ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي بات يهدد منطقة البجراوية الأثرية التي تبعد 500 متر عن مجرى النهر وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة السودانية الخرطوم.
هذا التحذير اطلقه مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو، مشيرا الى إنّ مفتّشي الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان بواسطة أكياس معبّأة بالرمال واستخدموا المضخّات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.
ووفقاً لآخر بيان لوزارة المياه والريّ السودانية فقد بلغ منسوب النيل الى أكثر من سبعة عشر ونصف المتر وهو مستوى لم يسجّل منذ بدأت عمليات تسجيل منسوب النهر قبل أكثر من مئة عام.
السلطات السودانية أعلنت حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد بسبب الفيضانات القياسية معلنة انها خلّفت اكثر من مئة قتيل ودمّرت أو ألحقت أضرارًا بأكثر من مئة ألف منزل.
وتعد البجراوية التي تبلغ مساحتها اكثر من اربعين هكتارا من أهم المدن التاريخية في أفريقية التي يعود تاريخها للقرن الثالث قبل الميلاد وتضم هذه الحضارة المروية التي عاصرت الفرس والبطالمة في مصر عشرات الاهرامات التي تحتوي على مدافن للملوك والملكات وكبار الوزراء موزعة بين جنوبية وشمالية وغربية.
يذكر انه ومنذ العام 2003 ادرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة هذا الموقع في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي مصنفة الحضارة المروية القديمة ضمن الحضارات الانسانية الخالدة وبهذا التصنيف والإدراج تعهد من المجتمع الدولي برعايتها وصيانة مخلفاتها والحفاظ عليها.