كلمة هامة للرئيس المشاط لدى لقائه أمين العاصمة ومحافظي المحافظات

كلمة هامة للرئيس المشاط لدى لقائه أمين العاصمة ومحافظي المحافظات
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٤:١٦ بتوقيت غرينتش

ألقى رئيس المجلس السياسي الأعلى "مهدي المشـاط" أمس الأول، بالعاصمة صنعاء، كلمة هامة خلال لقائه أمين العاصمة ومحافظي المحافظات، في ختام ورشة عمل لتطوير أداء قيادات السلطة المحلية ومناقشة التقييم النصفي للعام 2020م والتي استمرت لمدة ثلاثة أيـام.

العالم - اليمن

وفي اللقاء، تحدث الرئيس المشـاط، مرحبا بأمين العاصمة ومحافظي المحافظات في هذا اللقاء؛ لتدارس سير العمل والأداء الخدمي والتنموي في الأمانة والمحافظات والجهود المبذولة للارتقاء بمستوى الأداء ومعالجة الصعوبات.

وأشار إلى أهمية اضطلاع الجميع بالمسؤولية في تحسين مستوى الأداء في مختلف الجوانب، بما يعزز من الصمود في مواجهة العدوان وتخفيف معاناة المواطنين جراء الأوضاع التي يمر بها الوطن.

وقال الرئيس المشـاط خلال اللقاء: إنه "على مستوى الجهات نحن بحاجة أن نبني أنفسنا؛ لأننا ولدنا من رحم المعاناة، والبناء لا يقتصر على أشخاص معينين، ولكن على مختلف المسارات والمستويات ".

وأضاف: "إننا في طور البناء ونبدأ بالتدرج، هناك محافظات قفزت ووصلت إلى مستوى عالي من التقييم، ومحافظات ليست عند المستوى، ما يتطلب مضاعفة الجهود لتحسين مستوى الأداء فيها".

وأشار الرئيس المشـاط إلى أن "اختلاف المفاهيم لدى كـل فرد يشكل حاجزا أمام تنفيذ الخطط المرسومة سواء في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة أو في اللجنة الاقتصادية، أو في إطار أية مؤسسة"، مؤكـدا في الوقت ذاته أن "المسؤولية كبيرة علينا جميعا، سواء في رأس الدولة أو على مستوى المحليات، فالمحافظ يعتبر هو رئيس الدولة في المحافظة، وبالتالي علينا مسؤولية على المستويين المركزي والمحلي؛ وفاء لتضحيات أبناء شعبنا العظيم، وكيف نبني حياة مستقلة لهذا المواطن الذي مورس عليه الاستعباد والاستهتار عشرات السنين".

وقال الرئيس المشاط مخاطبا أمين العاصمة ومحافظي المحافظات: "خدمة الشعب مسؤوليتنا، وعلى كـل واحدٍ منا أن يجعل هذا الهدف أمام عينيه؛ لأن المسؤولية كبيرة في تقديم ما نستطيع تقديمه للشعب، ولا يوجد هناك أي عذر".

ولفت الرئيس المشـاط إلى أن هناك صعوباتٍ، لكنها لا تشكل عذرا لأي شخص.. وقال: "المشاكل الموجودة لدينا منها ما يتعلق بالوضعية وصعوبات المرحلة، وهذا شيء معروف".

وتابع قائلا: "صحيح نحن معنيون بمعالجة المشاكل على المستويين المركزي والمحلي، وهذه مسؤوليتنا، ولا تعتبر منة لأحد، لكن لا نريد تعليق الفشل على الصعوبات، فالصعوبات نعالجها بقدر المستطاع، لكن لا يعني الاستسلام، وعدم النشاط والتحرك في بقية المجالات".

وأردف "صحيح هناك مشاكل استراتيجية فيما يتعلق بخطوط وموازنات على مستوى السنة تحسم وانتهى الموضوع، أما بقية التفاصيل عليكم كمسئولين في المحافظات".

وأكـد الرئيس المشـاط أنه "لا نريد أية مناقشة بإشكالية هنا أو هناك في إطار مهامك وسلطتك المحلية، ما يتطلب عليك تصحيحها، وليس حـل كافة المشاكل والصعوبات عبر الرئيس، صحيح هناك مشاكل تحل من قبلنا، لكن الحقيقة أن المشكلة منكم وإليكم، ولا يوجد لأي واحد عذر، ومن لم يستطع تحمل المسؤولية، عليه إبلاغنا بذلك".

وتطرق رئيس المجلس السياسي الأعلى، إلى أن الظروف والأوضاع القائمة في ظل العدوان والحصار تتطلب تحمل الجميع للمسؤولية والصمود والصبر، قائلا: إن "هذه مسؤولية علينا في ظل الوضعية القائمة، من يريد يتحمل المسؤولية ويتعب ويصبر، بدون مكسبٍ فهذه مسؤولية، وكل واحد يعمل له رصيدا بينه وبين الله، ورصيدا في تاريخه وأمام الشعب".

وأضـاف مخاطبا المحافظين، قائلا: إن "ذلك فرصة يجب على الجميع اقتناصها، سواء في إذخار الأعمال الصالحة لك على المستوى العلاقة بينك وبين الله أو على مستوى رصيدك التاريخي أمام جماهير الشعب؛ لأنها فرصة لتسجيل وإدخال اسمك في التاريخ المشرف عن تحقيق أي إنجاز".

كما أكـد الرئيس المشـاط أن شح الإمْكانات ليس عائقا أمام تحقيق أي إنجاز.. وقال: "لقد عملنا في المجلس السياسي الأعلى في عهد الشهيد الصماد والوضعية كانت صعبة جـدا على مستوى الإيرادات وإدارة الدولة أو على كافة المستويات".

ومضى قائلا: "انطلقنا في مسار إصلاح العملية الاقتصادية ولم نستسلم للوضعية القائمة، واجتمعنا في أول لقاء وكانت الإيرادات منقطعة على الجانب المحلي، وكان توجـه الكل إلى صنعاء، وهذا الروتين لا بد أن يتغير في العمل على المستوى المحلي".

وأشار الرئيس المشـاط في هذا السياق، إلى أنه "كان هناك تقييم للفترة الماضية، ونجح محافظون وأخفق آخرون، وقد وجهت مدير مكتب الرئاسة، أحمد حامد، بكثير من النقاط التي يجب التركيز عليها ونعتبرها أولية يجب العمل عليها وتكثيف الجهد فيها".. لافتا إلى أن هذه معايير سيتم التقييم عليها نهاية العام وستكون الفيصل في الأداء والنشاط الوظيفي لمحافظ المحافظة ونعد بتكريم من أتقن وأنجز.

وأوضح أن التكريم ليس شكليا ولا إعلاميا وإنما التكريم سيكون برفع موازنته بنسبة 100 % في إطار البحث مركزيا عن تنفيذ الاتفاق على ما ستقوم به السلطة المحلية.. لافتا إلى أن التقييم ستتبعه مساءلة للذي سيكون تقييمه متدنيا.

وأشار إلى أن الترشيد والإدارة والتخطيط تشكل أكثر من 70 %، والإمْكانات 30 %.. مبينا أنه لو تم توفير ضعف ما هو موجود الآن ولا يوجد ترشيد ولا رؤية ولا تخطيط سليم، ستبقى نفس الإشكاليات موجودة.

وقال الرئيس المشـاط في حديثه: إن "المجال واسع لمن أراد أن يعمل؛ لأنه لا توجد لدينا مطامع شخصية على مستوى رئاسة الدولة ولا على مستوى السلطة المحلية، ولا يوجد لدينا مكاسب مادية وأجزم أنه لا يوجد منكم من لا يريد تحقيق الخير لأبناء محافظته".

وأشار إلى أن هناك تجاوبا من قبل المواطنين عندما يعرفون أن الجهات المعنية ستوفر له الآليات والمعدات.. وأضـاف وهو يتحدث إلى المحافظين: "باستطاعتك أن تحقق للمجتمع الكثير من الخدمات إذا دفعته إلى المشاركة حتى لو لم يكن هناك إيرادات، وهذا يعتمد على نوعية الكادر والمتابعة الدقيقة".

وشدد على ضرورة أن تكون مشاريع الطرق الريفية مستدامة، بطريقة رصف وتصريف مياه الأمطار.. لافتا إلى أهمية اضطلاع الجميع بالمسؤولية وعدم التعذر بالصعوبات والإشكاليات والحرص على إعداد الخطط والبرامج ومتابعة المديريات من خلال التقارير اليومية.

وأكـد الرئيس المشـاط ضرورة العمل والتحرك الجاد لتحسين أعمال النظافة في الشوارع والأحياء في أمانة العاصمة والمحافظات.. وقال: "إذا المسؤول لا يقوم بمسؤوليته ليس بقاؤه قضاء وقدرا".

وفي ختام حديثه، حث الرئيس المشـاط على ضرورة رفع تقارير من كـل مدير مديرية، إلى قيادة المحافظة يوميا.