السيدالحوثي: دور النظامين السعودي والإماراتي في المنطقة تخريبي

السيدالحوثي: دور النظامين السعودي والإماراتي في المنطقة تخريبي
الإثنين ١٤ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٢:٠٣ بتوقيت غرينتش

اكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي ان دور النظامين السعودي والإماراتي في المنطقة تخريبي ويقف إلى جانب أعدائها.

العالم- اليمن

واضاف السيد الحوثي في كلمة متلفزة اليوم الاثنين : وصلنا في المنطقة إلى مرحلة تقف فيها بعض أنظمتها مع الأعداء وضد الحفاظ على المقدسات لافتا :نعيش مرحلة خطيرة إذ نعيش مرحلة انحراف يقودها النظامان السعودي والإماراتي.

واكد ان العمالة في هذه المرحلة والمتمثلة بالنظامين السعودي والاماراتي وأمثالهما هي خطر على الأمة، مشيرا الى ان النظامين السعودي والاماراتي ونظام آل خليفة مستعدون لتنفيذ أي مؤامرة ضد المنطقة أيا تكن.

واضاف ان النظامين السعودي والاماراتي ونظام آل خليفة لن يتورعوا عن الوقوف مع أعداء الأمة في أي مؤامرة، قائلا: تطبيع الانظمة العميلة خرج من العلاقة السرية إلى العلاقة العلنية في مسار تصاعدي ضد شعوب الأمة.

وتساءل السيد الحوثي : أين هذه الأنظمة من السلام الذي يدعونه في وقت يساهمون في تنفيذ مؤامرات وحروب أميركا في المنطقة، قائلا: وصلت هذه الأنظمة إلى مستوى غريب من العمالة إذ يقدمون الأموال لأميركا لتنفيذ مخططاتها.

واضاف: جزء من معاناة الأمة يعود لوضعها الداخلي، حيث تعاني في واقعها من الظلم وغياب العدل والانحراف والفكري والتشتت والتفرق، وهو أمر غير طبيعي مع انتماء الأمة الإسلامي، لأن الإسلام يبني حياة مميزة وراقية وعظيمة.

وتابع: نرى الذين تسلموا زمام الأمور في الأمة الإسلامية يقفون في صف اليهود المعادين لها، وفي صف أعداء رسول الأمة ومقدسات الأمة، وهذا مؤشر على خطر كبير يتهدد الأمة.

وأردف السيد الحوثي: من يوجهون الإساءة لرسول الأمة بشكل مستمر هم مرتبطون باليهود الصهاينة وأئمة الكفر أمريكا و"إسرائيل"، الدور الأساس في العداء لأمتنا تقوم به "إسرائيل" وأمريكا، ولديهما أعوانهم في الشرق والغرب.

وتطرق السيد الحوثي الى التطورات السياسية الراهنة وهذا نص تصريحاته:

إن حاضر الأمة هو امتداد لماضيها في الاتجاهين: هناك امتداد لحركة النفاق في الأمة، الذي كان مثالها ونموذجها التاريخي السلبي في ذروته بنو أمية. وهناك امتداد لخط الهداية في هذه الأمة، وطريق الحق لهذه الأمة، الذي هو طريق الحرية والكرامة والاستقلال، والخلاص من التبعية للأعداء، الذي هو طريق الإخلاص للمبادئ والقيم الإلهية، لهذا الدين العظيم، لمقدساته، لرموزه، لمنهجه وكتابه، والفرق بين الاتجاهيين واضح، والصراع مستمر.

ولذلك عندما نعود إلى وضعنا الراهن، ونتأمل الأحداث التي تعاني منها الأمة في هذه المرحلة، سيتضح لنا كيف نعيش هذه الحالة في واقعنا الراهن والمعاصر، هناك النموذج الذي يمثل امتدادا واضحا لمسار الانحراف والتحريف، والذي يقف دائما في صف أعداء الأمة، ونراه اليوم متمثلا بكل وضوح بالنظام الإماراتي والسعودي، السعودي والإماراتي هما على رأس هذا المسار في عصرنا وزمننا وبوضوح، هما يحملان راية النفاق، والولاء لأعداء الأمة، والتبعية لأعداء الأمة، ولعب الدور التخريبي والسلبي في داخل هذه الأمة، وهما يشتغلان في حالة الانحراف والتحريف على كل المستويات وفي كل المسارات والمجالات: على المستوى الثقافي، والفكري، والإعلامي، والسياسي، والاقتصادي... وفي كل مجال، هذه حالة واضحة، عندما يصل الحال بالنسبة لهذا الزمن أن نرى أعداءنا المتمثلين بالعدو الصهيوني اليهودي وأمريكا هم الذين يحملون راية العداء للأمة الإسلامية، وعلى رأس أعداء هذه الأمة، أعداء لهذه الأمة، وأعداء لدينها الحق في مفهومه الصحيح، في مبادئه العظيمة، أعداء لمقدسات هذه الأمة، وأعداء أيضا لرموز هذه الأمة، نرى أعداء هذه الأمة يوجهون الإساءة للرسول "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله" بشكلٍ مستمر، إساءة معلنة، عبارات واضحة، مواقف معلنة في صحفهم، في وسائلهم المختلفة، حتى عندما نرى في أوروبا وفي الغرب بعضا من الصحف تطلق وتوجه الإساءات إلى الرسول "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، إنما هي- في واقع الحال- مرتبطةٌ بالصهيونية اليهودية، والدور الأساس في العداء لهذه الأمة تقوم به إسرائيل وأمريكا، تقوم به الصهاينة اليهود وأمريكا، ولديهم أعوانهم في الشرق والغرب، من يتبعهم، ومن يدور في فلكهم، ومن يقف في صفهم، لكنهم هم أئمة الكفر في هذا الزمن، وهم من يلعبون هذا الدور التخريبي والعدائي ضد هذه الأمة، فعندما نجد أنهم يوجهون الإساءات إلى القرآن، يحرقون المصاحف، إساءات متنوعة إلى القرآن الكريم، استهانة بهذا الكتاب المقدس العظيم، وإساءات توجه إلى الرسول "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، ومؤامرات على المقدسات الأخرى، بما فيها المسجد الأقصى الشريف، والمقدسات في فلسطين وفي غير فلسطين، المؤامرات التي يحيكونها والتي يلعبون من خلالها لعبا كبيرا بحق المقدسات الأخرى في مكة والمدينة، من بينها الصد عن المسجد الحرام، وتقليص الحجاج، وفرض واعتماد سياسات تقلص من نسبة الحجاج، وتضع القيود الكثيرة على فريضة الحج، وتمنع هذا البلد أو ذاك في إطار الصراع مع هذا البلد أو ذاك، الكثير من المؤامرات، والكثير أيضا من الإساءات، بما فيها إدخال صهاينة إلى المسجد النبوي الشريف، وتصويرهم وهم يحملون الحقائب التي عليها العبارات العبرية، هذا الدور الذي نراه اليوم حاضرا، هو يأتي في هذا السياق: في حالة انحراف وتحريف، وتنكر لهذه المبادئ والقيم العظيمة.

أولئك يتجهون بكل وضوح في صف أعداء الأمة، وقد بلغوا في عدائهم لهذه الأمة إلى هذا المستوى، وموقفهم من هذه الأمة هو موقف هشام يوم انزعج من انتهار ذلك اليهودي لما سب رسول الله "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، هم يقفون مع العدو الذي يسيء للرسول، وينزعجون عندما يجدون من يتصدى لهذا العدو، عندما يجدون في هذه الأمة خط الحرية والاستقلال، ويرون أحرار هذه الأمة الذين يتجهون الاتجاه الصحيح القائم على أساس عدم التبعية للأعداء، لأعداء هذه الأمة، يحاربونهم هم، يقفون ضدهم هم، فيمكننا القول بأن العمالة في هذه المرحلة من النظام السعودي والنظام الإماراتي وآل خليفة... وأمثالهم ممن يتجهون اتجاههم من أبناء هذه الأمة، ثم يقفون في صف العدو الواضح لهذه الأمة، الذي يسيء إلى مقدساتها ونبيها وكتابها، يمكننا القول: أن هؤلاء عندما وقفوا في صف أعداء الأمة، أصبحوا أعداء لهذه الأمة، وخطرا على هذه الأمة، وهم بالفعل كذلك، هل يشتغلون ويتحركون إلا في إطار الدور التخريبي والسلبي داخل هذه الأمة!.

ومن الواضح أنهم هم من يعطون فاعلية للكثير من مؤامرات الأعداء، الكثير من مؤامرات الأعداء لا يمكن أن تنجح بدون أن يكون لها من يتحرك لإنجاحها من داخل هذه الأمة، فننظر هذه النظرة الصحيحة التي تقوم على أساسٍ من التقييم والفرز الصحيح: من لا يحترم مبادئ هذه الأمة، ومقدسات هذه الأمة، ونبي هذه الأمة، وقرآن هذه الأمة؛ فهو لن يحترم أبناء هذه الأمة، لن يكون لهم عنده أي قيمة، لن يكون للإنسان المسلم، للإنسان العربي المسلم ولا غير العربي من أبناء الإسلام أي قيمة لديه، سيعادي أبناء هذه الأمة من أجل اليهود الصهاينة، وسينفذ كل المؤامرات التي يتودد من خلالها إلى الصهاينة اليهود وإلى أمريكا، سينفذ أي مؤامرات تستهدف هذه الأمة مهما كانت، ومهما كانت نتائجها في واقع هذه الأمة، لن يبالي، وهو في الوقت الذي يوالي أولئك وهم يسيئون إلى رسول الله يواليهم ويبيع مقدسات هذه الأمة ويستهتر بها، يواليهم ويستهتر بالقرآن الكريم، ويستهتر بهذه الأمة، لن يكون لأحدٍ من أبناء هذه الأمة أي قيمة عنده، فهم إذا خطر على هذه الأمة، ولن يتحاشوا من الوقوف في صف أعداء الأمة في أي مسألة، في أي موضوع، في أي مخطط أو مؤامرة تستهدف أبناء هذه الأمة، ولذلك يقول الله "سبحانه وتعالى" عن المنافقين: {هُمُ الْعدُوُ فاحْذرْهُمْ}[المنافقون: من الآية4]، ولذلك يقول الله "سبحانه وتعالى" عمن يوالي أعداء الأمة: {ومنْ يتولهُمْ منْكُمْ فإنهُ منْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، يتحول في صفهم إلى هذه الدرجة: وكأنه منهم، مع أنهم لا ينظرون إليه هم على أنه منهم بالفعل فيما يعطونه من القدر أو الكرامة أو الاحترام، {ها أنْتُمْ أُولاء تُحبُونهُمْ ولا يُحبُونكُمْ}[آل عمران: من الآية119]، سينظرون إليه نظرة مختلفة.

في هذا السياق يأتي الموقف السعودي والإماراتي وموقف آل خليفة فيما يسمى بالتطبيع، وهو عبارة عن الولاء لأعداء الإسلام، والارتباط معهم على المستوى العلني، كان في الماضي على المستوى السري، ولكن لأن مسار انحرافهم وتحريفهم ومسار عمالتهم هو مسار تصاعدي، خرج من المستوى السري إلى المستوى العلني، ومن تحت الطاولة إلى ما فوق الطاولة، وهم بالقدر نفسه لهم مسار عدائي تصاعدي ضد أبناء هذه الأمة، ضد هذه الشعوب، ولذلك بقدر ما يزدادون ولاء، وبقدر ما يظهرون ولائهم لأمريكا وإسرائيل وللصهاينة اليهود؛ بقدر ما يبرز عداؤهم أكثر وأكثر لأبناء هذه الأمة، بقدر ما يكونون أكثر سلبية، وأكثر عداء، وأكثر عملا لاستهداف أبناء هذه الأمة، وهذا شيءٌ واضح، نجدهم أتوا بعبارة ومفردة: (السلام)؛ ليجعلوا منها عنوانا لهذا الولاء العلني لإسرائيل وأمريكا، وأين هم من السلام مع أبناء أمتهم؟ أليسوا هم الآن من يتحركون لتنفيذ مؤامرات أمريكا وإسرائيل في داخل هذه الأمة، فيأتون بالحروب هنا وهناك، ويشنون الحرب على هذا البلد، ويهندسون لحربٍ أخرى في بلدٍ آخر... وهكذا؟ أليسوا هم الآن مصدر الحروب، والاختلالات الأمنية، والأزمات الاقتصادية، والأزمات السياسية، والمشاكل الاجتماعية، ويسعون لإثارة الفرقة والنزاع بين أبناء الأمة تحت كل العناوين، بما فيها العناوين الطائفية؟ هم من ينفذون المؤامرات في كل هذه المسارات: في الحروب، والاختلالات الأمنية، والأزمات الاقتصادية، لصالح أمريكا ولصالح إسرائيل؛ لأنهم وصلوا في عمالتهم إلى مستوى غريب وغير مألوف في واقع العمالة والخيانة، العادة المشهورة والمعروفة على المستوى التاريخي وفي الواقع البشري: أن العميل يشتغل ويقدم له الطرف الذي هو يعمل لصالحه يقدم له هو التمويل المالي، أو يقدم له المكافآت المالية؛ أما هؤلاء العملاء المتمثلون بالنظام السعودي والإماراتي وآل خليفة، فهم عملاء يقدمون المال هم، يقدمون لأمريكا حتى تربح في إطار مخططاتها التي يعملون على تنفيذها لاستهداف أبناء هذه الأمة.

كان من الغريب لكثيرٍ من أبناء هذه الشعوب أن يظهر أولئك العملاء تنكرهم للشعب الفلسطيني إلى المستوى الذي برزوا عليه مؤخرا، وما حدث أيضا في الجامعة العربية- التي تسمى مجازا بالجامعة العربية- مؤخرا في الموقف من التطبيع والعلاقة مع إسرائيل، والولاء لإسرائيل، كان صادما للبعض، ولكنه بالنسبة لنا غير مفاجئ، وكان متوقعا، ولا نزال نتوقع أكثر مما قد ظهر لحد الآن، القوم هم يتجهون إلى أن يكونوا جبهة واحدة واضحة صريحة في المنطقة، هذا واضح، وليس مجرد علاقة شكلية، وكما قلنا في كلمةٍ سابقة: هم يركزون على التبرير لهذه العلاقة، لهذا الارتباط، لهذا الولاء، ويدخل تحت هذا التبرير الكثير من الأنشطة والأعمال التضليلية، على مستوى الفتاوى الدينية الباطلة، والتي فيها افتراء على الله "سبحانه وتعالى"، وعلى كتابه، وعلى رسوله، وعلى القرآن الكريم، لنرى كم يمثله هذا الانحراف من خطر كبير، ومن سوء كبير، يدخل فيه أشياء خطيرة جدا وكثيرة جدا، على المستوى الإعلامي، على المستوى السياسي، كم يقدمون وكم يفعلون في سياق التبرير لإعلان هذا الولاء، وهذا الارتباط، وهذه العلاقة.

ثم أيضا على مستوى الترويج، هم لا يكتفون بذلك، لا يكتفون بأن يكونوا انحرفوا هم هذا الانحراف، ودخلوا في حالة من التبعية العمياء المعلنة والكاملة لأعداء الأمة، والارتباط بهم في صفهم وفي جبهتهم لاستهداف هذه الأمة؛ إنما يتجهون أيضا للترويج لحالة التطبيع والولاء والارتباط المعلن بأعداء الأمة، بأعداء الإسلام، بأعداء النبي والقرآن، يتجهون للترويج والاستقطاب، والدفع لبقية أبناء الأمة بأن يحذوا حذوهم، وأن يقفوا معهم في جبهتهم مع إسرائيل، ثم يتجهون أيضا بعدائيةٍ أكبر وأوضح لأبناء هذه الأمة الذين يثبتون على المبادئ، على الاستقلال، على الكرامة، على العزة، على الحرية بمفاهيمها الصحيحة، الذين لا يتجهون بمثل اتجاههم في التبعية والعمالة والخيانة لصالح أعداء الأمة، يعادونهم أكثر، ويتحركون ضدهم أكثر، ويقدمون الأموال الهائلة في هذا السياق.

ولذلك نحن نقول: أن هناك فارق إلى حدٍ ما بين ما حصل سابقا من مصر والأردن في علاقتهم بإسرائيل، وبين ما حصل مؤخرا من هذه الأنظمة الخليجية المتمثلة بالنظام السعودي والإماراتي وآل خليفة، مع أنه كله مدان، كل علاقة بإسرائيل، وكل تطبيع مع إسرائيل مدان ومستنكر وجريمة وخيانة، لكن توقعوا من هؤلاء أن يكونوا منافسين في العمالة، وأن يتجهوا بغباء وبتصرفات غريبة جدا، من يتابع المواقف الإعلامية لعناصرهم الاستخباراتية الإعلامية، يجد لؤما عجيبا، وخسة، ودناءة عجيبة جدا، كيف يتباهون بالود لإسرائيل، والعلاقة مع اليهود الصهاينة، والولاء لليهود الصهاينة، كيف يدفعون حتى بنسائهم للتودد إلى الصهاينة، تصرفات غريبة جدا ودنيئة ومنحطة للغاية، وسيقدمون أموالهم بسخاء لصالح الصهاينة الذين لا يرون فيهم إلا بقرة حلوبا، ويرون فيهم أنهم أغبياء، تمكن أولئك اليهود الصهاينة، وتمكن الأمريكي والإسرائيلي من أن يغنموهم، وأن يجعلوا منهم غنيمة لهم يتحركون لصالحهم فقط، وهم في حقيقة الأمر سيخسرون، هم سيخسرون، الأمريكي سيستفيد من غبائهم، من ضلالهم، من انحرافهم، والإسرائيلي كذلك، والإسرائيلي يعرف كيف يستفيد منهم، الأمريكي والإسرائيلي كلاهما يعرف كيف يحلب هذه البقرة أكثر فأكثر، وكيف يستغلها، وكيف يستغل أيضا قرونها في الإضرار بهذه الأمة، فترفس وتنطح أبناء هذه الأمة، وتقدم ضرعها للعدو الصهيوني والأمريكي ليحلب، فحليبها لليهود الصهاينة والأمريكيين؛ أما الرفس وأما النطح فلأبناء هذه الأمة، هذا هو واقعهم الذي جعلوا أنفسهم فيه، موضعهم الذي وضعوا أنفسهم فيه، فمواقفهم وسياساتهم العدوانية، واتجاهاتهم التي سيتحركون فيها في كل المجالات: على المستوى الثقافي، والإعلامي، والسياسي، والفكري، والاقتصادي، والعسكري، والأمني، أصبحت قائمة على أساس هذا الانحراف، الذي نعبر عنه بالتبعية العمياء لأعداء الأمة، والوقوف في صفهم، والانحياز إلى جبهتهم ضد أبناء هذه الأمة، وهذا شيءٌ بالنسبة لهم يمثل خسارة كبيرة، وأمرا خطيرا عليهم.

لكن المسؤولية على أبناء هذه الأمة أن يكونوا على درجةٍ عاليةٍ من الوعي، وأن يفهموا الأمور فهما صحيحا؛ حتى لا يخضعوا لهذه الاستقطابات، ولا يتأثروا بهذا الترويج للتطبيع والتبعية لأعداء الأمة، وأن يدركوا أن هؤلاء مهما كان تضليلهم، ومهما كانت العناوين التي يقدمونها، والتبريرات والترويج الذي يشتغلون من خلاله لتضليل هذه الأمة، فهم لا يحترمون هذه الأمة، لا يريدون الخير لشعوب هذه الأمة، لا يريدون الخير لا لشعب اليمن، ولا لشعب العراق، ولا للشعوب في منطقة الخليج، ولا يريدون خيرا للشعوب في المغرب الإسلامي، وفي مصر، وفي الشام... في كل أقطار هذا العالم الإسلامي، لا يريدون الخير لأحد، أولوياتهم باتت هي تنفيذ مؤامرات أعداء هذه الأمة، أولوياتهم، اهتماماتهم، مؤامراتهم، مخططاتهم، كلها تصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل، وقد جندوا أنفسهم لمصلحة أمريكا وإسرائيل.

يجب أن تحمل شعوبنا هذه النظرة الصحيحة إليهم؛ حتى تحذرهم، إن القرآن عندما أخبرنا عن المنافقين، وعن ولائهم لأعداء الأمة، وعن تبعيتهم لأعداء الإسلام والمسلمين؛ هو لنحذر منهم، {هُمُ الْعدُوُ فاحْذرْهُمْ}، احذرهم، لا تتأثر بهم، لا يستقطبوك، لا تقف إلى صفهم، لا تتعاون معهم، لا تشتغل معهم لا إعلاميا، ولا سياسيا... ولا في أي مجال من المجالات، واحذر من مؤامراتهم؛ لكي تتصدى لها، من واجبك في انتمائك الديني، في انتمائك لهذه الأمة أن تتصدى لمؤامراتهم التي هي ذات طابع استهدافي وعدائي لهذه الأمة.

اليوم هم سيتآمرون على الشعب الفلسطيني بكل وضوح، وباتوا كذلك، وبدأوا ذلك؛ أما عدوانهم على شعب اليمن فهو في هذا السياق، ومنذ اليوم الأول عندما بدأ العدوان قلنا: أن هذا العدوان يأتي من هؤلاء وهم مجرد أدوات تنفذ لأمريكا وإسرائيل مؤامراتها، هذا هو عدوانٌ لمصلحة أمريكا وإسرائيل يستهدف الشعب اليمني، هؤلاء لا يمتلكون أي أجندة تخصهم، ولا مشاريع تخصهم، مشاريعهم هي ضمن المشاريع الأمريكية، أجندتهم هي ضمن الأجندة الأمريكية، هم ينفذون مؤامرات أمريكية وإسرائيلية في المنطقة، وكان واضحا ارتباطهم بما سمي بصفقة القرن، صفقة ترامب الجائرة والباطلة، كان واضح مدى علاقتهم بهذه الصفقة، ولهذا يأتي دورهم السلبي والتخريبي في المنطقة ككل، وفي عدوانهم الذي هو الآن في العام السادس على شعبنا اليمني المسلم العزيز، الآن توضحت الأمور وتجلت أكثر فأكثر.

كان البعض لا يستوعبون عندما كنا نتحدث في بداية هذا العدوان ونقول لهم: هؤلاء يتآمرون على اليمن، هؤلاء لهم أهداف ظالمة وسيئة وتخريبية وعدوانية في اليمن، هم يريدون احتلال اليمن، والسيطرة على الشعب اليمني، وهم يريدون من وراء ذلك أن يمكنوا الأمريكي والإسرائيلي ليأتي من خلفهم فيسيطر على هذا البلد، وهم مجرد أدوات، هم يتحملون الحمل الثقيل، ويدفعون الكلفة الباهظة في سبيل أن يمكنوا الأمريكي وأن يمكنوا الإسرائيلي لاحتلال هذا البلد، والسيطرة على هذا البلد، ثم هكذا لهم نفس الدور التخريبي في بقية شعوب وبلدان هذه المنطقة.

ونلاحظ هذا: عندما تمكنوا من السيطرة على المحافظات الجنوبية، بدأ الأمريكي يتواجد من خلفهم، وأصبح له قاعدة في مطار الريان في حضرموت، وأصبح يتواجد في شرورة، وأصبح يتواجد إلى حدٍ ما في عدن، ثم الإسرائيلي بدأ يحضر لمثل هذا الحضور، لمثل هذا التواجد من خلفهم، وبحمايتهم، وبنفقاتهم، وبجهودهم هم، هذا ما يعملون له في منطقتنا بشكلٍ عام، ويشتغلون سلبا على كل المستويات.

الدور السلبي الحاضر في لبنان على المستوى السياسي والاقتصادي هم ضالعون فيه إلى حدٍ كبير، لو تركوا الشعب اللبناني وحاله؛ لاستطاع الشعب اللبناني أن يتغلب على أزماته الاقتصادية ومشاكله السياسية، لكنهم يتدخلون سلبا بكل وضوح، وتبعا للدور الأمريكي والدور الإسرائيلي، هذا واضح منذ زمان، وهكذا باتوا مكشوفين وواضحين أمام أبناء هذه الأمة، وبقيت المسؤولية على أبناء هذه الأمة أن يقفوا الموقف الصحيح، الموقف المسؤول، الموقف الذي يفرضه عليهم انتماؤهم للإسلام، وتفرضه عليهم مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم، الموقف الذي فيه حريتهم، وكرامتهم، واستقلالهم، والحفاظ على حقوقهم.

عندما نخلص لمبادئنا الدينية التي تجعل منا أحرارا، وتكفل لنا الحياة الكريمة، وتربينا على العزة، فنحن نستفيد لمصلحتنا، نحن نسعى لتحقيق ما هو مصلحةٌ حقيقيةٌ لنا، عندما نبقى متمسكين بمقدساتنا: بالقرآن، بالرسول، بالمقدسات الإسلامية والمعالم الإسلامية، فهذا يجعل منا أمة تحظى برعاية الله، بتأييد الله "سبحانه وتعالى"، وأمة لها قضية، أمة لها مبادئ تصونها، وتقيم تحفظها وتحافظ عليها، لا يصل الإنسان إلى درجة أن يجعل من نفسه عبدا لعدوه- كما فعلوا هم لصالح الأمريكي والإسرائيلي- إلا في الوقت الذي كان قد تنكر فيه لتلك المبادئ ولتلك القيم، وخان فيه ذلك الانتماء: الانتماء لهذا الإسلام ولرسوله ولقرآنه، وكذلك لمبادئه ولمقدساته.

من يسترخص هذا الدين في مقدساته، وفي رموزه، وفي مبادئه، هو يسترخص نفسه، ويسترخص أمته، وسيكون حاضرا للخيانة، وحاضرا للجريمة، وحاضرا لفعل أي شيء، ومخذولا من قبل الله "سبحانه وتعالى"، فلا يتوفق، ولا يهتدي للسير في الاتجاه الصحيح، ولا لتبني المواقف الصحيحة.

اليوم نحن في هذا العدوان قد مر بنا ألفا يوم منذ بداية هذا العدوان على شعبنا اليمني المسلم العزيز، وهذه محطة مهمة جدا، إذا جئنا لتقييم كل هذه المرحلة الزمنية التي مرت بنا، نجد الكثير من الحقائق التي باتت اليوم واضحة وبشكلٍ كبير، واعترف بها حتى الخونة من أبناء هذا البلد، فبات الدور السعودي والإماراتي ودور آل خليفة- الذين يقومون بدورٍ كبير في هذا العدوان على بلدنا- واضحا أنه في هذا السياق العام: في سياق تنفيذهم للأجندة الأمريكية والإسرائيلية، وارتباطهم بأمريكا وإسرائيل، وتنفيذهم للمؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، وباتت المسألة حربا لاحتلال بلدنا، والسيطرة على شعبنا، ونهب مقدراتنا، وتمكين الإسرائيلي والأمريكي من السيطرة على هذا البلد، وبات واضحا أن الخيار والقرار الصحيح الذي اتخذه أحرار هذا البلد في التصدي لهذا العدوان، في الثبات على الموقف الحق، في التمسك بالحق المكفول لهذا الشعب في حريته واستقلاله، أنه الخيار الصحيح، الصائب بكل الاعتبارات والمقاييس، على المستوى: المبدئي، والإسلامي، والأخلاقي، والإنساني، والوطني، هذا هو الموقف الصحيح الذي نفتخر فيه بكل جهدٍ نبذله، بكل عملٍ نقدمه، والذي نقدس فيه كل التضحيات التي قدمناها في هذا السبيل؛ لأنا قدمناها في سبيل الله "سبحانه وتعالى"، لأنا آثرنا أن يكون خيارنا وقرارنا وموقفنا بالمعيار الإيماني، بالموقف الذي يريده الله منا، بالموقف الذي ننسجم فيه مع القرآن ومع الرسول، مع المبادئ الإلهية، مع التعليمات التي هي تعليمات صحيحة لهذا الإسلام. وانكشف واقع الآخرين، من كان خيارهم وقرارهم أن يقفوا في صف العدوان، أوليسوا يعترفون أن الحالة اليوم هي حالة احتلال، وأن أولئك قد التحقوا بكل وضوح وبشكلٍ معلن بركب الصهيونية واليهود؟ باتت الأمور جلية.

ونقول لأولئك الذين كان خيارهم وقرارهم أن ينضموا في صف العدوان: انظروا في نهاية المطاف كل ما قدمتموه معهم، قدمتموه لتنفيذ مؤامراتهم، في نهاية المطاف هو لخدمة الأمريكي، لخدمة الإسرائيلي، هذه هي الحقيقة.

ونحن معنيون اليوم بعد كلما قد مضى، وبعد أن رأينا ثمرة وقيمة وأهمية هذا الموقف الصحيح، وهذا الاتجاه الصحيح في التصدي لهذا العدوان: أن نواصل مشوارنا في التصدي لهذا العدوان؛ لأنا في الموقف العظيم، في الموقف الصحيح، الذي كلما أخلصنا فيه أكثر، وبذلنا فيه أكثر، وعملنا فيه أكثر؛ فنحن نكسب بذلك الفضل والشرف والقربة إلى الله "سبحانه وتعالى"، والفوز في الدنيا والآخرة، ونحن نسعى لما فيه الخير الواضح لنا كشعبٍ يمني ولأمتنا في تحقيق الحرية والكرامة والاستقلال، نحن في الاتجاه الصحيح، في الاتجاه المشرف، نقف فيه رافعي الرؤوس بكل اعتزاز وبكل فخر. أما الآخرون فهم في مقام خزي، في موقف خزي، في حالة فظيعة وسيئة جدا ومخزية.