العراق ولبنان.. نفس السيناريو ونفس الأدوات

العراق ولبنان.. نفس السيناريو ونفس الأدوات
الإثنين ١٠ أغسطس ٢٠٢٠ - ١٢:٢١ بتوقيت غرينتش

بات واضحا ان امريكا والكيان الاسرائيلي ومرتزقتهما من انظمة خليجية رجعية، واحزاب وتنظيمات تعيش على الدولار النفطي السعودي والخليجي في لبنان والعراق، انتقلوا الى تفجير الاوضاع من الداخل في العراق ولبنان ، عبر الحصار والتجويع واثارة الفتن الطائفية والمذهبية والقومية والمناطقية، والحرب النفسية، للتخلص من سلاح المقاومة المتمثلة بحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، بعد ان عجزوا عن تحقيق هذا الهدف عبر سيناريو الحروب واستخدم القوة العسكرية.

العالمكشكول

امريكا والكيان الاسرائيلي والسعودية وبعض الانظمة الخليجية الدائرة في الفلك الامريكي الاسرائيلي، هم اعداء الشعبين العراقي واللبناني، اما الاحزاب والتنظيمات والجماعات والشخصيات المتصهينة والمرتزقة، فهي الطابور الخامس لاعداء العراق ولبنان، الذين ينفذون اجندات الاعداء بأدق تفاصيلها، فيما تتولى الفضائيات والجيوش الالكترونية، مهمة تفجير الاوضاع في الداخل العراقي واللبناني، بهدف دفع البلدين الى اوتون الفتنة لحرف فوهة بندقية المقاومة عن الكيان الاسرائيلي والمصالح الامريكية غير الشرعية في البلدين.

من اهم الادوات التي استخدمتها امريكا والكيان الاسرائيلي والسعودية والرجعية العربية في تفجير الاوضاع في داخل العراق ولبنان، كان الاعلام المُشغل بالمال الخليجي، فكلنا يتذكر كيف قام هذا الاعلام بتغطية التظاهرات المطلبية التي شهدها العراق، فعمد على حرفها عن مسارها السلمي، عبر اتهام الحشد الشعبي، بالجرائم التي كانت ترتكبها عصابات جوكرية تابعة للسفارة الامريكية والممولة سعوديا وخليجيا، والعصابات البعثية الصدامية، بهدف حرفها عن مسارها السلمي صوب الشغب والتخريب والفتنة والاقتتال الداخلي.

فبركات وسائل الاعلام الامريكية والسعودية الخليجية، وكذلك الممارسات الاجرامية للعصابات الجوكرية والبعثية الصدامية، ادت الى استشهاد عدد كبير من مقاتلي الحشد الشعبي، بعد الهجوم على مقارهم واحراقها بذريعة اطلاقهم النار على المتظاهرين، بينما لم تتمكن ولاحتى وسيلة اعلامية ولا حتى الهواتف النقالة للمتظاهرين تسجيل حتى صورة واحدة تؤكد هذه الفرية ضد الحشد، الذي قدم عشرات الالاف من الشهداء للدفاع عن الشعب العراقي بمختلف انتماءاته الدينية والمذهبية والقومية.

اللافت ان نفس هذا السيناريو الخبيث يتكرر اليوم في لبنان، ففي الوقت الذي تناقلت مختلف وسائل الاعلام اللبنانية والعالمية استشهاد عنصر امن لبناني اثر رميه من قبل عصابات الشغب من فوهة مصعد، وكذلك اصابة نحو 100 من عناصر الامن بجروح مختلفة، نرى الفضائيات الخليجية، ومنها قناة "الجزيرة" القطرية تتجاهل كل هؤلاء، وتقوم بنشر صور وفيديو ادعت انها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمسلحين بلباس مدني يطلقون النار مباشرة على محتجين لبنانيين.

اللافت ايضا انه بمجرد النظر الى "الصور"!! و "الفيديو" لـ"المسلحين"!!، لا ترى الا صورة رجل واحد فقط يضع على راسه قبعة بيسبول داكنة ويوجه سلاحه الى جهة ما!!، وتم تصويره من زاويا مختلفة لتظهر وكانها لعدد من الاشخاص، تُرى من هو هذا الرجل؟، وكيف ثبت انه يوجه سلاحه صوب المتظاهرين؟، ولماذا يجب اعتباره يعمل لصالح الحكومة او جهة موالية للحكومة؟، واين الذين قتلهم وهو يوجه سلاحه نحو المتظاهرين ويطلق النار؟، لماذا لا تكون الصورة مفبركة؟، لماذا لا يكون الرجل لجهة تابعة للعصابات التخريبية التي تتزعمها شخصيات اجرامية متمرسة في القتل والجريمة من الذين يدفعون لبنان نحو الهاوية من اجل "اسرائيل" والسعودية؟.

من الواضح ان الشعب اللبناني، كما هو الشعب العراقي، بات على المام كامل بالمخطط الامريكي الاسرائيلي، الذي يستهدف امنه واستقراره وسلمه المجتمعي، فلا الفضائيات الخليجية الطائفية المتخلفة، يمكن ان تدفعه الى المكان الذي لا يجب ان يكون فيه، ولا حتى ممارسات العصابات الاجرامية التي تتقاسم مهمة تخريب لبنان مع الفضائيات الخليجية الطائفية، تدفعه الى الرد بالمثل، وسيُفشل بوعيه هذه المؤامرة كما افشل المؤامرات السابقة، وخرج منها مرفوع الراس، بعد ان يدوس على مرتزقة امريكا و"اسرائيل" والرجعية العربية وعلى مخططاتهم الخبيثة.