هل كان لتداعيات زيارة ماكرون لبيروت الدفع لاستقالة الحكومة؟

الثلاثاء ١١ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٣:١٥ بتوقيت غرينتش

اکد استاذ العلوم السياسية والقانون الدولي علي فضل الله، ان انفجار مرفأ بيروت قد شكل ضغطاً كبيراً جداً على الحكومة اللبنانية ما ادى الى تقديم استقالتها.

وقال فضل الله في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان هناك مشكلتان، الاولى انه من غير المستبعد عندما تحدث كارثة كبيرة مثل حلّت في بيروت، تقع بعدها حالة من الاستقالات الجماعية وبالتالي فان استقالة الحكومة حتى لو لم تكن مسؤولة بشكل مباشر في الفاجعة انما تأتي من اجل استيعاب وتحمل مسؤولية معينة.

واوضح فضل الله، كما ان لبنان يزرح تحت مجموعة كبيرة وواسعة من المشاكل وهي معروفة، من قبيل اجتياح فيروس كورونا المدن والقرى بشكل كبير وما هو معلن لعدد الاصابات والوفيات اقل بكثير من الارقام الفعلية والتي تحتاج الى طوارئ صحية.

واضاف فضل الله، ان المشكلة الثانية والاكثر خطورة هي انهيار سعر الليرة والاقتصاد اللبناني وحجم الدين الهائل الكبير المتراكم منذ التسعينات وحتى اليوم، ما يستلزم بقاء حكومة ازمة الى حين ايجاد حلول معينة.

وتابع فضل الله يقول: ان ما جرى لبيروت مؤخراً كان كبيراً وتسبب بنوعين من ردود الفعل، ردود فعل شعبية غاضبة وهي محقة دفعت باتجاه تحميل المسؤوليات، وهذا ما ادى الى استثماره واستغلاله ايضاً اعلامياً وسياسياً في الداخل والخارج، الامر الذي دفع بالرئيس اللبناني قبول استقالة حكومة حسان دياب وتحويلها الى حكومة تصريف اعمال ريثما تشكيل اخرى.

واضاف، ان الجانب الاخر لازمة لبنان هو الضغط الامريكي الفرنسي والذي تمخض بمسارعة الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون لزيارة بيروت بعد فاجعة مرفئها.

من جانبه، اعتبر الوزير اللبناني السابق سجعان قزي ان هناك مجموعة من الاسباب والمعطيات ادت الى استقالة الحكومة اللبنانية.

وقال قزي: ان انفجار مرفأ بيروت والدمار الكبير الذي احدثه، فان الاخلاقية السياسية والمعنوية فرضت استقالة الحكومة بعد هذا الحادث من دون ان تكون بالضرورة مسؤولة عما حصل.

واعتبر قزي، ان الحكومة اللبنانية المستقيلة برئاسة حسان دياب كان من المفروض بها ان تستقيل قبل وقوع الانفجار الكبير، لانها عجزت عن تحقيق النجاح، بسبب تكوينها التكنوقراط لقيادة لبنان المعقد اصلاً، مؤكداً ان على الحكومة ان تأتي بمدعين يتمتعون بالدبلوماسية والاقتصاد والطاقة والكهرباء والسياسة المالية والامن والداخلية.

ورأى ان استقالة الحكومة كانت ضرورية واصبحت اكثر ضرورية بعد الانفجار، مشيراً الى ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم تكن بريئة بدون تأثير، وقد تحدث ماكون عن ضرورة التغيير بالبلاد، ونتيجة لذلك ذهبت الحكومة اولى ضحاياها.

بدوره، اكد الصحفي والكاتب السياسي ميشال ابي نجم، ان بعض الاطراف السياسية التي كانت تشارك في الحكومة المستقيلة كانت تضع العقبات امام كل محاولات الحكومة الاصلاحية.

وقال ابي نجم: ان حاكم مصرف لبنان كان يحمل منظومة الفساد ومجرماً بحق شعبه كما قال له وفد صندوق النقد الدولي بسبب تلاعبه بالدولار، ولكن بسبب حمايته المنظومة المصرفية والمالية لم تستطع الحكومة فعل شيء حياله، مشيراً الى انه ورغم مجموعة من الخطوات الاصلاحية لحكومة دياب الا انها ووجهت بصد من قبل قوى منظومة الفساد المتمسكة في السلطة منذ عام 1992.

واوضح ابي نجم، صحيح انه كان هناك تقصيرا في عمل حكومة دياب حيث كان من المفروض ان تكون اكثر انتاجية، غير ان ايجابياتها لو خيّر لها الاستمرار لكانت اكثر من سلبياتها، معتبراً استقالتها بانها حالة طبيعية لما بعد الكارثة.

واشار الى انه مطلوب من القوى السياسية الممثلة في البرلمان اللبناني وبالتعاون مع القوى في الشارع ان تجد حلاً سريعاً لمسألة تشكيل حكومة جديدة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5095186