لماذا يعلو الصوت الروسي والدولي في وجه مؤامرات ترامب ضد طهران؟

لماذا يعلو الصوت الروسي والدولي في وجه مؤامرات ترامب ضد طهران؟
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٢:١٥ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

الخبر:

أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظماتِ الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف، بان سياسة اميركا الهدامة في الخليجِ الفارسي لاسيما تجاه الاتفاقِ النووي الايراني، لم تحقق ايَ نتيجةٍ ايجابية.

الإعراب:
لم يعد الموقف الروسي سرا على أحد في وقوف روسيا بشكل حازم إلى جانب إيران فيما يتعلق بخطة العمل المشتركة ومعارضة سعي ترامب المتنصل من الاتفاق النووي لاستئناف حظر الأمم المتحدة على طهران، وهذا الموقف بالإضافة إلى الموقف الصيني والأوروبي حيال هذا الموضوع ربما يعكس وجود رغبة دولية للإعلان عن رفض طريقة تعامل ترامب المتعجرفة مع القوانين الدولية.

إصرار الولايات المتحدة على إعادة فرض الحظر الدولي على إيران، رغم معارضة غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي، زاد من العزلة الأميركية التي بدأنا نشهدها بشكل متدرج منذ وصول ترامب إلى سدة البيت الابيض، وخصوصا ان الاقتراح الأميركي بشأن آلية الزناد حول إيران ليس له أي آفاق ولن يسفر عن تبعات قانونية، حيث أن البندين 36 و 37 من الاتفاق النووي يؤكدان صراحة بانه لو قام اي من اطراف الاتفاق النووي بخرق التزاماته فبإمكان الطرف الاخر استخدام آلية الزناد، ولكن امريكا بعد انسحابها من الاتفاق لم تعد طرفا بالاتفاق أصلا.

على الرغم من أن القراءة القانونية التي تمتلكها الولايات المتحدة للقرار 2231 لم توافق عليها أي دولة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إلا أن وجهة نظر الولايات المتحدة في القانون الدولي هي وجهة نظر قانون الغاب، وهي تعتقد وعلى اعتبار نفسها أقوى دولة في العالم، فإنه يحق لها العمل حتى في انتهاك القانون الدولي الصريح وتجاهل معارضة الدول الأعضاء الأخرى في مجلس الأمن.

خروج الصوت الروسي والدولي بهذه الصراحة ضد اميركا ربما يعكس رغبة دولية بالحفاظ مجلس الأمن ودوره الدولي وذلك لأن استمرار عزم واشنطن على المضي قدمًا بهذا الاسلوب في التعامل مع القضايا التي تخص مجلس الأمن ينذر بخلق صراع غير مسبوق في هذا المجلس، وهذا موضوع خطير جدا من الممكن أن يؤثر بشكل غير مسبوق على القانون الدولي.