'إغلاق' السفارة الأمريكية في بغداد..  بالون إختبار مثقوب

'إغلاق' السفارة الأمريكية في بغداد..  بالون إختبار مثقوب
الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١٠:١٩ بتوقيت غرينتش

كل ما قيل هي تسريبات اعلامية وصحفية امريكية تتحدث عن تهديدات اطلقها وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو للمسؤولين العراقيين من ان بلاده ستقوم بإغلاق السفارة الامريكية في بغداد، بسبب الهجمات التي تتعرض لها البعثات الدبلوماسية، وتحمل العراقيين مسؤولية التبعات الناجمة عن ذلك.

العالم يقال ان

الى الان لم يؤكد او ينف اي مسؤول امريكي صحة وسقم هذه التسريبات والتي كانت اخرها انباء عن مغادرة السفير الامريكي ب‍بغداد "ماثيو تولر" الى القنصلية الامريكية في اربيل شمالي العراق، وان قرار اغلاق السفارة قد يصدر قريبا.

في المقابل، هناك تسريبات اعلامية وصحفية تتحدث عن اجتماعات للرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع رؤساء الكتل البرلمانية، ومناقشة التهديدات الامريكية التي ستأتي بعد اغلاق السفارة الامريكية والتي تستهدف الحشد الشعبي وفصائل المقاومة وكل الجهات الرافضة للوجود الامريكي وتلك المؤيدة والراضية على استهداف البعثات الدبلوماسية ومنها السفارة الامريكية.

هذه التسريبات ايضا لم يؤكد او ينف اي مسؤول عراقي صحتها او سقمها، وكل ما هناك هي تسريبات في تسريبات، ورغم كل الضجة التي تثيرها وسائل اعلام تابعة للمحور الامريكي الصهيوني، كقناة "الحرة" الامريكية وقناتي "العربية" و "الحدث" السعوديتين و "قناة "سكاي نيوز- عربي" الاماراتية، في هذا الشأن، الا انه الى الان لم يصدر اي تصريح رسمي من جانب المسؤولين الامريكيين والعراقيين ازاء ما يثار او يقال.

يبدو ان "التسريبات" الامريكية وطريقة تضخيمها من قبل الاعلام الامريكي الصهيوني السعودي الاماراتي، ليست سوى بالون اختبار لمعرفة "حجم" الاصرار العراقي على اخراج قوات الاحتلال الامريكي من العراق ومدى "التزام" القوى السياسية العراقية بقرار البرلمان العراقي الداعي الى طرد القوات الامريكية في هذا البلد.

بالاضافة الى محاولة معرفة امريكا لـ"حجم الاصرار" و"مدى الالتزام" العراقي الذي اشرنا اليه، هناك تخوف امريكي جدي من رد سيأتي عاجلا ام آجلا عل جريمة اغتيال قائدي النصر قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لتلك الجريمة الامريكية الغادرة والجبانة.

من الواضح ان السفارة الامريكية في العراق وبشهادة الجميع، هي قاعدة عسكرية أنشأتها قوات الاحتلال الامريكي في قلب بغداد، وتضم الالاف من قوات المارينز والمدرعات وبطاريات باتريوت، ومطار تهبط فيه وتقلع منه يوميا الطائرات العسكرية الضخمة، وتعج بالرادارات التي تغطي ليس العاصمة العراقية بغداد فحسب بل مساحات كبيرة من العراق.

اللافت ان هذه القوات العسكرية الضخمة تتواجد وسط مناطق سكنية، اي تتخذ من السكان دروعا بشرية، فمن الخبث والنفاق والسذاجة السياسية اعتبار السفارة الامريكية في العراق بعثة دبلوماسية، كما من الخبث والنفاق والسذاجة السياسية ان هناك من يستهدف البعثات الدبلوماسية في العراق، وان الجهة الوحيدة التي تُستهدف فقط هي هذه القاعدة الامريكية في قلب بغداد والتي يطلق عليها اسم السفارة الامريكية، والاهم من كل هذا وذاك ان الجهة التي تستهدف هذه السفارة مازالت مجهولة، رغم سيطرة الامريكيين امنيا على مجمل المنطقة المحيطة بالسفارة بفضل راداراتها وجواسيسها، وهو ما اثار العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة تلك الجهة او الجهات، بعد ان حمّل العديد من المراقبين السياسيين والامنيين العراقيين جهات تمولها امريكا مسؤولية تنفيذ تلك الهجمات، لاظهار الوضع في العراق بانه "منفلت امنيا" وهناك "فوضى سلاح"، بهدف الاساءة الى فصائل المقاومة والحشد الشعبي، وتوفير الارضية للنيل منها ، وحرمان العراقيين من اكبر قوى حافظت على وحدة واستقرار وسيادة العراق امام مخططات الثلاثي المشؤوم ، امريكا و"اسرائيل" والسعودية.

يبدو ان ردود افعال القوى العراقية وعلى راسها قوات الحشد الشعبي، ازاء التسريبات الامريكية، والتي جاءت لتؤكد مرة اخرى اصرارها على اخراج القوت الامريكية في العراق والزام الحكومة على تنفيذ قرار البرلمان باخراج هذه القوت المحتلة، ثقبت بالون الاختبار الامريكي، فكل ما يقال عن الجهة او الجهات التي تقف وراء استهداف السفارة الامريكية هي مزاعم تطلقها امريكا دون تقديم اي دليل، بينما جريمة اغتيال القائدين سليماني والمهندس، هي جريمة نفذتها امريكا جهارا نهارا وباعتراف رئيسها الارعن.