تجسس الرياض على تويتر مكّنها من اعتقال معارضين

تجسس الرياض على تويتر مكّنها من اعتقال معارضين
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٣:٢٩ بتوقيت غرينتش

كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية تفاصيل دفع السعودية ملايين الدولارات لموظفين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للتجسس على معارضيها، مشيرة إلى أن ذلك أدى لاعتقال عدد كبير من المعارضين.

العالم- السعودية

وقالت الوكالة، الأربعاء، إن علي آل زبارة وأحمد أبو عمو، اللذين وصلا إلى "تويتر" عام 2015، تمكنا من اختراق أكثر 6 آلاف حساب أثناء عملهما التجسسي لصالح الرياض.

وأوضحت الوكالة أن المدعين العموميين الأمريكيين الذين وجّهوا الاتهامات للرجلين، في نوفمبر الماضي، كشفوا بعض تفاصيل عملية التجسس، وكذلك دعاوى قضائية جديدة رفعها أشخاص يقولون إن حساباتهم تعرضت للاختراق.

ونقلت الوكالة عن عدد من منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط أن السلطات السعودية اعتقلت 6 مواطنين كانوا يستخدمون حسابات مجهولة أو بأسماء مستعارة لانتقاد الحكومة على "تويتر".

وقال جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومقرها مصر، إن 5 من المعتقلين على الأقل يشير توقيت اعتقالهم إلى وجود رابط بينه وبين عملية اختراق "تويتر".

وكانت حسابات ثلاثة من هؤلاء السعوديين الخمسة المعتقلين منذ عام 2015 تحمل أسماء @sama7ti و@coluche_ar و@mahwe13، بحسب عيد.

فيما حددت مجموعة سجناء الرأي الحقوقية حالة سادسة قالت إنها تخص رجلاً سعودياً نشر تعليقاً سياسياً على "تويتر" تحت اسم @albna5y، اعتقل في سبتمبر عام 2017.

ونقلت الوكالة عن عيد قوله: "أعتقد أن جميعهم اعتقلوا نتيجة اختراق تويتر الذي نفذه الجاسوسان المزعومان داخل الشركة"، مضيفاً أن هذه الاعتقالات أثارت قلقنا البالغ على مصير النشطاء في البلاد.

وأضاف: "السعودية تنفق ملايين الدولارات على التجسس الرقمي واختراق حسابات المدافعين عن حقوق الإنسان والمنتقدين والمعارضين".

وقالت الوكالة إن معارضين سعوديين آخرين؛ أحدهما في كندا والآخر في الولايات المتحدة، قالا في دعاوى قضائية إن حساباتهما على "تويتر" كانت من بين الحسابات المستهدفة من الجاسوسين المزعومين داخل الشركة، وقالا إن هذا عرّضهما أو عرّض أصدقاءهما في السعودية للخطر.

ولم ترد وزارة الخارجية السعودية ولا السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق.

وفي أغسطس 2017، وجه سعود القحطاني، أحد أقرب مستشاري ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، آنذاك، تحذيراً على حسابه الخاص الموثّق على "تويتر" لحسابات مجهولة على "تويتر"، حيث قال: "هل يحميك الاسم المستعار من القائمة السوداء؟ لا".

وظهرت بعض التفاصيل الأخرى المتعلقة باختراق "تويتر" من الدعاوى القضائية المرفوعة ضد الشركة من رجال يزعمون أن السعودية استهدفتهم بهذا الاختراق، بحسب الوكالة.

وقال عمر عبد العزيز، وهو مدون ومعارض سعودي، في دعواه القضائية إن السعودية جندت آل زبارة للوصول إلى معلوماته الخاصة على "تويتر"، التي منها الرسائل المباشرة وغيرها من المعلومات.

وأوضح أن الشركة لم تحذره قط من تعرض حسابه للاختراق من السعوديين، وهو ما عرضه للخطر واضطره إلى مغادرة شقته في كندا، والتوقف عن دراساته العليا.

في المقابل قالت شركة "تويتر" إنها حذرت عبد العزيز من أن حسابه كان مستهدفاً من مساعٍ ترعاها الدولة.

ورفع المعارض السعودي الآخر علي الأحمد، المقيم في واشنطن، دعوى قضائية ضد شركة "تويتر"، في يوليو الماضي؛ زاعماً أن حسابه كان من بين الحسابات التي هاجمها آل زبارة وأبو عمو.

كما ربطت جماعات حقوقية المواطن السعودي تركي بن عبد العزيز الجاسر بحساب coluche_ar، وهو أحد الحسابات التي أشارت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إلى أنها من بين الحسابات التي طالها اختراق "تويتر".

وذكرت بعض وسائل الإعلام السعودية أن الجاسر توفي أثناء تعذيبه في الحبس، لكن إيناس عصمان، مديرة جمعية "منّا" لحقوق الإنسان، قالت إن السلطات السعودية أبلغت فريق الأمم المتحدة لرصد حالات الاختفاء القسري، في فبراير الماضي، أن الجاسر محتجز في سجن الحائر القريب من الرياض، مضيفة: "نعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة".

وقالت الشركة المالكة لموقع "تويتر" إنها تعاونت مع السلطات الفيدرالية عندما علمت باختراق الرياض لبعض الحسابات عبر اثنين من موظفي الشركة.

وأواخر يوليو الماضي، وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات جديدة بالتجسس للمطيري وأبو عمو تتعلق بالتجسس لصالح السعودية، وكشف بيانات المستخدمين لها.