حملة لتوقيع 'ميثاق فلسطين' رفضا لعار التطبيع الإماراتي

حملة لتوقيع 'ميثاق فلسطين' رفضا لعار التطبيع الإماراتي
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

أطلقت شخصيات إماراتية معارضة بالتعاون مع مؤسسات وشخصيات عربية وإسلامية حملة لتوقيع ميثاق فلسطين رفضا لعار التطبيع والاتفاق الإماراتي الإسرائيلي المقرر توقيعه اليوم.

العالم - الامارات

وقالت الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع على حسابها في تويتر “اليوم هو يوم مشؤوم في تاريخ حكومتي الإمارات والبحرين، وسيكون يوماً مشهوداً مشرفاً للشعوب ولن ندع المجال للحكومات أن تكتب هذا التاريخ لوحدها”.

وأضافت “في الوقت ركوع الحكومات أمام الصهاينة ستقف الشعوب لترفض هذا التطبيع مع الكيان الصهيوني، شاركونا على وسم #ميثاق_فلسطين و #الشعوب_ضد_التطبيع”.

ويسجل اليوم الثلاثاء 15 أيلول/سبتمبر 2020 توقيع اتفاقية إشهار التطبيع بين النظام الإماراتي و"إسرائيل" تحت رعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في خطوة لا تحظى بمباركة شعبية في البلدان العربية، وتوجّه ضربة قاسية للقضية الفلسطينية مع الاستسلام للفرضية التي تروّجها إسرائيل بسلام مقابل السلام.

ويسط ذلك عملياً مبادرة السلام العربية التي تمسكت بها مختلف الدول العربية منذ عام 2002، ما يمهد الطريق لتطبيق ما تبقى من بنود الخطة الأميركية الهادفة لتصفية القضية والمعروفة بـ”صفقة القرن”.

هذا التوقيع الذي يُخرج إلى العلن علاقات بقيت خلف الأضواء لفترة طويلة، يفتح الباب أمام انضمام دول عربية أخرى لمسار التطبيع، وخصوصاً أن تطبيع أبوظبي ومعها البحرين ما كان ليتم بلا ضوء أخضر سعودي.

وبينما تبدو الإمارات والبحرين ساعيتين لاستغلال فرص التعاون الاقتصادي مع "إسرائيل" وما يتبع ذلك من رضا أميركي، من دون الحصول على أي تنازل من الاحتلال، في ظل عدم الإعلان عن وقف الاستيطان ومخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، أو حتى تحقيق مكاسب لهاتين الدولتين ومنها بيع مقاتلات متطورة من طراز “إف 35” لأبوظبي، ففي المقابل يعدّ الاتفاقان انتصاراً مهماً لترامب قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأيضاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتخبط في مواجهة أزمة كورونا ويواجه تظاهرات مناهضة له ويُحاكم بقضايا فساد.

في المقابل فإن الحضور الأوروبي لمراسيم توقيع الاتفاقين سيكون باهتاً، مع مشاركة وحيدة ممثلة في وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، على الرغم من ترحيب معظم دول القارة بالتطبيع الجديد، علماً أن حكومة المجر اليمينية المتطرفة حليف وطيد لتل أبيب.

أما على الضفة الفلسطينية، وفيما تتكثف المحاولات لتوحيد الجهود الداخلية في مواجهة الاحتلال، ولا سيما مع إطلاق المقاومة الشعبية بعد اجتماع الأمناء العامين للفصائل قبل بضعة أيام، فيُنتظر استجابة الشارع للدعوة إلى احتجاجات اليوم ضد الصفقات المخزية في الداخل الفلسطيني ومختلف أنحاء العالم.

وفي الدول الخليجية، كان الرد على الاتفاقين متحفظاً. وبينما رُفع العلم الإماراتي على مبنى بلدية تل أبيب، لم يظهر العلم الإسرائيلي حتى عصر أمس على برج خليفة في دبي.

كما كشف عن خلاف حول رغبة الإمارات في شراء طائرات مقاتلة أميركية من طراز “أف 35″، إذ قال نتنياهو إنه يعارض هذه الخطوة على اعتبار أنها يمكن أن تقوّض التفوّق الاستراتيجي لإسرائيل.

وفي المنامة، أعرب بحرينيون معارضون للاتفاق عن رفضهم التطبيع، وتداول مستخدمو تطبيق “تويتر” وسم “بحرينيون ضد التطبيع” و”التطبيع خيانة” على نطاق واسع.

ويشرف ترامب خلال احتفال في البيت الأبيض اليوم، على توقيع مسؤولين إماراتيين وبحرينيين مع نتنياهو على ما يطلق عليها الأميركيون اسم “اتفاقات أبراهام”.

وسيقود الوفدان العربيان وزيرا خارجية البلدين، الإماراتي عبدالله بن زايد والبحريني عبد اللطيف الزياني، وذلك تمهيداً لإطلاق مسار متسارع من التعاون في مجالات عدّة اقتصادية وعلمية وطبية من دون استثناء.

وأعلن ماتي باتشولاي، المتحدث باسم وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، أن الوزير سيكون الوحيد من بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي سيحضر حفل التوقيع.

وسارت هند العتيبة، مديرة الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، على خطى شقيقها السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، ونشرت صباح أمس مقالاً في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مؤكدة فيه أن الإمارات تريد سلاماً دافئاً وحميمياً مع "إسرائيل" لدرجة التحاق طلبة إسرائيليين للدراسة في جامعة بن زايد وسفر طلبة إماراتيين للدراسة في الجامعات الإسرائيلية.