ما هو موقف حكّام الإمارات وأقاربهم من تطبيع أبو ظبي؟

ما هو موقف حكّام الإمارات وأقاربهم من تطبيع أبو ظبي؟
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٤٧ بتوقيت غرينتش

طبّعت أبو ظبي علاقاتها رسميا مع الاحتلال الإسرائيلي في الرابع عشر من آب/ أغسطس، وألغت قبل يومين مرسوما يجرّم العلاقات معها، قبل وصول أول طائرة بشكل رسمي من مطار بن غوريون إلى العاصمة الإماراتية.

تطبيع الإمارات الرسمي يأتي بعد تمهيد طيلة السنوات الماضية، وبعد تهميش لأي دور حقيقي لشيوخ خمس إمارات، مع التحكم الكامل لأبو ظبي، وبدرجة أقل محصورة بالاقتصاد، إمارة دبي.

حكام الشارقة، وعجمان، ورأس الخيمة، وأم القيوين، والفجيرة، لم يصدروا أي تأييد رسمي لاتفاق التطبيع، فيما تجاهل جل أبنائهم وأبناء عمومتهم التعليق أيضا.

الأمر اللافت أن تصريح حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم المؤيد للتطبيع، بالقول إن "التاريخ يكتبه الرجال والسلام يصنعه الشجعان"، لم يتبناه غالبية أبنائه، الذين فضلوا الصمت عن التطبيع.

ويكشف رصد 33 حسابا نشطا من أسرة آل مكتوم لأبناء محمد بن راشد، وأفراد آخرين عبر "انستغرام" و"تويتر"، انهم تجاهلوا التطبيع الرسمي مع الاحتلال، ولم يصدروا أي تأييد له.

اثنتان من بنات حاكم دبي أبدتا موقفا مؤيدا للاتفاق، لكن بدون تبنّ حقيقي، الأولى الابنة الكبرى منال، والمتزوجة من منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير شؤون الرئاسة، إذ أعادت نشر تغريدة لمحمد بن زايد حول الاتفاق، والثانية لطيفة التي أعادت نشر تغريدة والدها.

إمارة الشارقة، التي يحكمها الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، سجّلت عبر شيوخها الموقف الأقوى ضد اتفاقية التطبيع، مقارنة بغيرها، رغم عدم وجود أي نقد علني.

إذ قامت الشيخة جواهر القاسمي، زوجة حاكم الشارقة، بإعادة نشر خبر من "سي إن إن" بعنوان "تركي الفيصل: إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس هو ثمن تطبيع السعودية مع إسرائيل".

بدور القاسمي، ابنة حاكم الشارقة، تجاهلت التعليق على اتفاق التطبيع، لكنها أبقت تدوينة عبر "انستغرام" كانت نشرتها قبل يومين من إعلان الاتفاقية، جاء فيها "أنا فلسطينية حتى تحرر فلسطين، ولبنانية حتى تشفى بيروت".

حاكم رأس الخيمة، سعود بن صقر القاسمي، تجاهل هو الآخر اتفاق التطبيع، لكن نجله محمد أيّده بشدة، واعتبر أن التعايش والتسامح مع الاحتلال ضرورة.

وتجاهل 15 حسابا من شيوخ القواسم (أبناء حاكم الشارقة، وأبناء وبنات أخيه الحاكم السابق صقر) وآخرين، جميعهم تجاهلوا اتفاقية التطبيع.

كما تجاهل 20 حسابا لشيوخ من أسرة المعلا، التي تحكم أم القيوين، بمن فيهم أبناء حاكمها سعود بن راشد، وجميعهم بمن فيهم والدهم تجاهلوا هذه الاتفاقية.

كما تجاهل حاكم الفجيرة، حمد بن محمد الشرقي، أي تعليق على الاتفاقية، وهو ما عمل به جل أفراد أسرته، بمن فيهم بعض أبنائه، الذين اطلعت "عربي21" على حساباتهم، وهم ولي عهده محمد، والمصممة الشهيرة مدية، وابنه مكتوم.

فيما أيد أحد أفراد أسرة الشرقي التطبيع علنا، وروّج له بشكل كبير، وهو حمدان بن سرور بن سيف الشـرقي.

وجاءت أسرة النعيمي التي تحكم عجمان (حميد بن راشد)، متجاهلة أيضا لهذا التطبيع، إلا أن عددا من أفراد الأسرة أيدوه في حساباتهم عبر "تويتر" و"إنستغرام"، رغم أن حاكم الإماراة لم يبد موقفا منه.

وكان من بين مؤيدي التطبيع، راشد نجل حاكم عجمان، فيما لم يبد أخوه عمّار (ولي العهد) موقفا من ذلك.

ويقول معارضون إماراتيون إن أبو ظبي، التي يتحكم بقرارها ولي عهدها محمد بن زايد، همّشت أي دور مفترض لأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد.

والمجلس الأعلى يتكون من شيوخ الإمارات السبع، ويجب أن يتشاركوا جميعا في اتخاذ القرارات السيادية، إلا أن أبو ظبي تنفرد بذلك منذ سنوات، بحسب ناشطين.

وقال المعارض حمد الشامسي لـ"عربي21"، إن أبوظبي "استطاعت مؤخرا تهميش المجلس الأعلى للاتحاد، وبدأت تتخذ القرارات نيابة عن الدولة منفردة، وهو انقلاب على الدستور"، وذلك في إشارة إلى تهميش الإمارات الأخرى.

وأوضح أنه وفقا للمادة 113 من دستور دولة الإمارات، يعتبر المرسوم بقانون، والصادر يوم أمس، بشأن إلغاء قانون مقاطعة اسرائيل، لاغ إذا لم يصادق عليه المجلس الأعلى للاتحاد خلال أسبوع من تاريخه.