بعد النطق بالحكم في محكمة الحريري

من سيحاكم الذين إتهموا حزب الله وسوريا ظلماً؟

من سيحاكم الذين إتهموا حزب الله وسوريا ظلماً؟
الأربعاء ١٩ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٨:١٢ بتوقيت غرينتش

مشهد لخص خيبة أمل الجهات التي كانت وراء تشكيل المحكمة الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري والتي انفقت اكثر من 700 مليون دولار على مدى سنوات طويلة، هو ذلك الذي ظهر فيه رجل، ، وهو يخاطب بصوت عال وبغضب رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري عندما كان يدلي بتصريح بعد الانتهاء من النطق بالحكم ،:" هذه هي نتيجة المحكمة التي دفعتم عليها 700 مليون دولار.. كلمتان فقط .. النتيجة متهم واحد فقط.. قرار المحكمة على حذائي".

العالميقال ان

كان واضحا ان رئيس المحكمة الخاصة باغتيال الحريري، يعلم ان الحكم الذي سينطق به لن يكون على مستوى توقعات الجهات التي مولت المحكمة ، بل سيكون مخيبا لآمالها التي عقدتها على الحكم الذي سيصدر، والذي كان "يجب"، حسب توقعات تلك الجهات، ان يدين حزب الله رسميا وبصرحة وبالاسم، للانطلاق منه لممارسة المزيد من الضغوط على الحزب ، لـ"تحقيق" الهدف الاسمى لها وهو حماية الكيان الاسرائيلي من سلاح المقاومة، لذلك إضطر ان يدس اسم شخص واحد بانه وراء كل ما جرى ، وهذا الشخص على صلة بحزب الله.

اللافت ان رئيس المحكمة برأ ساحة المتهمين الاخرين من التهم الموجهة اليهم، كما برأ ساحة حزب الله وسوريا من الجريمة ومن اي دور في جريمة الاغتيال، الا انه اضطر الى ان يتحول الى "محلل سياسي" حيث تحدث عن "نوايا" و "مصالح" و "دوافع" لحزب الله وسوريا في إغتيال الحريري، بينما كل التطورات التي حدثت بعد الاغتيال لم تكن لا في صالح حزب الله ولا في صالح سوريا، بل كانت من الفها الى يائها في صالح الكيان الاسرائيلي وامريكا ورجالها في لبنان، وهي الجهات التي تجاهلها رئيس المحكمة بالمطلق، في عملية التفتيش عن النوايا والدوافع والمصالح!!.

رئيس المحكمة كان يعلم ايضا ان حديثه عن "دوافع" و"نوايا" و"مصلحة" حزب الله من وراء اغتيال الحريري ، وان اغتياله "عمل سياسي أداره هؤلاء الذين شكل الحريري تهديدا لهم" لا يستقم مع الواقع السياسي الذي كان قائما قبل اغتيال الحريري، لذلك اعترف مضطرا ايضا تحت وطأة الحقيقة، ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كانت تربطة علاقات قوية وجيدة مع رفيق الحريري لدى اغتيال الاخير!!.

الضربة التي وجهها الحكم الصادر عن محكمة الحريري امس، الى من كان يريد ان يتصيد بالمياه العكرة في لبنان، رغم ان رئيس المحكمة كاد ان يحول المحكمة الى شكل جديد من "محاكم التفتيش" التي كانت سائدة في القرون الوسطى، عند حديثه "عن النوايا"، لم تكن بأقوى من الضربة التي سددها لهم رئيس وزارء لبنان السابق سعد الحريري، عندما كانت ردود فعله عن الحكم الصادر متزنة خلافا لما كان يتوقعه منه من اراد دفع الاوضاع في لبنان الى الصدام.

ولكن السؤال الذي سيبقى مطروحا: من هي الجهة التي يجب ان تُحاسب الاطراف اللبنانية والاقليمية والدولية التي ادخلت لبنان في النفق المظلم الذي اُدخل فيه منذ 15 عاما من اجل سواد عيون "إسرائيل"؟، وهل ستقام محكمة "خاصة" لمحاكمتهم، بعد كل هذه الجرائم الكبرى التي ارتكبوها بحق لبنان واللبنانيين والمنطقة برمتها؟!.