ هناك ألفي حالة تمّ التأکّد منها مثلاً. یحدث هذا من خلال إختبار "بي سي آر" أو کما عرّفناه بإسم "تفاعل البولیمیر المتسلسل".

ولکن نحن نواجه بعض الأفراد الذین یصابون بالمرض من دون أن یعلموا بحالتهم، ولایشتکون من أيّ شئ، کما أنّهم یفتقدون أيّ أعراض لهذا لایراجعون أيّ طبیب ویستمرون في حیاتهم المعتادة ونتیجة لکلّ هذا لایمکننا تحدید حالات هؤلاء الأفراد عن طریق إختبار "بي سي آر"، لماذا؟ السبب الرئیس لأنّهم لایذهبون للطبیب علی الإطلاق، ومن أجل أن نعرف کمّیة الفیروسات التي دخلت أجسامهم حقیقة، لدینا إختبار ثان یُسمّی "إلایزا". هذا الإختبار لا یقول لنا أنّ الفرد مریض، بل یؤکّد لنا أنّ الفیروس قد دخل جسم هذا الفرد طوال الأشهر الستّة وقد دافع جسمه أمام الفیروس، وما یمکنه من إظهاره هو أنّ هذا الفرد قد واجه الفیروس مرّة واحدة فقط. أکثر من تسعین بالمائة من الأفراد یتعرّضون لهذا الفیروس، إلا أنّ أجسامهم تقوم بعملیة الدفاع بینما هم لایعرفون أنّهم مصابون بالفیروس ویمضون حیاتهم من دون مشاکل. ومن أجل أن نحیط علماً بعدد الأفراد الذین تعرّضوا للفیروس في المجتمع، نقوم بإجراء إختبار "إلایزا" ، أو إختبار مصل الدم. ما أشار إلیه السیّد الدکتور روحاني رئیس الجمهوریة المحترم کان نتیجة لدراسة إختبار مصل الدم. مافائدة هذا الإختبار؟ فاعلیة هذا الإختبار في البلاد علی النحو التالي. یُقال إذا کانت النسبة أقل من أربعین بالمائة یجب علی الجمیع الإستمرار في إرتداء الکمّامات ویجب علیهم الحفاظ علی التباعد الإجتماعي کما یجب إغلاق مراکز التجمّع. ولو وصلت النسبة إلی ستّین بالمائة، ینتفي أيّ مبرّر علمي لإغلاق مکان ما أو تطبیق بعض القیود أو المحدودیات. علی هذا الأساس، فأنّ القرارات التي تُتّخذ في اللجنة الوطنیة للکورونا والمتعلقة بعدم إستخدام الأفراد للحافلات العامّة أو قطارات الأنفاق وأن تکون محدودیة دخول وسط المدینةفي متناول الجمیع ولاتکون هناك قیود علی دخول السیّارات في المنطقة التي هي ضمن خطّة المرور، تؤخذ وفقاً لهذه الأعداد، أي بمعنی أنّ القیود والمحدودیات تکون موجودة طالما أنّ نسبة المصابین بالفیروس من أفراد الشعب تکون أدنی من ستّین بالمائة. حالیاً فأنّ المعدّل في البلاد یبلغ مابین عشرین إلی خمسة وعشرین بالمائة. وهکذا، یجب أن تکون القیود والمحدودیات مستمرّة في البلاد. ولکن أيّ مدینة، لنأخذ مدینة رشت علی سبیل المثال، أو مدینة قم المقدّسة، هنا تبلغ النسبة أعلی من أربعین بالمائة، فلو حدث وأن توسّع إنتشار هذا الفیروس في المدینتین أو غیرهما، تنتفي الحاجة لتطبیق القیود أو المحدودیات. علی هذا الأساس، فأنّ أساس قسم من حدیث السیّد رئیس الجمهوریة کان یختصّ بإختبار مصل الدم. ولکن ما یُبثّ یومیاً في التلفاز ویُعلن لا علاقة له بإختبار مصل الدم، بل إختبار "بي سي آر" أو "تفاعل البولیمیر المتسلسل" والأسلوب الجزیئي.

س- ماذا عم مستقبل كورونا في ايران؟

ج- علی أیّة حال، فقد کان المنحنی أمامنا یأخذ وتیرة تنازلیة، ولاحقاً أظهر أنّه یأخذ وتیرة تصاعدیة. لهذا، فقد کنّا نظن أنّه ستکون لدینا موجة ثانیة في المستقبل، إلا أنّ الأدلة أظهرت أنّ الموجة لأولی لم تنحسر بعد، علی عکس قارّة أوروبا التي شهدت دولها الموجة الأولی ومن ثمّ إنحسار ولکن بعد إلغاء القیود والمحدودیات بدأ الفیروس بالإنتشار مجدّداً. لهذا، نعتقد أنّ ما کان یُتوقّع من أنّ یکون فصل الخریف سیّئاً، لن یکون الأمر هکذا. ما کنّا نفکّر فیه من أنّنا سنشهد موجة ثانیة بالتزامن مع الموجة الأولی خلال فصل الصیف، أعتقد أنّنا قد تحملنا الثقل الأکبر من المصاعب. کلّ هذا حدث بینما المدارس في البلاد مغلقة، ومن المحتمل أن تسوء ظروفنا في المستقبل علی عکس توقّعاتنا، ولکن لیس إلی حدّ بعید.

س- ما سبب ارتفاع أعداد الوفيات في ايران وهل اصبح الفايروس اشد فتكا من السابق؟

ج- حینما نتحدّث عن عدد الموتی، نضعهم في البسط، بینما نضع عدد المصابین في المقام. وحینما نقوم بعملیة قسمة العددین ببعضهما البعض، یتّضح لنا ما إذا کانت الأعداد لدینا في تصاعد أم لا! بمعنی آخر هل عدد الأموات زاد عن السابق، وهل أنّ وتیرة القیمة المطلقة للموت ازدادت، بمعنی آخر هل أعداد الموتی في إزدیاد أم لا! أمّا حینما نقوم بالقسمة علی عدد المصابین والموجود في المقام، نجد أنّ النسبة المئویة لم تزداد، أي أنّ حالات الوفاة لفیروس کورونا الحالي لاتزید عن نظیرتها من فیروس کورونا السابق. آنذاك کان المقام صغیراً، کما أنّ البسط کان أصغر، أمّا الیوم فقد أصبح المقام أکبر أمّا البسط فلم یکبر. هکذا حینما أقول من أنّنا لانزال في الموجة الأولی من فیروس کورونا، فقد ازدادت وتیرة الإنتقال بسبب قرار إعادة الفتح، قمنا بالسماح للأفراد برکوب الحافلات وقطارات الأنفاق وفتحنا المجمّعات التجاریة، لهذا السبب إزدادت وتیرة إنتقال الفیروس. هناك دراسة أُجریت في أوروبا أثبتت أنّ الفیروس إختلف في نقطة واحدة، ففي السابق کان یتشبث بأسفل الجهاز التنفسي، بینما الآن یترکّز في الحلق في الغالب. فنوع "دي" تحوّل إلی نوع "جي". وهذا هو السبب الذي أدّی إلی إنتشار الفیروس بعدّة أضعاف، إلا أنّ الموت بسبب الفیروس لا یزید. من أین یظهر هذا؟ لو قمنا خلال شهر شهریور من التقویم الهجري الشمسي، أي في أواخر آب/ أغسطس وأیلول/ سبتمبر، بالقیام بإختبار مصل الدم مرّة أخری، ولیس إختبار "بي سي آر" أو الجزیئي، سنجد أنّ أفراداً کثیرین قد أُصیبوت بالفیروس، أي أنّ العدد قد ازداد، وهناك سیتضّح لنا کم هي نسبة الوفیات لدینا. وبالتالي فأنّ عدد الوفیات یعود إلی زیادة في عدد المصابین، وهذه الظاهرة تعود إلی سببین، الأوّل فتح المجال للمهن والحرف والتجارة ونتیجة لهذا العمل زادت التجمّعات البشریة وازدادت وتیرة العدوی، أمّا الثاني فیعود إلی زیادة في قدرة الفیروس علی الإنتقال.

س- عدد الاصابات المعلن عنها في ايران عبر وزارة الصحة هو اكبر من الذي يتم الاعلان عنه في دول الجوار ،لماذا برأيكم؟

ج- بإمکاني ربط إجابة هذا السؤال بمدی إمکانیة وصول الدول الأخری إلی الإختبارات والفحوص، هذا أوّلاً. أمّا ثانیاً، اولئك الذین یمرضون کم لدیهم تغطیة مجّانیة کي یتقدّموا لإجراء الإختبار؟ أمّا النقطة التالیة فتتمثّل في نسبة المرضی الذین تثبت حالاتهم مقارنة ببلدنا؟ نحن لدینا نظام الشبکة في ایران، کما لدینا مراکز تعمل لمدّة ستّ عشرة ساعة، فحینما یدخل الأفراد تلك الأماکن فانّهم یحصلون علی الخدمات المطلوبة من قبلهم مجاناً. نحن صنعنا في الداخل عدّة فیروس کورونا الخاصّة بإختبار التشخیص، في حین أنّ الحمولة الأولی التي وصلتنا من منظمة الصحّظ العالمیة کانت تضمّ مائة ألف عدّة فحسب! لهذا لم یکن بمقدورنا إجراء الإختبارات علی جمیع الأفراد بواسطة الکمّیة المشار إلیها. کما أنّنا لم نکن نعرف آنذاك کیفیة إجراء الإختبارات في جمیع المدن والسبب أنّنا لم نقم بذلك من قبل، ونتیجة لهذا الأمر لم یکن بمقدورنا أن نؤکّد ما إذا کان بعض الأفراد یحملون الفیروس أم لا! أمّا الیوم فأنّ قدرتنا علی إجراء الإختبارات التشخیصیة زادت کثیراً، لماذا؟لأنّنا قمنا بإنتاج الأدوات والمعدّات الخاصّة بإختبارات فیروس کورونا بأنفسنا ومن ثمّ قمنا بتوزیعها مجاناً للجمیع. ولهذا السبب إزدادت مراجعة أفراد الشعب کثیراً ، تجد أحدهم یشکو من إرتفاع طفیف في حرارة جسمه أو سعال خفیف أو إضطراب خفیف في حاسّة الشمّ لدیه أو المذاق یذهب فوراً إلی أحد المراکز الطبّیة کي یحصل علی الخدمة، في حال أنّنا خلال شهري آذار/ مارس و نیسان / أبریل لم نکن قادرین علی تقدیم هذه الخدمة الطبّیة للأفراد. إذاً کانت هناك مشکلة مردّها إلی معدّل تقدیم الخدمات للمراجعین. ولهذا، إذا کانت الدول المحیطة بنا تقدّم مثل هذه الخدمات لمرضاها، آنذاك یصبح بإمکاننا مقارنة بلدنا بهذه الدول. لو وجدتم دولة من دول الجوار نظامها یشبه النظام الموجود في ایران، ولدیها نظام الشبکة ونظام 40-30 الذي یسمح لکلّ فرد بالإتّصال هاتفیاً من منزله ، آنذاك علی هذه الدول المجاورة أن تأتي وتقارن أنظمتها بنظامنا.

س- كيف يمكن النظر الى كورونا من حيث الطفرة الجينية؟

ج- نحن لم نقم بطفرة جینیة في بدایة عملنا، بدأنا بدراسات سوف تظهر نتائجها خلال شهر من الآن. ولکن ما نستند علیه هو مجموع الأعمال التي قامت بتنفیذها منظمة الصحّة العالمیة وکذلك في قارّة أوروبا إلی جانب العیّنات التي نقوم بإرسالها والمستوحاة من الدراسات العالمیة. ما نقوم بالحکم علیه حالیاً یعود إلی الأدلة الطبّیة التي تبیّن لنا کیف أنّ نسبة وتیرة العدوی من فرد لآخر إزدادت کثیراً. یمکن رؤیة هذه الظاهرة في أسرة أو مدینة، ولکن بأيّ صورة؟ نری حالیاً أنّ عدد الذین أُصیبوا بالفیروس یمثّل هذا الرقم مثلاً، ولکن في الغد نری أنّ العدد قد إزداد! من هذه الوتیرة نستخلص إلی أيّ حدّ إزداد إنتقال المرض. حسناً، کانت لدینا خبرة الأنفلونرا في الماضي، إلی جانب خبرة الفیروسات الأخری، لهذا بإمکاننا إجراء مقارنة. لکن ما أودّ قوله هنا هو أنّ دراساتنا في ایران سوف تثمر بعد شهر من الآن، أمّا فیما یخصّ ما یُذکر حالیاً ویُطرح علی الشعب، فهو یستند علی الأعمال والأنشطة الدولیة التي تنفّذ في الوقت الراهن.

س- منظمة الصحة العالمية تحدثت عن تبعات كورونا قد تبقى لعقود من الزمن ،كيف سيكون ذلك؟

ج- حینما نتحدث عن مرض ما، ونتداول الموضوع مع الأطباء، ونقول عندما یتلاشی مرض ما نخبر الناس أنّکم ارتحتم من عناءه هیّا اذهبوا إلی أعمالکم، لیست هناك مشکلة، فقط لقاح مؤثّر یمکنه القیام بهذه المهمّة. وعلی هذا فأنّه من الخطأ أن ننقل للآخرین بأنّ المرض سوف ینتهي خلال شهر أیلول/ سبتمبر، علی الرغم من أنّ هذا المفهوم کان متصوّراً إلا أنّه کان خطأ. من وجهة نظر طبّیة، یجب إعلام الناس أنّ هذا الفیروس موجود شأنه شأن الأنفلونزا والأمراض الفیروسیة الأخری، أي أنّ إستمراریته ستبقی لسنوات. أمّا فیما یخصّ آثار فیروس کورونا علی الإقتصاد والعلاقات الإجتماعیة وحالات الحمل والعمل والمشکلات النفسیة بسبب بقاء الأفراد في منازلهم لربّما تبیّن لنا أبحاثنا بعد مرور سنوات مقدار الضرر النفسي الذي لحق بهم بسبب مطالبتنا إیّاهم البقاء خلف أبواب موصدة وآثار هذا الضرر. کلّ ماسبق طرحه لا یتّضح في الدراسات ومن السابق لأوانه الحکم علی هذا الموضوع، ولکن بعد سنوات بإمکاننا دراسة کمّیة الإشعاع التي منحناها للأفراد والآثار المترتبة علیها، الجمیع ذهب وأجری الأشعة المقطعیة، أو سي تي اسکن، عندما قلنا للناس أنّ هذا المرض یسبّب الإضطراب بنسبة تبلغ عشرین بالمائة ولکن بعد أن تلاشی فیروس کورونا قسنا مقدار إضطراب الناس، کم کانت النسبة؟ هذه الآثار لایمکن التطرّق إلیها في الوقت الراهن، یجب البحث عنها والإنطلاق العام المقبل ومن ثمّ نبدأ بالقول ماهي الآثار التي وُجدت.

س- كيف استطعتم تجاوز مرحلة الحظر الاميركي الذي أعاق التقدم الطبي والصحي في ايران؟

ج- لو أردتُ الإجابة في جملة واحدة، بإمکاني القول أنّ الشرکات المعرفیة في ایران التي یعود تاریخها إلی سبع أو ثمان سنوات، والتي وصل عددها إلی أکثر من ألفین وخمسمائة شرکة، ساعدتنا کثیراً في هذا المجال. ولو أردتُ المقارنة، فمنذ وصول فیروس کورونا الی ایران خلال شهري آذار/ مارس و نیسان/ أبریل الماضیین، وإلی حین نجاحنا في تقدیم الإختبار الجزیئي، لم یستغرق الأمر أکثر من شهر إلی شهرین فقط. وإن دلّ هذا الأمر علی شئ فإنّما یدلّ علی وجود قدرات سابقة في البلاد، لایمکن خلقها فجأة. نحن الذین إستدعینا هذه الشرکات وساندناها إلی أن نجحت في إنتاج الأدوات وأطقم المعدّات الخاصّة بالإختبارات. النقطة الثانیة، أنتم شاهدتم کیف أنّ بعض الدول ومن أجل منع إنتقال الکمامات من منها إلی دول أخری وضعت قوّات أمنیة تحرسها! أمّا نحن فقد أعلنا إمکانیة تصدیر الکمّامات إلی الخارج. نحن نجحنا في توفیر مانحتاجه في فترة زمنیة تقلّ عن ثلاثة أشهر بالتعاون مع الشرکات المعرفیة. أنتم شاهدتم في أمریکا ودول أخری کیف کانت تتمّ سرقة أجهزة التنفس الإصطناعي بین الدول، أمّا نحن فقد حصلنا علی أعداد کافیة بواسطة شرکتین من الشرکات المعرفیة. وهکذا، وفي مدّة زمنیة أقلّ من ستّة أشهر، وببرکة وجود الشرکات القائمة علی المعرفة والعلم، نجحنا في أن نصل إلی مستوی في إنتاج اللقاحات والأدویة وأجهزة التنفّس الإصطناعي والکمّامات مکّننا من أن نجعل الحظر الإقتصادي الأمریکي غیر فعّال، بالرغم من أنّ الحظر ظالم جدّاً لم تسمح لنا أمریکا من شراء الأدویة من بعض الدول وبالطبع هذا تصرّف غیر إنساني. ولکن حسناً، هذا الإکتفاء الذاتي وقدراتنا وطاقاتنا في المجال المعرفي أدّت إلی ثبات أفراد الشعب وعدم تعرّضه إلی أيّ هزّة تحبط من معنویاته.

س- متى سنرى نهاية لكورونا برأيكم؟

ج- علمیاً عليّ أن أقول أنّه لن تکون هناك نهایة لفیروس کورونا! ولکن مشاکله الإجتماعیة سوف تنخفض بوتیرة عالیة في نهایة العام. هنا بإمکاننا الإشارة إلی السنة المیلادیة وبعد ثلاثة أشهر من نهایة السنة المیلادیة أي في نهایة السنة الایرانیة، وذلك لعدّة أسباب، أحدها معدّل إنتشار الوباء بین الأفراد، ثانیاً اللقاح الذي سیکون متاحاً لربّما، ثالثاً سیطرتنا علی المرض بحیث یمکننا من تخفیض معدّل الوفیّات وعدد المعالجین في المستشفیات. کلّ ماسبق ذکره سیسبّب في عدم تصنیف الفیروس علی أنّه مشکلة إجتماعیة. لکنّه سیبقی کمرض إلی جانب الأمراض الأخری التي یتعرّض لها الأفراد في العالم.