سؤال بريء.. لماذا وجهت رغد إبنة صدام تهنئة للسعودية؟

سؤال بريء.. لماذا وجهت رغد إبنة صدام تهنئة للسعودية؟
السبت ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٠٧ بتوقيت غرينتش

وجهت رغد، ابنة الطاغية صدام حسين، تهنئة إلى السعودية وشعبها بمناسبة الذكرى الـ 90 لليوم الوطني للمملكة، وكتبت رغد على حسابها في "تويتر" قائلة: "كل عام والسعودية وشعب السعودية العزيز بخير وعز من الله سبحانه".

العالم – كشكول

في هذه السطور القليلة لن نخوض في الاسباب التي دفعت ابنة الطاغية لتوجيه تهنئة الى السعودية، ولن نسبر اغوار النفوس ونستنطقها وفق مزاجنا واهوائنا، وسنفترض اننا لا نعلم شيئا عن هذه الاسباب، وسنترك معرفتها للعراقيين انفسهم، خاصة ابناء محافظات الوسط والجنوب، الذين باتوا يتصدرون اخبار المشهد العراقي منذ اكثر من سنتين، الا اننا نرجو ان يسمحوا لنا ان نسرد بعض الملاحظات، قبل ان يضعوا اصابعهم الذكية على الاسباب التي تقف وراء هذه رسالة أبنة الطاغية.

إبنة الطاغية تعلم جيدا:

-ان السعودية انخرطت وبشكل كامل في المحاولات الامريكية لاضعاف حكم والدها على مدى اكثر من عقدين، بعد ان انتهت صلاحيته لدى امريكا.

-ان السعودية كان لها دور رئيسي في إسقاط حكم والدها السفاح في العراق.

-ان السعودية تكفلت بتغطية النفقات المالية للمخططات الامريكية التي كانت تستهدف اسقاط نظام والدها.

-ان السعودية وضعت قواعدها العسكرية وارضها وسماءها وبحرها تحت تصرف القوات الامريكية لاسقاط نظام ابيها.

-ان السعودية ساهمت بطريقة او بأخرى في قتل أباها واخوتها واعمامها واخوالها واقاربها من ابناء قرية العوجة.

-ان اباها اعترف، والاعتراف مسجل، بأن الحرب التي فرضها على ايران كانت فخا اوقعته به امريكا والسعودية.

-ان السعودية الام الشرعية ل"داعش" وباقي الجماعات التكفيرية التي صبغت ارض العراق بالدم.

-ان السعودية اكثر حرصا من "اسرائيل" على تقسيم العراق.

إبناء واحفاد الطاغية، وايتامه من فدائيي صدام واعضاء حزب البعث الصدامي ورجال المخابرات والحرس الجمهوري والحرس الخاص وباقي العصابات الصدامية الاخرى، يشاطرون إبنة الطاغية في معرفة هذه المعلومات، مع ذلك لم نسمع نحن ولا غيرنا سمع ، اي انتقاد يصدر منهم ضد دور السعودية في اسقاط حكم طاغيتهم، بل على العكس تماما، ان كل ما سمعناه منهم منذ عام 2003 وحتى اليوم ، كان مديحا وثناء ل"مملكة الخير" و "ملوكها وامرائها الحكماء"!، والاستغاثة بهم، ودعوتهم لفرض وجود سعودي في العراق.

ان صفات الاشادة والمديح والثناء وطلب العون من "خادم الحرمين الشريفين" لمساعدة "العراق الجريح"!!، هي صفات لا يشترك فيها قيادات البعث الصدامي المتوارين عن الانظار والمشاركين في العملية السياسية!! فقط، بل يشترك فيها انصارهم ومؤيديهم وحواضنهم، فلا تجد من يذكر السعودية بسوء لا في السر ولا في العلن، بل ان المجرم السفاح عزة الدوري دعا الى كل هؤلاء للانضواء تحت لواء السعودية و "داعش"، الذي اعتبر غزوها للعراق اعظم من الفتوحات الاسلامية، من اجل محاربة ايران مطاردة "عملائها"!!.

لم تتعرض اي مصلحة سعودية في العراق للخطر، فلم تحرق سفارتها ولا قنصلياتها، لم يحرق علمها ولا صور ملوكها وامرائها، ولم تُرفع شعارات لخروجها من العراق رغم تفجير 5000 سعودي انفسهم في العراقيين، من قبل البعث الصدامي انصاره وحواضنه، بل على العكس تماما، كانت هذه المصالح السعودية في حماية العصابات البعثية الصدامية الداعشية، والتحقت بها مؤخرا العصابات الجوكرية التابعة للسفارة الامريكية، بينما السعودية فعلت الافاعيل في العراق وفي عائلة الطاغية صدام، فلماذا هذا الموقف منها؟، ولماذا تهنىء رغد صدام من شارك في قتل ابيها واخوتها واعمامها وابناء عمومتها واسقاط نظام البعث الصدامي؟، ولماذا يعتبر البعث الصدامي السعودية عمقه الاستراتيجي ولا يفرط بها؟، ولماذا لم نسمع منذ 17 عاما من البعثيين وانصارهم وحواضنهم ولا مرة واحدة من يرفع شعار "السعودية بره بره"؟، هذه الاسئلة نطرحها على الذين رفعوا مثل هذا الشعار ولكن ليس ضد السعودية، عسى ان نجد عندهم الجواب الشافي.