هكذا اكتشف حزب الله 'بصمة' الأميركيين في الحكومة

هكذا اكتشف حزب الله 'بصمة' الأميركيين في الحكومة
الجمعة ١٨ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١١:٤٦ بتوقيت غرينتش

تسبّب الانفجار في مرفأ بيروت (4-8-2020) بحدوث زلزال داخلي، مضافاً إليه أزمات سياسية وصحية وفساد مالي وانهيار اقتصادي.، وهو ما رأت فيه واشنطن "فرصة" لا بدّ من استثمارها لتحقيق أهدافها.

العالم- لبنان

والانفجار الذي دمّر مرفأ بيروت وأجزاء من الأحياء السكنية، كشف انّ الحياة في لبنان تغيّرت الى الابد. والبعض يقول، إنّ الاسوأ لم يأتِ بعد، خصوصاً مع هذا التصاعد المرعب في اصابات كورونا، والذي يفاقم من هول المأساة التي يعيشها لبنان.

وتابعت صحيفة "الجمهورية" في مقال لـ"جوني منير": على وقع كل ما سبق، تقدّمت باريس، من خلال الرئيس ايمانويل ماكرون، وهي المعنية بالمواجهة مع تركيا، وتحت سقف التنسيق مع واشنطن. كانت الأمور تسير وفق انتظام مقبول، ذلك انّ واشنطن، وبخلاف السلام المصري ـ الاسرائيلي واجتياح العام 1978، تريد الآن تبريد خطوط التماس في المنطقة ومن ضمنها لبنان، لإمرار التسوية السلمية بين الإمارات والبحرين و"إسرائيل" بأقل مقدار من الشغب، لتعبيد الطريق أمام دخول بلدان عربية اخرى في ركب السلام والتطبيع مع اسرائيل، وبالتالي تأمين الظروف الملائمة لولادة محور عربي ـ اسرائيلي.

ومن هذه الزاوية، أمّنت واشنطن مظلّة داعمة وغير منظورة للمبادرة الفرنسية في لبنان، وذلك خلافاً لكل التشكيك والكلام القائل بأنّ واشنطن متحسسة من المبادرة الفرنسية. وخلال زيارته الثانية للبنان، وعند انتهاء حفل الغداء الرسمي في قصر بعبدا، تأهّب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد للمغادرة، فما كان من أحد مساعدي ماكرون إلاّ أن اقترب منه ومعه ورقة سلّمه ايّاها، قائلاً له بأنّها ستجري مناقشتها بعد ساعات خلال لقاء الطاولة المستديرة في قصر الصنوبر.

أخذ رعد الورقة وهرول في اتجاه مكتبه، حيث تولّى أحد الاشخاص ترجمة بنودها الى اللغة العربية. وبعد اتصال بينه وبين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حمل رعد جواب الحزب الرسمي وابلغه الى ماكرون: "نحن موافقون على 90% مما هو وارد من نقاط». عندها سأله ماكرون عن الـ10 في المئة التي لا يوافق عليها "حزب الله"، فأجاب رعد: «إنّها تتعلق بنقطتين، الاولى الانتخابات النيابية المبكّرة، والثانية ضرورة شرح معاني التحدث عن "تحقيق شفاف" وما المقصود به فعلاً.

وافق ماكرون على تحفظات "حزب الله" فوراً، وفُتحت الطريق أمام تسمية مصطفى أديب لرئاسة الحكومة. لكن التواصل الضعيف مع أديب، جعل الثنائي الشيعي في موقع المتوجس، خصوصاً أنّ الرئيس نبيه بري اعتاد أن يكون أحد طباخي الحكومة.

وبخلاف ما ظهر عبر الإعلام، فإنّ بري كان باشر النقاش حول المداورة الشاملة. لكن "حزب الله" كان بدأ يتوجس انطلاقاً من قراءته الإقليمية. فالعقوبات التي ظهرت، بدا انّها كانت تهدف إلى عزل "حزب الله" عن حلفائه، أضف إلى ذلك التطورات في المنطقة، وخصوصاً حيال التسوية السلمية مع "إسرائيل"، ما يعني تطويق المحور الإيراني وخلق خريطة جيوسياسية جديدة.

وخلافاً لما ظهر، فإنّ «حزب الله» هو الذي اتخذ قرار رفض التشكيلة الحكومية، اذا لم تبقَ حقيبة وزارة المال في يد الطائفة الشيعية. فالنقاط الاساسية التي رفعها اديب الى الثنائي الشيعي حيال عناوين الحكومة تضمنت: حكومة من 14 وزيراً، وزراء من خارج الاحزاب، تحقيق المداورة الشاملة وابقاء القوى السياسية بعيدة عن تسمية الوزراء.

إشتمّ حزب الله "رائحة" الأميركيين في الشروط الموضوعة للحكومة والهدف، هو إبعاده، على واقع المستجدات في المنطقة...

...لكن باريس حتى الساعة لا تبدو في وارد الذهاب الى نزاع مفتوح مع "حزب الله"، انسجاماً مع أوضاع المنطقة والنزاع مع تركيا والتقاطع الإيراني ـ الفرنسي، إضافة إلى ضرورة تبريد الساحات لا إشعالها، توازياً مع مسار التطبيع الحاصل مع "إسرائيل". لذلك شهدت السفارة الفرنسية في الأمس، اتصالات ناشطة بقيت بعيدة من التداول الإعلامي.