هكذا تتأثر ليبيا بالتطبيع الاماراتي وستستمر الحرب فيها

هكذا تتأثر ليبيا بالتطبيع الاماراتي وستستمر الحرب فيها
الأحد ٢٣ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

يقول موقع فورين بوليسي الأميركي (Foreign Policy) إن الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي لن يأتي بالسلام بين الفلسطينيين و"إسرائيل"، بل سيطيل أمد الحرب في ليبيا.

العالم - ليبيا

وأوضح الموقع في مقال للكاتب جاسون باك الخبير في الشؤون الليبية أنه من المرجح أن يؤدي هذا الاتفاق إلى إنهاء مفاجئ للتقارب التدريجي والمفيد في واشنطن بين وجهات نظر البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون بشأن ليبيا، ومعها دور الولايات المتحدة الذي كان محتملا لتحقيق الاستقرار هناك.

وأضاف الكاتب أنه يبدو أن الولايات المتحدة، بعد هذا الاتفاق، تعود إلى الأيام الخوالي "السيئة"، حيث كان تدخل البيت الأبيض في ليبيا (مع كبير المستشارين جاريد كوشنر في المقدمة) بناء على دعوة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يصب بالكامل لصالح اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وأشار إلى أنه ورغم أن الشخصيات الرئيسية في إدارة ترامب، خاصة وزير الخارجية مايك بومبيو، لا تزال غاضبة من مساعدة حفتر لعدوهم في فنزويلا بنقل الذهب من هناك على طائرة حفتر الخاصة إلى الإمارات وإدخال مبالغ كبيرة من الدولارات لكراكاس، إلا أن استرضاء الإمارات الآن يتغلب على تلك المشاعر الغاضبة.

وقال باك يبدو أن حادث نقل الذهب من كراكاس إلى أبو ظبي كان قد غيّر على الفور الديناميكيات الأساسية في السياسة الأميركية تجاه ليبيا، فمنذ تنصيب الرئيس دونالد ترامب في 2017، تم تقسيم صنع السياسة الأميركية بشأن ليبيا (وسيلة لإرضاء الإمارات ومصر السعودية من جهة، ومن جهة أخرى وسيلة للحد من النفوذ الروسي والتنسيق مع حلفاء الناتو والأمم المتحدة).

واستمر الكاتب يقول إنه وفي الوقت الذي كانت شعبية ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي تتراجع بسبب سوء التعامل مع جائحة كورونا وفضائح لا تعد ولا تحصى، فإن الصفقة الإماراتية الإسرائيلية تساعد نتنياهو وترامب في حل مشاكلهما الانتخابية الداخلية وتمنحهما أهم إنجازات في السياسة الخارجية، مقابل مكاسب جيوسياسية في أماكن أخرى.

وختم باك مقاله بأنه من غير المرجح، بعد الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي أن ينتقد البيت الأبيض دور الإمارات في ليبيا، ناهيك عن سوريا أو مصر أو شرق أفريقيا أو اليمن.

وكان الكاتب قال في مستهل مقاله إن هذه الاتفاقية ستعمل على ترسيخ الانقسام الإقليمي في الشرق الأوسط بين الأنظمة الملكية التقليدية وخصومها، بينما يتقاتل وكلاؤها على الغنائم من ليبيا إلى اليمن.

وقال أيضا إن أحد التحولات المهمة بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة هي أن الصراع العربي الإسرائيلي لم يعد القضية الرئيسية التي تقسّم مختلف القوى بالمنطقة، والصفقة الأخيرة بين "إسرائيل" والإمارات لم تفعل أكثر من جعل هذا التحوّل رسميا.