ما هو التهديد الذي قد تتعرض له ايران بعد التطبيع الاماراتي؟

الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٣:١٥ بتوقيت غرينتش

اكد الباحث السياسي محمد مرتضى، ان الامارات تلعب ادواراً كبيرة اكبر من حجمها على حساب انكفاء الدور السعودي سواء على صعيد اليمن او غيره، وقال ان الامارات باتت اللاعب الاساسي في اليمن وفي بعض اطراف سوريا وايضاً الحراك اللبناني.

واضاف مرتضى في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الادوار التي تلعبها الامارات يوضح الاهمية الكبيرة للتطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، خاصة وانها لعبت دوراً كبيراً في المشاركة مع الحظر الامريكي الاسرائيلي لحصار ايران عبر قطع المنتوجات الايرانية والتعاملات البنكية الكبيرة.
واعتبر ان هذا الامر يعطي موطئ قدم اسرائيلي متقدم في المنطقة وذلك عبر سفارة وقنصلية وبعثات وتمثيل تجاري واقتصادي وثقافي اسرائيلي من اجل ان يكون العمل الاستخباراتي اسهل لكيان الاحتلال ويعطي اريحية ويصبح الكثير من عملاء الموساد يحملون جوازات سفر دبلوماسية هذا من جهة، ومن جهة اخرى، ان الامارات ترغب دعماً اسرائيلياً كبيراً سواء ان كان عسكرياً او تكنولوجياً بمعنى الاحتماء بالاسرائيلي، مبيناً بان هذا ما سيتجلى في الاشهر المقبلة، باعتبار انها تعتبر نفسها في حالة هجوم نتيجة تدخلها في الكثير من دول المنطقة كاليمن ولبنان.
واضاف مرتضى، انه بالرغم وجود القواعد الامريكية الا ان الدراسات تشير الى انكفاء امريكي واضح في المنطقة مستقبلاً، ولذا الامارات تريد ان تعطي دوراً اكبر لكيان الاحتلال الاسرائيلي لموضوع العلاقات بينهما، لافتاً الى ان الامارات تبيع بعض البضاعة لكيان الاحتلال وتحديداً لنتنياهو وانتخاباته، وهي ايضاً تبيع ورقة ايضاً لترامب لكي يسوقها في الانتخابات الرئاسية الامريكية.
من جانبه، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط، ان الامارات احدثت خرقاً كبيراً من خلال التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي واقامت علاقات طبيعية معها كالعلاقة بين دولتين.
ةقال العميد حطيط في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان هذه العلاقة ينظر اليها من خلال الجغرافيا السياسية للامارات والوضع في المنطقة، تحدث مخاطر متعددة الوجوه، مشيراً الى ان هذه المخاطر تبدأ اولاً ما يتعلق بالمخاطر الامنية على المنطقة وعلى الجهات الاساسية التي تناصب العدو الاسرائيلي العداء باعتباره مغتصباً لارض عربية واسلامية، كإيران ودول محور المقاومة.
واوضح العميد حطيط، ان الخطر الثاني هي المخاطر العسكرية انطلاقاً من كون الامارات تحتل موقعاً جغرافياً متميزاً في منطقة الخليج الفارسي، خاصة وان المنطقة على اعتاب الانزياح العسكري الامريكي الاطلسي من الخليج الفارسي الى الشرق الاقصى، وبالتالي فان الخطر الثاني العسكري هو ان فتح الباب امام الكيان الاسرائيلي من خلال الاتفاقية مع الامارات ستمكنه من الحلول العسكري مكان القوى العسكرية الامريكية والاطلسي، ورأى ان هذا يعتبر توفيراً للجهد من قبل القوى الاطلسية وتوسيعا للنفوذ الاسرائيلي واستباحة كلية للواقع الاماراتي والخليجي.
واضاف العميد حطيط، ان الفئة الثالثة من المخاطر هي المخاطر الاقتصادية المالية، حيث كانت العلاقة المالية الايرانية والاماراتية كبيرة جداً وتعود بالنفع الكبير على الطرفين، اما مع وجود العدو الاسرائيلي في الامارات عبر الاتفاقية التي وصفها بالضارة للمنطقة والنافعة للاحتلال الاسرائيلي، فان الجانب الاقتصادي للعلاقات الاماراتية مع ايران سينكمش كبيراً على حساب انعاش التجارة مع الكيان الاسرائيلي.
ولفت العميد حطيط الى ان الشركات الامنية الاسرائيلية التي عملت في العراق وفي الشرق الاوسط بشكل عام، كانت تتخذ من الامارات مركزاً لها، وكانت مقنعة بتسميات مختلفة واصحابها يحملون جوازات سفر امريكية وغربية معظهم اسرائيليون، وبالتالي فان الاتفاقية الاماراتية الاسرائيلية تدخل في اطار المخاطر المركبة المالية والاقتصادية والامنية والتجسسية، واكد ان فتح الامارات علانية ابوابها مع العدو الاسرائيلي تحوي كماً كبيراً من المخاطر ليس على ايران فقط بل على كامل المنطقة.
واكد ان ايران كانت قد اقترحت على دول المنطقة لاقامة منظومة أمنية اقليمية لحمايتها من الاعداء، ولكن مع وجود العلاقة والتطبيع الاماراتي الاسرائيلي باتت فكرة هذه المنظومة الخليجية مستحيلة التنفيذ، باعتبار انها ستكون في مواجهة مع الكيان الاسرائيلي بالاخص، فكيف وان الاخير قد اقام علاقات ما سمي بسلام مع بعض دول المنطقة.
واعتبر العميد حطيط ان كيان الاحتلال الاسرائيلي من خلال اقامة علاقات طبيعية سيحصل على كنز مجاني وسرعان ما سيستثمره ويوظيفه لامساك قيادة المنطقة بيده، مستشهداً بطرح شمعون بيريز آنذاك حول ايجاد شرق اوسط جديد الذي قال فيه للعرب "اعطونا مالكم وايديكم العاملة ونحن نديركم بفكرنا ونحكم العالم"، مبيناً ان التطبيع الاماراتي ليس منتهى المطاف وانما سيتبعها بسلسلة من معاهدت الصلح لدول المنطقة مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.
بدوره، اشار الباحث في شؤون الشرق الاوسط محمد علي مهتدي، الى ان كيان الاحتلال الاسرائيلي تغلغل داخل منطقة الخليج الفارسي من خلال الاتفاقية مع الامارات معتبراً ان هذا ما يثير حساسية بالنسبة لايران بسبب تعرض الامن الاستراتيجي لمنطقة الخليج الفارسي للخطر في المستقبل.
وقال مهتدي: ان الغريب في الخطوة الاماراتية انها اعطت هدية الى نتنياهو وترامب بدون مقابل، ورأى ان الامارات اقدمت على انتحار استراتيجي نتيجة للتطبيع الكامل مع الكيان الاسرائيلي.
واوضح مهتدي، ان الامارات على المدى البعيد ستندم على فعلتها بالتأكيد، لان كيان الاحتلال لايهمه امن الامارات ولا امن المنطقة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5108351