لبنان.. لا حل قريبا في الأفق

لبنان.. لا حل قريبا في الأفق
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:١٣ بتوقيت غرينتش

كان لا بد لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون من مصارحة اللبنانيين بما بلغته أزمة التأليف وتوليد "حكومة المهمة"، والشروط والشروط المضادة التي أدت إلى "كربَجة" العملية في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي تعيشها البلاد.

العالم_لبنان

هذا ما قالته دوائر القصر الجمهوري في تفسيرها للدوافع التي قادت الرئيس اللبناني إلى إطلالته الإعلامية أمس الإثنين، وقالت هذه المصادر لصحيفة الجمهورية اليوم إنّ عون وضع المعنيين أمام مسؤولياتهما للخروج من الأزمة والسعي إلى تشكيل الحكومة العتيدة لقيادة المرحلة المقبلة في أجواء من التعاون الذي يحتاج إليه الوضع منعاً للتدهور السريع المؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

ولفتت المصادر إلى أنّ عون لم يكتف بتوصيف الأزمة وشرح المواقف المتناقضة ببساطة، بل تقدّم بطرح يمكن أن يشكل مخرجاً للمأزق الذي بلغته عملية التأليف، وهي التي أدت إلى عدم حاجة الرئيس المكلف إلى التوجه إلى بعبدا سواء لتقديم اعتذاره أو لتقديم التشكيلة الموعودة، كما كان متوقعاً، فاعتلى عون المنبر بدلاً منه وصارحَ اللبنانيين بواقع الأمور محمّلاً المعنيّين مسؤولية الخروج على القواعد الدستورية وما تنص عليه القوانين من دون أن يخفي موقفه المتباين مع طرحي الطرفين السني والشيعي.

وبحسب صحيفة الأخبار، لم تنجح مساعي عون بإحداث خرق ما في الجمود الحكومي. ثنائي حزب الله وحركة أمل متمسك بمطالبه. فالمشكلة، برأي الثنائي، لم تعد مجرد صراع على حقيبة المالية بل باتت معركة على الشراكة الوطنية وعلى وجهة الحكومة المقبلة، التي تريدها واشنطن، بواجهة رئيسي الحكومة السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، حكومة انقلابية على نتائج الانتخابات النيابية وعلى التمثيل الشعبي لفريق المقاومة. وهذا الانقلاب، يؤكد الثنائي، لن يمرّ. وبسبب غياب أي تشاور محلي، وفي ظل إطفاء باريس محركات مبادرتها، أتى تحذير رئيس الجمهورية من الذهاب إلى جهنم.

وصلت المبادرة الفرنسية الى أفق مسدود، فخرج ميشال عون يوم أمس محاولاً إنعاشها من خلال اقتراح يدرك مسبقاً أنه ولد ميتاً. فقد عرض إلغاء التوزيع الطائفي للوزارات التي سُمّيت سيادية و"عدم تخصيصها لطوائف محددة، بل جعلها متاحة لكل الطوائف، فتكون القدرة على الإنجاز وليس الانتماء الطائفي هي المعيار في اختيار الوزراء"، واضعاً اقتراحه هذا في إطار السير نحو الدولة المدنية. طرح، كان من الممكن أن يكون موضع ترحيب من ثنائي حركة أمل وحزب الله، لو أنه لم يمس بجوهر مطلبهما الحصول على حقيبة المالية. بات واضحاً أن ثمة تصعيداً أميركياً مباشراً عبر العقوبات على الحزبين بدافع تضييق الحصار عليهما، وغير مباشر عبر رؤساء الحكومات السابقين، ولا سيما سعد الحريري وفؤاد السنيورة، فيما يجري تغليف هذه المسألة بمظهر طائفي، لإضعاف حجة التمسك بحقيبة المالية، التي يصرّ عليها الثنائي أكثر من أي وقت مضى من منطلق مواجهة الانقلاب الناعم على مضمون المبادرة الفرنسية ونتائج الانتخابات النيابية. غير أن ذلك لا يضع حزب الله في مواجهة عون، وفق المصادر، ولا يتناقض مع وثيقة التفاهم. على العكس، «يتفهم الحزب تمسك رئيس الجمهورية بهذه المبادرة انطلاقاً من أنه يراها الفرصة الأخيرة، فضلاً عن تفهّم حساسية الرئيس تجاه أي معركة يخوضها رئيس مجلس النواب نبيه بري.