حين لا يفصل بين ايران و"اسرائيل" سوى قطعة مياه 

حين لا يفصل بين ايران و
الأربعاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالمالخبر واعرابه

الخبر : اتفاق التطبيع الذي تم التوقيع عليه بين الامارات والبحرين والكيان الصهيوني مساء الثلاثاء جاء في حين اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب بان خمس أو ست دول تنتظر في طابور التطبيع مع "اسرائيل" .

الاعراب :

-في ظل اتفاق التطبيع بين الامارات والبحرين مع الكيان الصهيوني والذي تم ليل الثلاثاء لم يعد يفصل بين ايران و"اسرائيل" سوى قطعة من المياه ، وهذا يعني انه يمكن توقع المزيد من انعدام الامن والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي لاسيما الملاحة البحرية ، الانفلات الامني الذي ستتحمل مسؤوليته الدول التي هرولت لتنفيذ هذا المشروع والدول التي ستلتحق به .

-بالامس حضر سفيرا عمان والسودان في مراسم التوقيع على اتفاق العار (التطبيع) ، وهذا الحضور يعزز التكهنات بان هذين البلدين سيكونان التاليين في التطبيع مع الكيان الصهيوني ، هذا في حين ان رئيس وزراء السودان وخلال لقائه الاخير مع وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو كان قد اعلن بصراحة بانه يعتذر عن عقد مثل هذا الاتفاق مع "اسرائيل" وذلك بسبب ان حكومته هي حكومة مؤقتة . وبالطبع لا ننسى بان سلطنة عمان وفي الاشهر الاخيرة من عمر سلطانها السابق استضافت رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو بشكل رسمي . وفي الاطار نفسه كشفت بعض المصادر الخبرية عن مفاوضات بين المسؤولين الامريكيين مع المسؤولين المصريين لرفع حصار الدول الاربع ( السعودية ، الامارات ، البحرين ، مصر ) عن قطر في مقابل استسلام الاخيرة امام الكيان الصهيوني ، وفي نفس الوقت ينظرون الى مسالة خلافة الكويت باعتبارها ارضية خصبة لارغام هذا البلد الداعم للقضية الفلسطية بقوة على النبطاح امام "اسرائيل" .

-رغم ان تاكيد ترامب على العدد خمسة او ستة للدول التي تنتظر في طابور التطبيع مع الكيان الصهيوني هو مجرد "خدعة سياسية" ولكن لا يستبعد بان تكون بعض الدول العميلة بانتظار ضوء اخضر من السعودية للقيام بهذا الامر . ومن الواضح ان هذا الضوء الاخضر قد تم تقديمه اثناء زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى امريكا واووربا بعد جريمة الاغتيال البشعة للصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصليةبلاده باسطنبول . بن سلمان وخلال زيارته تلك وبهدف كسب دعم ترامب والخروج من مأزق جريمة قتل خاشقجي ارغم على تقديم مليارات الدولارات لترامب تحت عنوان صفقات السلاح ، ولم يكتف بذلك فقط بل اعلن خلال مقابلاته التلفزيونية ضرورة تمتع ما وصفهم بالشعب الاسرائيلي بحق الحياة في الاراضي المحتلة .

-رغم انه وخلال العقود الماضية كان يتم الاعلان بان الهدف من تواجد امريكا في منطقة الشرق الاوسط هو ارساء الدميقراطية وضمان الحصول على النفط وبالتالي ضمان امن الكيان الصهيوني ، ولكن ادارة ترامب وبشكل رسمي ودعت الهدفين الاولين بسبب عدم ايمانها بتحقق الديمقراطية الامريكية في المنطقة وكذلك استغنائها عن نفط المنطقة ، واكدت بان هدفها الوحيد من التواجد في المنطقة يقتصر على ضمان امن "اسرائيل" . والان فان ترامب وبفراغ بال سيحول هذه المهمة الى عملائه في المنطقة .

-رغم انه لن يمضي وقت طويل حتى يندم حكام الامارات والبحرين على ما ثقتهم بالكيان الصهيوني ، ولكن يبدو انه وحتى ذلك الوقت فان شعوب المنطقة لن تبقى مكتوفة الايدي حيال مثل هؤلاء الحكام الخونة ولن تسمح لهم بان ينجو بجلدهم ، وسترغمهم على ان يدفعوا الثمن غاليا . ردود الفعل المشتركة للشيعة والسنة في البحرين حيال مسالة التطبيع مع الكيان الصهوني هي غيض من فيض هذه المواقف وبحسب المثل "واحد كالالف" .