بعد جريمتها بحق المهاجرين..

السعودية.. بين الغنى المادي والفقر الأخلاقي..

السعودية.. بين الغنى المادي والفقر الأخلاقي..
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١٠:٠٤ بتوقيت غرينتش

كشفت الافلام والصورة الفظيعة والمروعة التي نشرتها صحيفتا "صنداي تلغراف" و" ديلي تلغراف" عن الجريمة الوحشية التي ترتكبها السلطات السعودية بحق الالاف من المهاجرين الافارقة، الذين قادهم حظهم العاثر الى السعودية، التي تعاملت معهم معاملة العبيد، وحشرتهم في غرف ضيقة تفتقر لادنى مستلزمات الحياة، فقد العديد منهم عقله فيما فضل بعضهم الانتحار، كشفت حقيقة مملكة "الخير" التي يروج لها الاعلام السعودي والمسعدن!.

العالمكشكول

الصحيفتان البريطانيتان اعتذرتا عن نشر بعض الصور والافلام لانها صادمة، ومن هذه الصور صورة أظهرت شابا شنق نفسه من حلقة النافذة، بعد ان يأس من الحياة، وصور أخرى أظهرت الكدمات والبشرة المشوهة بسبب انتشار الأمراض الجلدية التي انتشرت على أجساد ووجوه المعتقلين، الذين كانوا ممدين على الارض عراة دون القدرة على الحركة بسبب الجوع والاعياء والمرض وشدة الحر.

كشف هؤلاء المعتقلون عن تعرضهم للضرب المبرح والتعذيب بالسياط والاسلاك الكهربائية والانتهاك المنتظم على يد حراس السجن وكأنهم قتلة، كما كشفوا عن ان الحراس كانوا يرمون الجثث الى الخارج وكأنها قمامة، ولا يسمح لهم بالخروج من هذه المراكز الخانقة منذ خمسة أشهر، وذلك بعد اعتقال السلطات السعودية لهم في نيسان/ إبريل الماضي.

من اللقطات القاسية والتي تكشف عن جانب من الظروف الجهنمية التي يعشيها المهاجرون الافارقة في مركز الاحتجاز السعودية، كانت لقطات فيديو من داخل واحد من هذه المراكز وكشفت فيها عن تسرب المياه العادمة من الحمامات على أرضية منطقة ينام فيها المحتجزون وهم عراة، فيما يظهر احد الاشخاص في الفيديو يقول: "نرجوكم، ساعدونا" و"شاهدوا هذا واعملوا شيئا".

نائب مدير "هيومن رايتس ووتش" آدم كوغل وتعليقا على الصور والافلام المروعة عن اخضاع السلطات السعودية مهاجري القرن الأفريقي لظروف مزرية وغير إنسانية دون أي اعتبار لسلامتهم أو كرامتهم، واصف مراكز الاعتقال بانها لا ترقى إلى مستوى المعايير الدولية بالنسبة لدولة غنية مثل المملكة العربية السعودية، وليس هناك أي عذر لاحتجاز المهاجرين في مثل هذه الظروف المؤسفة.

عندما ترفض هيومن رايتس ووتش تعامل السعودية بهذا الشكل الوحشي مع المهاجرين القادمين من القرن الافريقي وخاصة من اثيوبيا الذين تقطعت بهم السبل، لانها تعتقد ان السعودية دولة غنية، الا ان الذي فات هذه المنظمة ان السلطات السعودية سلطات فقيرة اخلاقيا وانسانيا، وهو فقر مزمن وملازم لهذه السلطات، وهو ما يدفعها للتعامل بهذا الشكل غير الانساني وغير الاخلاقي مع مهاجرين ابرياء لا ذنب لهم الا انهم كانوا يبحثون عن ارض يحفظون فيها كرامتهم، وهو تعامل يتجاوز حتى حدود العنصرية.