ما ربط التحرك الفرنسي بالتدخل الامريكي في لبنان؟

الجمعة ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

اكد مدير مركز الشرق الجديد للدراسات والاعلام غالب قنديل، انه تبين في الاونة الاخيرة ان مبادرة المجتمع المدني التي اطلقتها فرنسا في لبنان لتشكيل حكومة مصطفى اديب كانت بعلم الامريكيين وبالتنسيق معهم.

وقال قنديل في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان تصريح وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو يؤكد فيه التفاهم مع الفرنسيين حول المبادرة في لبنان، معناه ان البلد امام ملامح استدارة غربية في السياسة المتبعة تجاه لبنان، والانتقال من سياسة الخنق والحصار الضغط والتكسير ضد لبنان التي تهدف الى تحطيمه، مشيراً الى ان الانهيار المالي الذي وقع كان تحت ضغط وقع العقوبات الامريكية والتي وصفها ترامب بالعقوبات الفتاكة القاتلة.

واوضح قنديل ان هذه الاستدارة الغربية سببها فكرة التوجه شرقاً التي طرحتها حكومة حسان دياب المستقيلة بقوة في لبنان وبالذات طرحها قائد المقاومة السيد نصر الله واعلان الرئيس ميشال عون استعداده لاخذ المبادرات باتجاه الصين والعراق وايران وسوريا وتوالت العروض من هذه الدول بعدها، بما يفيد ان الخطر الذي حذر منه السفير السابق جيفري فيلدمن في تشرين الثاني الماضي امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الامريكي بات احتمالاً وارداً على ارض الواقع.

واضاف قنديل، ان فيلدمن قال ان "الخطر القائم في لبنان بعد الانهيار هو ان تأتي روسيا والصين وروسيا وايران، وان يضطر اللبنانيون لاقامة شراكات مع هذه الدول، وهذا خطر يجب الانتباه ولذا يجب ان نكون حاضرين في كيفية المساعدة الاقتصادية ومنعه من الانهيار حتى لا يذهب لبنان شرقاً وتضيع المصالح الاقتصادية والاستثمارية والاحتكارية والاستراتيجية".

واعتبر قنديل ان من شأن التأثير والنفوذ الامريكي في لبنان يتيح التدخل السياسي حين تستدعي المصلحة الاسرائيلية، مشدداً على ان هذا امر محوري ومركزي بالنسبة للحسابات الامريكية. وان الدور الامريكي انما هو منسق مع الفرنسي في كل ما يدور في لبنان.

من جانبه، رأى النائب في البرلمان اللبناني روجيه عازار، ان زيارة الموفد الامريكي ديفيد شينكر للبنان، ليست له علاقة مباشرة بموضوع تشكيل حكومة مصطفى اديب، خاصة عدم وجود مواعيد مع المسؤولين، بل اقتصرت لقاءاته على الناشطين والمجتمع المدني.

وقال عازار: ان الامريكيين لم يأتوا الى لبنان من اجل الحكومة، ولا يهمهم من يرأس الحكومة، وان همهم الوحيد هو الحدود البحرية مع كيان الاحتلال الاسرائيلي الذي تتواجد في النفط والغاز.

واوضح، ان الامريكان لا يمهم ما يمر به لبنان حالياً بقدر ما يهمهم الثوابت الاساسية لديهم ألا وهو الامن الاسرائيلي وثروات المنطقة، مشيراً الى انه يبدو ان الامريكيين صوتوا للفرنسيين متابعة الشأن اللبناني، ولا يظهر اي اختلاف بينهما ولديهما نفس الاهداف، خصوصاً وان الامريكيين منشغلين بالانتخابات الرئاسية الان.

واكد ان السياسة الامريكية والفرنسية المتشددة تجاه حزب الله لبنان وحلفاؤه لم تأت بنتيجة، بل كادت تنقلب لصالح حزب الله كما انقلبت مع خصومهما كالصين وايران وروسيا وغيرها، موضحاً ان الامريكيين انتبهوا لهذا الامر وسلموا انفسهم للتحرك الفرنسي بعد فشل المشروع الامريكي بسياسة العقوبات من اجل اخراج حزب الله من الحكومة ومن الساحة السياسية وطرح مسألة سلاحه، ولم يأخذوا نتيجة لهذا المخطط الذي عمل عليه على مدى ستة اشهر.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5140026