أبو مرزوق: التطبيع الإماراتي طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وتضحياته

أبو مرزوق: التطبيع الإماراتي طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وتضحياته
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٢ بتوقيت غرينتش

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق إن حركته وجميع مكونات الشعب الفلسطيني ترفض وبشدّة الاتفاق "الإسرائيلي"-الإماراتي، وهو يضر القضية الفلسطينية كثيرا، ويمنح الاحتلال غطاء للاستمرار في جرائمه بحق الشعب والأرض والمقدسات.

العالم - فلسطين المحتلة

وعد أبو مرزوق في تصريح خاص للمركز الفلسطيني للاعلام لمقاومة التطبيع هذا الاتفاق طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وتضحياته، وتضحيات الشعوب العربية والإسلامية، وخيانة لتاريخ دولة الإمارات وشعبها الذي يرى في قضية فلسطين القضية المركزية لهم، وهذا الاتفاق لن يغير من حقيقة الصراع، وهو مكافئة للاحتلال وتشجيعًا له على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد على رفض ربط تطبيع العلاقات "الاسرائيلية" الإماراتية بحجة دعم الشعب الفلسطيني حيث قال: "هذا تبرير واه، ونحن لا نقبل إيقاف جريمة بحق الشعب الفلسطيني كالضم مقابل ارتكاب جريمة أخرى متمثلة في تطبيع العلاقة مع الاحتلال، ومع ذلك فإن هذا التبرير غير صحيح".

وأضاف "نتنياهو صرح عقب الإعلان عن الاتفاق بأن خطط الضم لا تزال قائمة وأن الاتفاق لا يغير من خططه شيئًا، وكرر تصريحه في موطن آخر، وبكل الأحوال، فالضم سياسة "إسرائيلية" ثابتة، وإن توقف مؤقتًا فسيعودون له في المستقبل، ويعلم الجميع بأن خطط الضم تأجلت بسبب الأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني والانتخابات الأمريكية".

ونبه القيادي في حركة حماس على أنه "لا يجب النظر إلى التطبيع على أنه يُضر بالمصلحة الفلسطينية وحدها، فالاحتلال "الاسرائيلي" سرطان يحاول الشعب الفلسطيني كبحه واستئصاله، وهو لا يرضى إلا بالتوسع على حساب العديد من الدول العربية، إضافة إلى العبث بأحشائها وإثارة القضايا الخلافية داخل هذه الدول أو في العلاقات البينية داخل منطقتنا العربية والإسلامية، وانظر إلى عبث هؤلاء الصهاينة في ملفات لا تزال حاضرة آثارها، سواء مشكلة الأكراد في العراق أو مشكلة جنوب السودان، وحتى انفصالهم ومشكلة سد النهضة في أثيوبيا، أو مشكلة اللعب بأحشاء لبنان وسوريا وغيرها".

وتابع: "لهذا فإن وقوف الدول والشعوب ضد هذا التطبيع هو وقوف مع أنفسهم، حتى لا يقولوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، ويجب أن تبدي الدول رفضا واضحا، وأن تتخذ موقفا معارضا تجاه الشخصيات والكيانات المطبعة، وفي المقابل فإن الدور الأكبر للشعوب، فثقتنا بها أعلى، ونرى أنها صادقة في رفض الاحتلال ومقاومته، وعليهم التعبير عن غضبهم، ورفض ما يرتبط بالإمارات على المستوى الاقتصادي والثقافي وغيره، كتعبير عن غضبها، وحتى لا تستسهل قيادات دول أخرى السير على نحو هذا الطريق".

وفي رده على إشادة بعض الأنظمة العربية باتفاق التطبيع الإماراتي "الإسرائيلي" قال أبو مرزوق: "لم نستغرب من إشادة أطراف عربية بإعلان الاتفاق الاسرائيلي-الإماراتي، فالعديد من الحكومات العربية لا تمثل مزاج الشعوب ولا نبضها، ولم تكن هذه المعضلة وليدة اللحظة وإنما منذ مستمرة منذ عقود، والنبض الحقيقي لدى الشعوب العربية التي لا تزال ترى في القضية الفلسطينية قضيتها المركزية".

وأوضح أنه "على دولة الإمارات وأي دولة تنوي التطبيع أن تنظر إلى أحوال الدول التي أبرمت اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني سابقًا، ولينظروا إلى ما آلت إليه أحوالهم بعد عقود من إبرام هذه الاتفاقيات، ليدركوا بأن الهرولة نحو التطبيع لن ينعكس إيجابًا عليهم، وعلى العكس تمامًا، سيتسبب التطبيع بأضرار في مكانتها وسمعتها".

وفي إشارة لمسار السلطة الفلسطينية واتفاقياتها مع الاحتلال "الإسرائيلي" أضاف أبو مرزوق "المشكلة الأساس أننا كفلسطينيين اعترفنا بالكيان الصهيوني ونبذنا المقاومة وجرمناها واعتمدنا الحل السياسي لمشاكلنا وكل هذه الأخطاء شجعت معظم دول العالم على الاعتراف بالكيان وإقامة علاقات سياسية معه، فقد كانت علاقات الكيان مع دول العالم لا تتعدى 73 دولة والآن 163 دولة من مجموع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ثم إننا شجعنا بعض الدول لعلاقات مع الكيان كما حدث مع عُمان وتساهلنا وتعاملنا مع أمريكا كوسيط والعالم أجمع يعلم أن أمريكا لم تكن وسيطًا نزيهًا، ولم نلتفت إلى قوانا الذاتية ووحدنا صفنا، وراهنا على شعبنا حتى ننهض بقضيتنا ونستعيد وحدتنا.