الحكومة العتيدة والمخاض العسير

الحكومة العتيدة والمخاض العسير
الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٩:٣٥ بتوقيت غرينتش

تجاوز لبنان بهدوء اليوم الأول من حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، ما شجع رئيس مجلس النواب نبيه بري في التحرك لفتح الملف الحكومي مع رئيس الجمهورية ميشال عون عبر "مشاورات الظل" تسبق تحديد مواعيد الاستشارات الملزمة لتشكيل حكومة جديدة.

العالم - لبنان

وتوقعت مصادر سياسية متابعة للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة، بحسب صحيفة "اللواء" بروز تعقيدات وتجاذبات بين الاطراف المعنيين بعملية التشكيل، قد تطيل ولادة الحكومة العتيدة، ولا سيما وأن هذه العملية أصبحت تتأثر بجانب كبير منها بالاهتمام الإقليمي والدولي الذي ترجمه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارته الأخيرة إلى لبنان بعد التفجير المدمر الذي استهدف مرفأ بيروت ودخوله بدور فرنسي لافت لإخراج لبنان من الأزمة السياسية والحكومية واقتراح أفكار معينة لتشكيل حكومة جديدة مقبولة من جميع الأطراف تتولى الإشراف على القيام بالمهمات المنوطة بها لإخراج البلد من أزمته المالية وتتولى القيام بالإصلاحات المطلوبة بالسرعة اللازمة ووضع لبنان في مرحلة جديدة.

أما صحيفة "البناء" فرأت أنه بين كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في بيروت عن حكومة وحدة وطنيّة، والكلام الفرنسي التوضيحي اللاحق ومثله أو قبله الموقف الأميركي عن حكومة غامضة، مرة تسمّى بحكومة فعّالة ومرّة حكومة القرارات المستقلة، ومرة حكومة إصلاحية، يدخل لبنان الأيام الفاصلة نحو موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس مكلف لتشكيل حكومة جديدة، التي لا تستطيع الانتظار طويلاً، كما نقلت مصادر معنية بالمشاورات الجارية باتجاه تسمية الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة، ورافقت ما جرى في اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، تحت هذا العنوان، وانتهى وفقاً للمصادر إلى التفاهم على مواصلة الاتصالات خلال الأيام القليلة المقبلة، بحيث يتّضح المسار ومن ضمنه اسم الرئيس الذي سيكلف بتشكيل الحكومة في عطلة الأسبوع ليصار إلى تحديد موعد الاستشارات النيابية، التي يتوقع أن تبدأ الاثنين المقبل.

ورأت صحيفة "الأخبار" أن الموقف الخارجي من الأزمة السياسية يشوبه الكثير من الغموض والتباينات، خاصة في ما يتعلق بشكل الحكومة، كما بمشاركة حزب الله فيها. إذ تبرز معطيات تُشير إلى أن واشنطن والرياض تريدان حكومة محايدة مشرفة على انتخابات نيابية مُبكرة، في محاولة للإنقلاب على نتائج الإنتخابات الأخيرة، واستبعاد حزب الله عن المشهد السياسي بأي ثمن. أما داخلياً، فحركة التشكيل لم تنطِلق بعد فيما يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري جرّها بصعوبة.